19 ديسمبر، 2024 12:21 ص

عن مواصلة إيران و بقاء نظامها

عن مواصلة إيران و بقاء نظامها

لاشك من إن لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية العديد من الاقلام و الالسن المحبة و المسبحة بحمدها ليل نهار، وتسعى لتصويره وکأنه نظام لايقهر و بإمکانه العبور من أخطر المراحل و المفترقات و تجاوزها بل”والکلام لتلك الاقلام و الالسن المتأيرنة” وإن بإمکان طهران أن ترد بقوة على أعداءها و خصومها وخصوصا أمريکا و اسرائيل وترد لهم الصاع صاعين!
اللافت للنظر، إنه وکلما ورد ذکر أعداء النظام الايراني يبادرون الى ذکر”العنترية الايرانية”بوجه واشنطن و تل أبيب، وإن الاخيرتين ترتعدان فرائصهما من طهران و تسعيان لتجنبها، ولکن السٶال الذي يطرح نفسه هو: هل حقا إن هذا النظام قد وجه ضربة أو صفعة ما لعدويه المفترضين؟ هل تقدم خطوة واحدة بذلك الاتجاه؟
مايميز نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إنه يقول مالايفعل و يفعل مالايقول، وهو عندما يدعي المواجهة مع امريکا و اسرائيل فإن مايقوله لايمکن أخذه على محمل الجد وانما هو مجرد جعجعة و دندنة لإشباع أذن المتيمين بعشق نظام”ولي أمر المسلمين”المزعوم، الحقيقة التي يجب أن نٶکدها و نشدد عليها هي إن أعداء هذا النظام الحقيقيين ينقسمون الى فئتين: الفئة الاولى الشعب الايراني المغلوب على أمره و الفئة الثانية البلدان العربية و الاسلامية وعلى رأسها السعودية.
إستعراض العضلات و التهديد بإستخدام القوة، هو أمر تمرس فيه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد المسلمين أنفسهم، ويبدو إن”ولي أمر المسلمين الخامنئي”، يقرأ”الاقربون أولى بالمعروف”مقلوبا فيتصور بأن الاقربون يجب أن يتحملوا وزر حملاته و غزواته و فتوحاته الغريبة، فلکي يصبح الولي الفقيه بعبعا و ماردا بوجه أمريکا و إسرائيل لابد أن تخضع له بلدان المنطقة کلها و تصبح طوع أمره، وقبل ذلك لابد للشعب الايراني أن يدفع الثمن الاکبر و الفاتورة الباهضة لما يشاءه و يترأيه الولي الفقيه، وإلا فإن”إسلام آخر زمن”سيکون في خطر!
هذا النظام الذي يصفق له نماذج من قبيل الفئة التي حددناها أعلاه، و يبدون إعجابهم المتناهي بکونه لايزال قادرا على المواصلة في وجه التحديات و التهديدات و الاخطار المحدقة به ومن إنه يقف على قدميه، غير إن هذه النماذج السمجة تتجاهل أو تتغافل عن الجانب الاهم من الصورة، وهو إن النظام عندما يواصل و يستمر في المواجهة، فإنه يعاني من حالة أشبه ماتکون بالکساح في مجمل أوضاعه، وإن المشاکل و الازمات تطبق عليه من کل جانب بحيث لايوجد مجال يمکنه أن يتباهى به ماعدا مجال تصدير التطرف الديني و الارهاب و الدور الاجرامي للحرس الثوري في المنطقة و العالم و قمع الشعب الايراني و إفقاره و تجويعه، والذي لاريب فيه هو إن لتحمل الشعب الايراني أيضا حد معين ولايمکنه أن يتحمل ذلك الى مالانهاية وإن بروز حراك شعبي يطالب بفتح ملف مجزرة عام 1988 التي تم فيها إعدام 30 ألف سجين سياسي، والتي لها بعد دولي اساسي، يمکن أن تکون بداية العاصفة المرتقبة التي طال إنتظارها.