كنت في الباب الشرقي اتناول كاسة لبلبي بالفلفل الاسود المخلوط بالاحمر الحار في ليلة شتائية كئيبة ايام الحصار الغاشم 1991- 2003 على ضوء اللوكس من عربة خشبية متهالكة ، خط على جانبها باللون الاحمر العريض عبارة ( عضة اسد وﻻ نظرة حسد ) وكأن صاحبها عضو مؤسس في ستاربكس ودومينو بيتزا و ماكدونالدز ﻻ بائع حمص مسلوق بالحصو البلدي على قارعة الطريق يمر به الكادحون لتناول – العشاء – ضغطا للنفقات وبقية المثقفين والصحفيين الليليين الاوفر تايم وووالسكارى ، حين جاءني شاعر شعبي – مفلس – برغم انه ينشر في 10 صحف – يديرها عدي – دفعة واحدة ، وسلم علي ﻻحبا بشخصي الكريم اذ انه مر بجانبي قبل يومين فأشاح بوجهه بعيدا عني ، وانما طمعا بكاسة – بلوووشي – على حسابي وقال : انت فعلا ” فارس بلا جواد ” مع خالص تحياتي انا الشاعر الشعبي ابو جواد ، واخذ يهتف على عادة الشعراء المداحين ممن يتبعهم الغاوون وها خوتي ها ” هذا ابن الحاج اللي تعرفونه ، واكف شامخ هلتشوفونه ، يعزم الرايح والجاي على لبلبي وصمونه ، واها اتميل يابه تميل( وقفة ) .. تميل عيني تميل ( وقفة ) ، هذا اللبلب يعزم بيه .تميل اغاتي تميل !!
قلت جميلة عبارتك وقبيح نفاقك واحلى كاسة لبلبي على حساب – صاحب العربانة ، اكراما للناس التعبانة والجوعانه وعلى عناد القيادات القطرية والقومية المتخومة والشبعانة في قصورها العامرة وو- بفلوس الشعب المحروم – سهرانه برغم الحصار الجائر ، ببركات العملات الاجنبية والسجائر ، وجيوب القادة الملآنة بواردات شورجة الكفاح والجمارك التعبانة – ولكن من اين اتيت بهذه العبارة الجميلة – فارس بلا جواد – ؟
قال انه عنوان المسلسل المصري الجديد المدوي الذي يقع في 41 حلقة من بطولة وتأليف محمد صبحي ، واخراج احمد بدر الدين ، والذي سيعرض في رمضان 2002 ويعالج الصراع العربي الاسرائيلي من خلال – بروتوكولات خبثاء صهيون – والدنيا مقلوبة شرقا وغربا ، الحكومتان الاميركية والاسرائيلية طالبتا بمنع عرضه ﻷنه معاد للسامية على حد وصفهم ،ويتعارض مع اتفاقية كامب ديفيد الاستسلامية 1979 !!
وبالفعل عرض المسلسل في رمضان بعدما انتظرناه طويلا وبلهفة وتابعناه واذا به مسلسل باهت اداء ، ضعيف حوارا ، متهافت اخراجا ،مفكك دراميا ، لنكتشف ان التهويل الذي سبقه قد اسقطه كلية ولو انه عرض بدعاية تقليدية كسائر مسلسلات رمضان لكنا نظرنا اليه من زاوية اخرى ولحالفه النجاح وهذا ما اكده – صبحي – شخصيا في حوار مع احمد منصور، في برنامج (بلاحدود) المذاع على قناة الجزيرة ،عام 2004 قائلا ” لما أنا أقول لك خش الفيلم الفلاني دا فيه 200 معركة، وتخش الفيلم ووتفاجأ انه مافيهوش غير معركة واحدة حيفشل ” !
وبما ان الشيء بالشيء يذكر فأن ماجرى وحيك من خلف الكواليس لـ” فارس بلا حداد ، عفوا بلاجراد …قصدي بلا جواد ” قبل عام من غزو العراق 2003 اظنه يحاك اليوم ” لمؤتمر بغداد” المزمع عقده منتصف تموز المقبل بحضور شخصيات عشائرية وسياسية عربية سنية من داخل العراق وخارجه ، اذ ان معظم الكتل والاحزاب الشيعية ووسائل الاعلام التابعة لها تهاجم المؤتمر يوميا – يوووووميا – وعلى مدار الساعة وتطالب بألقاء القبض على بعض الشخصيات المشاركة فيه حال وصولها الى مطار بغداد كونها مطلوبة للقضاء ومقاطعته ومنع انعقاده ﻷن المؤتمر يعقد برعاية امريكية – خليجية ، فيما تهاجم احزاب وشخصيات اخرى – عربية سنية – ايضا المؤتمر لكونه يضم شخصيات لم تقاتل داعش وعاشت خارج العراق فيما ازيح عنه من قاتل ورابط على حد زعمها ، والطامة ان صحفا عربية قومية – كالقدس العربي – مثلا تهاجم المؤتمربدورها وتصفه بأنه يعقد بموافقة ايرانية ” هسه ما افتهمنا برعاية اميركية ، ام ايرانية، ام برعاية الطرفين معا ام بلارعاية وعلى حساب المحل ؟؟؟ فاذا كان برعاية ايرانية فلماذا الكتل الشيعية متضايقة جدا ، واذا كان برعاية امريكية فلماذا – حسون الاميركي وبطانته – منزعجون ، واذا كان برعاية سعودية – اماراتية فلماذا انزعاج القوميين العرب وهؤلاء يقودون التحالف العربي حاليا – بعد بيتي – واذا كان بتوصيات تركية وقطرية لبعض شخوصه فلماذا الاسلاميين السنة – ضايجيين – ؟
واذا كان التهجم على مؤتمرات مثل بروكسل وباريس ومكة وانقرة 1 وانقرة 2 وجنيف واربيل وعمان بزعم انها عقدت خارج ارض الوطن بعيدا عن انظار الحكومة المركزية ، فلماذا الحملة على المؤتمر الحالي وسيعقد في بغداد وامام انظار السلطات الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية وبحضور وسائل الاعلام كافة ” عراقيون يجتمعون في بلدهم الام ..كدام عينك ، انت شحامي حمامك ؟! ” والذي اراه والله اعلم ان التهويل هنا ومن جميع الاطراف انما غايته تسقيط المؤتمر وشخوصه وتمييع لمقرراته وتسطيح لتوصياته ابتداء ، تماما كما حدث لـ ” فارس بلا جواد ” وعلى اللجنة التنظيمية ان – وهذه نصيحة اخوية وﻻمصلحة لي في ذلك- ان تدعو كل العرب السنة الى المؤتمر فمن يرفض منهم فهذا شأنه وعليه توضيح الاسباب لوسائل الاعلام ، ومن يقبل فعليكم بضمان امنه وحمايته ذهابا وايابا من والى بغداد ، وعلى المعارضين ” متابعة ماسيتمخض عنه المؤتمر من نتائج وتوصيات أولا بأول ولكل حادث حديث ، اما عن المؤيدين والمنظمين فـ” ﻻدكول سمسم حتى تلهم ” ولكل مقام مقال ، فأن كان المؤتمر بمستوى الطموح فبها ونعمت وان لم يكن كذلك ” فمازاد حنون في الاسلام خردلة وﻻ النصارى لهم شأن بحنون ” والمبلل شنو ؟ مايخاف من المطر ” . اودعناكم اغاتي