أمتنا تعود لتسنم دورها الحضاري والإنساني , وهي في مسيرتها الساعية لبلوغ ذلك المرام , فما فيها يؤكد قدراتها وحاجة الدنيا للتعبير عن جوهر كينونتها وما عندها من أنوار روحية وقيم أخلاقية تحافظ على توازن الوجود الحي فوق التراب.

وما تمر به الأمة مخاض عسير لولادات أصيلة ذات قدرات تعبيرية متميزة عن المكنونات الفياضة الفاعلة فيها والتي تتوق إليها البشرية , فالصورة الأرضية الواعية السامية لن تتحقق بغياب أمتنا , وإبتعادها عنها.

ولهذا فهي تتقدم نحو مجرى الحياة بإمكانيات متجددة ومتنامية , وقد بدأت العديد من دولها تتفاعل مع نداء ضرورة وجودها وتفاعلها, فلا يجوز لأمة بهذه الموااصفات أن تكون قاعدة محسورة , وتتوطن التل.

وما أصابها من التداعيات والإنكسارات لن يفت بعضدها , لأنها ذات مطاوعة عالية وطاقات متنامية , وكينونات متجذرة في ذاتها ومؤسسة لموضوعها الحضاري المتكامل المتجدد عبر العصور.

فالأمة ناهضة وتتحرك بقامة مستقيمة وخطوات ثابتة متوثبة , وتتخمر في بودقات معاناتها أجيال مستنيرة مثقفة واعية أدركت قيمتها ودورها , وما عليها أن تقوم به وتؤكده في تفاعلاتها اللازمة للتعبير عن جوهر أمة سامقة الإبداع والعطاء.

قد يرى البعض أن ما تقدم نوع من التفاؤل المفرط , لكن الوعي السليم لحقيقة الأمة وما فيها وما قدمته للإنسانية يؤكد أننا أمضينا أكثر من قرن نناهضها ونعتدي عليها , وعلينا أن نرعوي ونستعيد رشدنا , وننتمي إليها ونكون بها وفيها.

فهل لنا أن نسترجع ذاتنا المفقودة؟!!

جوهرٌ يبقى وأمٌّ إنْ تراختْ

سوفَ تحيا مثلما كانتْ وجادتْ

إنّها أمٌ بديعٌ منطواها

بعلومٍ ورسالٍ إستنارتْ

أمّةٌ تكبو ويخبو مرتقاها

وبها سرٌّ عجيبٌ فاستفاقتْ