عادت من جديد التهديدات باستعمال القوة العسكرية او التلويح بها بين ايران والولايات المتحدة الامريكية؛ في ظروف دولية في غاية الصعوبة والتعقيد، وفي وقت يشهد العالم والمنطقة العربية تغييرات عاصفة؛ جائحة كوفيد 19، عمليات التطبيع مع اسرائيل، والاهم بالنسبة الى ايران؛ هو سعي الولايات المتحدة على عدم رفع العقوبات الدولية عنها، في الذي يخص؛ توريد السلاح من والى ايران او هذا هو المقصود حصريا، بموجب الصفقة النووية بين الدول الكبرى الستة وايران. عدم رفع العقوبات عن ايران وجه بالرفض من الصين والاتحاد الروسي، وبالرفض حاليا وربما يستمر هذا الرفض في الاسابيع القليلة القادمة، من بريطانيا وفرنسا والمانيا، في حالة عدم رضوخها للضغط الامريكي، وهو احتمال قوي جدا، ان لم نقل مؤكدا. الاوربيون يريدون رفع العقوبات عن ايران بموجب الصفقة النووية، وليس أعادة فرض العقوبات بالكامل عليها؛ وهذا هو ما تؤكده رسائل مفوضية الشؤون الخارجية الاوربية الى مجلس الامن الدولي، اضافة الى تصريحات المسؤولون الاوربيون، والتي جميعها تؤكد على ضرورة المحافظة على الصفقة النووية، كونها تشكل ضمانة للسلم والاستقرار الدوليين بحسب رؤيتهم لما تمثله من ضمانة لعدم الانتشار النووي، وقطع الطريق على ايران في صناعة السلاح النووي. وزير خارجية امريكا هدد او لوح بالتهديد للاوربيين في حالة عدم دعمهم لأعادة فرض العقوبات على ايران. ايران من جانبها هددت بالخروج من الصفقة النووية ان لم ترفع العقوبات عنها اي توريد السلاح منها واليها. في محاولة من الزعامة الايرانية، للتاثير النفسي على مواقف القوى الدولية الكبرى، وبالذات الاوربيين؛ بالتلويح بالخروج من الاتفاق، بالشكل الذي يجعل الاتفاق او ضوابطه وقيوده تفلت من روابط تثبيته داخل دائرة هذه الضوابط والقيود. او بعمل ما، كما صرح بهذا قائد الحرس الثوري الايراني؛ لابد من العمل، بطريقة ذكية، في المواجهة العسكرية مع امريكا. الرئيس الايراني، روحاني، هدد امريكا بالرد الصارم في حالة اعادة العقوبات الدولية عليها، من جهة ومن الجهة الثانية؛ ينطوي هذا التهديد، وهو المقصد الاساسي لهذا التهديد الايراني، الا وهو؛ تحذير الادارة الامريكية من مغبة التعرض لها او على سفنها في مياه الخليج العربي وعُمان او في بقية البحار في العالم، كما حدث قبل اسابيع ثلاث؛ من قيام البحرية الامريكية باحتجاز سفن ايرانية محملة بالمشتقات النفطية الى فنزويلا، والتي واجهتها ايران بالصمت. الرئيس الامريكي، ترامب هدد الجانب الايراني ان هي( ايران) اقدمت على حماقة ما، وبحسب قوله؛ سوف يكون الرد الامريكي اقوى من السابق بالف مرة، في مغالطة واضحة للواقع ومجرياته في الذي سبق من سنوات الصراع والتوتر بينهما، وعلى وجه الخصوص في فترة رئاسته؛ فمن المعروف ان الولايات المتحدة لم ترد على اسقاط الطائرة المسيرة الامريكية، كما انها لم ترد على القصف الصاروخي الايراني على قاعدة عين الاسد الامريكية في العراق. من الجانب الثاني اي من الجانب الايراني، قائد الحرس الثوري، حسين سلامي هدد او توعد الامريكيين بالانتقام لمقتل قاسم سليماني، وان هذا الرد حتمي بحسب قوله، واكمل موضحا بان ايران لاتتكلم فقط بل انها سوف ترد في ميدان المواجهة، والمعني في هذه المواجهة؛ هو اقدام الادارة الامريكية على فعل يستهدف المصالح الايرانية او ارضها او سفنها في المياه الدولية؛ بأن ايران سترد ردا صارما لأي تعرض امريكي. بحسب تسريبات الاستخبارات الامريكية؛ بان ايران لن تقوم باي عمل عسكري ضد الولايات المتحدة الامريكية ومصالحها في المنطقة، في الاسابيع التي تسبق الانتخابات الامركية، خوفا من زيادة حظوظ ترامب بالفوز. الصهاينة دخلوا على خط التوتر بين الامريكيين