على طريقة المسلسل الدرامي ( عوالم خفية ) للفنان القدير عادل امام والذي تم انتاجه عام (2018)، تتكرر أحداث هذا المسلسل في العراق وتحديداً محافظة كربلاء ( 108 كم جنوب العاصمة بغداد )، حيث تعالت أصوات الشارع العام في الآونة الأخيرة مطالبة الحكومة المحلية بافتتاح (المستشفى التركي) تزامناً مع انتشار فيروس كورونا وزيادة أعداد المصابين.
المستشفى التركي في كربلاء:
مع زيادة الاعداد السكانية في محافظة كربلاء لكثرة النزوح اليها من المحافظات الأخرى، يقابلها النقص الحاصل في المستشفيات والخدمات الطبية الحكومية، فلا يوجد في المحافظة سوى مستشفى الحسين العام الواقع في مركز المدينة، من هنا ظهرت الحاجة الى بناء مستشفى حكومي، فجاء مشروع بناء المستشفى التركي في المحافظة، وهو احد المستشفيات الخمسة في العراق التي أدخلتها وزارة الصحة ضمن مشاريعها الاستثمارية، منفذ المشروع يتمثل بشركة (يونفرسل أجارسان) التركية.
تبلغ مساحة البناء (80.000)2 من مساحة إجمالية تبلغ (56) دونماً واقعة في ناحية الحر (غربي المحافظة)، وبكلفة (150) مليون دولار، ومدة تنفيذ (33) شهراً، ويتسع الى (500) سرير.
وبالفعل تمت المباشرة بالمشروع في شهر كانون الثاني من عام 2009، ولم يفتتح الى يومنا هذا، في الوقت الذي لا توجد في المحافظة الا المستشفيات الآتية:
ولا يمكن بأي حال ان تشفع مسميات السفير والكفيل وزين العابدين والحجة في عدم الاستغلال البشع لمن هو في امس الحاجة الى الرعاية الطبية الخاصة، فسياسة تعامل هذه المستشفيات مع الناس كسياسة اللعين ترامب مع السعودية، اذ لا يرى منهم الا دولاراً. معللين ذلك بتعاليلشيطانية لمن ينتقدهم وهو انه (( انت يا مولانا بدل تكاليف العلاج في الهند ولبنان ودول الخارج وما يلحقها من تعب السفر، اصرفها في مستشفياتنا !!! )) وكأن إمكانية السفر الى الخارج متاحة لكل مريض، يتغاضون علمهم بما يلحق المريض من ديون وبيع الغالي والنفيس من اجل تلقي العلاج او اجراء العملية الجراحية، يتغاضون الاسماء التي يتاجرون بها على حساب أرواح الآخرين، فلا يمكننا الا ان نسألهم سؤالاً واحداً، أهذا هو الدين ؟
حادثة حريق المستشفى التركي:
بعد مطالبة الشارع الكربلائي بافتتاح المستشفى التركي والضغط على الحكومة المحلية، حصل ولأسباب مجهولة حريق في المستشفى بتاريخ 22/6/2020، ملحقاً إياه بأضرار مادية، بديهياً سيؤجل افتتاح المستشفى ويفوت الفرصة على المواطن بتحصيل خدماته. ومن هنا لابد من تقييم الواقعة اما بكونها حادث عرضي او جريمة هدر المال العام، أما الفرضية الأولى فلا يمكن تصور وجودها مع وقت افتتاح المستشفى بالذات، فطبقاً لحساب الاحتمالات ان هناك احتمالية للحريق في كل يوم منذ إتمام انجاز المستشفى الى الان فأي قدر ذكي يحدد وقت الحريق مع قرب اعلان الافتتاح.
اما الفرضية الثانية وهي المبنية على كون الواقعة جريمة، فلابد من البحث عن المستفيد او طالب الاستفادة وكان مرتكب الجريمة يريد ان يقول (( لو ألعب لو أخرب الملعب )) فأقول لمحافظ كربلاء السيد نصيف الخطابي اترك أمور تشكيل اللجنة التحقيقة واذعن لما يُطلب منك صراحة او مجازاً و (( الحر تفيه الإشارة )) لأنك لست (( مريم رياض )) فمثالها يحتاج شخصاً يترك آثاراً كمذكرات (( عوالم خفية )) فلا يسمع منه صوت لأن امر هلاكه حتمي.