18 ديسمبر، 2024 5:16 م

عودة الاعدام العلني الى إيران

عودة الاعدام العلني الى إيران

يحرص نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کثيرا على تمسکه بالممارسات القمعية وبشکل خاص عمليات التعذيب داخل السجون وتنفيذ الاعدام، من أجل الامساك بزمام الامور، وقد أثبت هذا النظام بأنه مهووس بالاعدامات عندما کان ينفذها علنا من أجل بث أجواء الرعب في إيران وجعل الذي يريد معارضة النظام أن يصرف النظر عن ذلك، ولکن عمليات الاعدام العلنية لوحشيتها المفرطة أثارت ردود فعل دولية مماأجبر النظام الايراني على الامتناع عنها منذ11 يونيو 2020، حيث کانت آخر عملية إعدام علنية.
تزايد الاحتجاجات الشعبية الغاضبة وتوسع دائرتها وتزامنها مع نشاطات وحدات المقاومة والتي وصلت الى حد مهاجمة مقرات للحرس الثوري في طهران ذاتها، أجبر النظام الايراني الى العودة مرة أخرى الى ممارسة عمليات الاعدام أمام الملأ، وذلك من أجل تخويف الشعب وتذکيرهم بأن النشاطات المعارضة للنظام ستون نتيجتها التدلي على المشنقة.
يوم السبت الماضي 23 تموز2022، نفذ النظام الايراني أول عملية إعدام علنية منذ أكثر من عامين عبر شنق رجل أدين بقتل شرطي، واستنادا الى معلومات نقلتها وسائل إعلام إيرانية رسمية، إن العامل إيمان سابزكار الذي أدين بقتل شرطي في فبراير 2022 في مدينة شيراز جنوبي إيران، أعدم شنقا في الصباح الباكر السبت في مسرح الجريمة. وكانت المحكمة العليا أكدت أوائل يوليو الحكم عليه بالإعدام علنا.
غير إن ماأکده بيان صادر عن أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في 24 تموز2022، يسرد تفاصيل قضية الاعدام هذه، حيث جاء فيه:” في فبراير من الشهر الماضي، انتفض شباب الانتفاضة في مدينة شيراز بعد مضايقات سخيفة قام بها مركز شرطة بيدزرد ضد شابين. وأثناء الاشتباكات قتل العقيد علي أكبر رنجبر نائب رئيس مركز الشرطة الذي اعتدى على المواطنين.” وأضاف البيان”على إثر هذا الصراع، تم اعتقال الشاب الثائر إيمان سبزيكار من قبل وزارة المخابرات وقوات الشرطة، وبعد التعذيب الوحشي الذي أدى إلى كسر عظام ذراعيه ورجليه وفكه وأسنانه، حكموا عليه بالإعدام انتقاما منه لمقتل العقيد رنجبر.”.
الملاحظ إن عودة الاعدامات العلنية بعد عامين من إضطرار النظام عن التوقف عنها بسبب الضغوطات الدولية، يأتي أيضا الى جانب ماذکرناه آنفا من أسباب، فشل الرئيس ابراهيم رئيسي في السيطرة على الاوضاع والحد من مشاعر الرفض والکراهية التي تزايدت کثيرا بحيث إن ماقد حدث وجرى خلال العام الاول من ولايته ينذر النظام بأن الاعوام القادمة ستکون أسأ بکثير.