والايرانيين؛ بتصريح لقائد قوات الدفاعات الجوية الاسرائيلية؛ ان الايرانيين قادرون على مهاجمتنا، لكننا اكتسبنا الخبرة او كيفية التعامل مع هذا الهجوم ان حدث، بدراستنا للهجوم الصاروخي الايراني على السعودية؛ وهي محاولة لخلط الاوراق، وارسال رسائل قصدية، مفادها؛ ان الخطر الايراني يحدق بالعرب وبالكيان الصهيوني في أن واحد، وهي دعوة مبطنة، تحمل شيفرات مضمرة؛ لأهمية التحالف العربي مع هذا الكيان المسخ، في التصدي للخطر الايراني، وهي لعبة شيطانية مكشوفة. ان الاصرار الامريكي على اعادة جميع العقوبات الاممية على ايران؛ سيقود الى انقسام حاد في مجلس الامن الدولي من جهة، ومن الجهة الثانية، فرص امريكا في اعادتها على ايران تكاد تكون محدودة جدا ان لم نقل معدومة؛ فالعقوبات باحتمال يكاد يكون مؤكدا او هو مؤكدا، سترفع بقرار من مجلس الامن الدولي او تلقائيا، انفاذا لبنود الصفقة النووية.. ان عودة هذا التوتر للصراع الدائم، والمتواصل لأربعة عقود مضت، بين ايران والولايات المتحدة، من وجهة نظرنا المتواضعة، لن يصل الى درجة السخونة او لا ولم ولن تكون هناك مواجهة عسكرية مباشرة بين الجانبين، لا الان ولا في المستقبل، كما كان عليه مواقف الجانبين في العقود التي انقضت من سنوات صراعهما الذي لم يتجاوزا فيه؛ حاجز الوعيد والتهديد بلغة الكلام الى انفاذه على صعيد الواقع او الى فعل يتحرك على الارض بلغة الواقع. المقصود هنا؛ المواجهة العسكرية المباشرة لتفكيك عوامل الصراع، لأنتاج الحل، وليس الحروب السيبرانية الاستخباراتية أو حرب الاغتيالات الاستخباراتية، كما جرى مؤخرا في اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني ورفيقه المهندس في بغداد. من الجانب الثاني سوف تزداد حرارة التوتر بين الجانبين وبالذات في هذه الاسابيع التي تسبق الانتخابات الامريكية. ان ايران تبني سياستها في مواجهة الولايات المتحدة في الوقت الحاضر على استثمار الوقت اي تجنب الدخول في اي تصادم مع الولايات المتحدة، ومن اي نوع كان وفي اي مكان كان، خارج حدودها الجغرافية، بمغادرة ولو الى حين؛ ما كانت بالانابة.. تفعله في السابق، من وضع معرقلات ومطبات في الدروب الامريكية في المنطقة العربية، بصرف النظر عن تصريحات قائد الحرس الثوري الايراني، الجنرال حسين سلامي، او تهديد السيد حسن روحاني، او غيرهما من المسؤولين الايرانيين؛ لأنها رسائل للتأثير النفسي؛ بانتظار ما سوف تسفر عنه الانتخابات الامريكية. على ما يبدوا ان ايران تراهن على خسارة ترامب؛ وهي في هذه المراهنة، وفي جميع الاحوال، مراهنة خاسرة في النتيجتين سواء فاز ترامب او فاز جو بايدن، فلن تتغير السياسة لامريكية نحوايران، لأن كلاهما وجهان لعملة واحدة. الامريكيون يصرون على توسيع نطاق الصفقة النووية، اضافة الى شمول بنود اخرى خارج البرنامج النووي؛ الصواريخ البالستية، والتدخل في شؤون المنطقة العربية، بحسب وجهة نظر الامريكية. نعتقد ان ايران ستقبل بان تجري المفاوضات على اسس هذه القواعد، بعد الانتخابات الامريكية. مما يعزز هذه القناعة؛ هو ان ايران وفي جميع مراحل تاريخها في العقود الاربعة المنصرمة، تصرفت ببرغماتية بشكل واضح لا غموض فيه؛ لأي متابع.. على العموم ان الايرانيين والامريكيين، سيجلسون متقابلين على طاولة التفاوض، بعد الانتخابات الامريكية.. في الخاتمة: لا ولم ولن يحدث او تستعر اي نار بصورة مباشرة، مهما كان حجمها وسعتها في منطقة التوتر بين الجانبين.. هذا لايعني عدم وجود تحركات مضادة، استفزازية، اي فعل على الارض، محدود واقعيا، وواسع الانتشار اعلاميا، بين الجانبين، ولكن في الحدود المسيطر عليها اي من دون الضغط على وقيد اشعال النيران..لحين تصافح الايادي من فوق الطاولة..