قال الشاعر بما يعبر عن محنة وأبتلاء الشعب العراقي بوزراء فاشلين ومحافظين أفشل ومجالس محافظات : أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ؟:-
بليت بأعور فأزداد همي .. فكيف أذا بليت بأعورين ؟
يدور الحديث منذ أشهر حول نقل صلاحيات بعض الوزارات لاسيما الخدمية منها الى مجالس المحافظات حتى أستقر رأي الحكومة المركزية الواقعة تحت ضغوط ألآحزاب التي تنتمي لها مجالس المحافظات الى نقل الصلاحيات في 15|8|2015 وسواء كان النقل تدريجيا أو سريعا ومباشرا فالكارثة واقعة لامحالة وأموال الشعب العراقي الى جيوب الفاسدين مرة ثانية , والخدمات الى الضياع والتسيب وهذا قدر العراق , فهل من غيور على هذا الشعب ؟ وهل من عقلاء يقولون لهؤلاء المتمادين في الفساد والخيانة والفشل كفى ؟
أن همروجة نقل الصلاحيات هي قضية حق يراد بها بطل , فأذا كان نقل الصلاحيات أمر صحيح في نظام الحكم الفدرالي والذي لم يتحقق واقعيا في العراق , فأنه غير واقعي في ظرف العراق الحالي , والواقعية تقدم على الدعاوى ألآخرى , فلكل عمل مسوغات وأشتراطات , وأذا لم تتوفر ألآشتراطات فليس من الحكمة المباشرة بالعمل لآنه سيكون مضيعة للجهود وهدرا للمال وللوقت , والعراق اليوم يعاني من كل هذه العوامل , صحيح أن الحكومات المتعاقبة كانت كلها فاشلة وفاسدة , والحكومة الحالية عليها الكثير من الملاحظات وبعض وزرائها هم دون المستوى المطلوب , ولكن أبتلاءنا بألآرهاب يجعلنا نسكت على مضض لآن أحزاب السلطة لاتعرف ألآ مصالحها وهي مستقوية بحجة واهية ثبت فسادها وهي ألآنتخابات , فنحن أمام كابوس من ألآوهام لاينجلي مالم يتخلص العراق من هيمنة أحزاب عاطلة ومعطلة ومستمرة في غيها بأسم شرعية ألآنتخابات التي أصبحت فاقدة للمعنى ككل الشرعيات الكاذبة التي تحتج بها أنظمة المنطقة ومعها ألآمم المتحدة والدول صاحبة حق الفيتو وهو حق مفروض بالقوة لايمتلك هوية الحقوق بمقدار مايمتلك أستلاب الحقوق .
أن الذين شاركوا في مناقشات نقل الصلاحيات ليسوا من الخبراء , وليسوا حياديين لآنهم من أعضاء مجالس المحافظات والمثل الشعبي يقول : العروس تمدحها خالاتها , ومن يقول بمشاركة فريق من ألآمم المتحدة أنما يريد أن يغطي عجزه وعيبه , فالذين يشاركون من ألآمم المتحدة هم أقرب للمتفرجين , ثم أن ملاحظاتهم حتى وأن كانت فنية ألآ أن من يجلس معهم من أعضاء مجالس المحافظات ومن الحكومة هم أخرمن يعرف ألآمور الفنية وأدارة المحافظات أصبحت من كثرة الفوضى والتسيب مضربا للنكتة والسخرية المصحوبة بألم و من يقدم مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية لايرتجى منه خير , والتجربة لاتحتاج الى برهان , فبعد عشر سنوات من ألآنتخابات ومجيئ هذه العناصر لم يعرف الشعب العراقي سوى الحمايات والسيارات المصفحة ورباعية الدفع ومزيدا من ألآمتيازات لناس منهومين محدودين معزولين عن الثقافة والعلم طائشين خربوا المجالس ودوائر الدولة التي أصبحت شبه معطلة تصادر فيها حقوق المواطن وتنتهك كرامته نتيجة وجود مسؤولين فاشلين فاسدين أميين في العمل الوظيفي وفي ألآدارة همهم كماهو هم أعضاء مجالس المحافظات : ألآيفادات , وألآمتيازات الشخصية وليذهب المواطن والوطن الى الجحيم؟ وقد وقعنا في الجحيم : عصابات أرهاب , وعصابات سرقة وغسيل أموال , وعصابات تزوير , فالمزور الثابت تزويره بدل من أن يعزل ويحاسب صار يرقى ويدخل مجلس النواب والوزارة , ومن عليه ملفات قضائية من مستويات خطيرة صار يحضر بطريقة صورية أمام القاضي لمدة ساعة ثم تعلن براءته ليكون من جديد عضوا في البرلمان أو الحكومة , والمغني أصبح متحدثا أعلاميا بأسم رئيس الحكومة والفاشل في أنتخابات قائمة حصل فيها المهربون والمنبوذون أصواتا ودخلوا مجلس النواب وهو لم يحصل على أصوات ذلك المستوى المتدني من تلك القوائم يصبح مستشارا لرئيس الحكومة ومن هو معروف عند العراقيين في لندن بنشال شارع كرومويل يصبح نائبا لرئيس الحكومة ؟
أمام هذا الواقع كيف تريدون نقل الصلاحيات ؟ ولآنكم مصرون بلا روية , فأسمعوا ما نقوله : لله وللوطن المبتلى , وللمواطن المحروم والمظلوم : أن نقل الصلاحيات لمجالس المحافظات دون تغيير المحافظين ودون تغيير أعضاء مجالس المحافظات هو لعبة خاسرة من لاعبين معروفين بالفشل والخسارة , وستكون فرصة جديدة للفاسدين وأحزابهم الفاشلة لنهب أموال العراقيين ولزيادة تخلف العراق وجعله دولة فاشلة بصورة دائمة غير قابلة للآصلاح وغير قابلة للحياة , ومن يفعل ذلك من الذين أجتمعوا في كربلاء فأنهم يعطون للعصابات ألآرهابية وللمتعاونين معها فرصة لخداع المزيد من المغرورين , وفي أجتماع كربلاء أعلنوا موت ألآمل وكتبوا شهادة فشل الدولة وأنا لله وأنا اليه راجعون.