18 ديسمبر، 2024 6:50 م

عن فرص وإكراهات الزمان!

عن فرص وإكراهات الزمان!

تظل الصورة ناقصة، والتخطيط يعاني الخلل، حين يغفل أثر الزمان!

ينظر له انه حياتنا، هو الزمن الذي يضع الحدود وينظم الخطوات، ويحدد البدايات والنهايات، وكل فعل دون حسابه فهو ضرب من العشوائية (منظمة أم كانت عفوية)!.

وأي مشروع لن يكون قابلاً للقياس دون تحديد أبعاده الزمنية، وعلى الأقل في حدود المعقول منها والمنطقي والمقبول، وبدون ذلك ستبقى التقييمات مدار وجهات نظر وانطباعات لا أكثر، وليس هناك دولة تبنى ونظام يؤسس وتكتب له الحياة بلا أرقام!

ومن الزمن ما هو حصار، يقيد الخطوات، ويختزل الامكانيات، ويرمي بالفرد في وادٍ سحيق من الضياع.. ما له من قرار، ولكن إكراهات الزمن يجب ألا تكون كذلك باباً لتبرير الأخطاء او السقطات والهفوات!.

ومن الزمن ما هو علاج، يخفف حدّة النفس، ويلقي على فورة الغضب والحزن والأسى قميص سيدّي يوسف عليه السلام فيرتد القلب بصيرا!، ولكن حذار من اماتة القلب كذلك بوهم الانتظار!

ومن الزمن ما هو مبعث أسى لارتباطه بالذكرى التي مضت ولن تعود، ومنه ما هو حافز للنجاح بقياس الزمن الآتي على الذي فات، والأمر مرهون بعينك التي ترى وتبصر وذاتك التي تقرر، فان بقي الماضي يحظى بالأفضلية فذلك مؤشر خلل في الواقع الراهن ويستوجب التدخل والاستدراك.

والخلاصة أننا والأزمان في مواجهة مستمرة، وليست بالضرورة ان تكون صراع، بل تقابل الرغبات وتبادل الأفعال.. فانظر أين أنت من كل ذلك وحدد موقعك.. قبل ان تكون جزءاً من حكاية الزمان لا فاعلاً أساسياً وقصة تروى كل حين للنجاح!