أخذ البعض من المتابعين كلمة الرئيس الإندونيسي حول الاستثمارات السعودية في إندونيسيا بحساسية بعض الشيء، وكان عدد من المواقع نقل عن صحيفة جاكرتا بوست الإندونيسية أن الرئيس الإندونيسي قال: «استثمار السعودية في إندونيسيا كبير، إلا أنني مندهش من أن الملك سلمان بن عبدالعزيز حين ذهب للصين وقع عقوداً تجاوزت 870 تريليون روبية»، مشيراً إلى أنه حمل المظلة للملك وقام بقيادة السيارة بنفسه. والرئيس الإندونيسي لا شك يعلم عن الشراكات التجارية، ولا يمكن مقارنة اقتصاد إندونيسيا باقتصاد الصين، ولا العلاقة التجارية للسعودية بالصين بعلاقتها مع إندونيسيا ولهذا أسباب موضوعية، لكنه يريد كسب الجمهور الإندونيسي الذي يخاطبه، وقد بدا الرئيس وهو يتحدث أقرب للمزاح مع جمهوره، وباختصار هو يريد القول للإندونيسيين إنني عملت ما أستطيع وسأعمل.
والعلاقات السعودية – الإندونيسية مهمة للطرفين، وهي مرت بمرحلة باردة يتوقع أن تعيدها زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز والحفاوة التي استقبل بها إلى الطريق الصحيح لما فيه مصلحة البلدين وشعبيهما، ومؤكد أن هناك قوى في الداخل الإندونيسي لا تريد لهذه العلاقات التطور، ربما بدأت بالتراجع أو الكمون قليلاً بعد الزيارة الناجحة للملك سلمان.
تطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية تقع مسؤوليته على الطرفين، تؤطرها المصالح المشتركة، ولا يقلل هذا من عمق العلاقة الإسلامية الراسخة، ويبقى العمل على استدامة زخم ونجاح الزيارة مرهوناً بلجان وأجهزة حكومية ينتظر منها الكثير مثلما ينتظر من الزيارات الأخرى.
جامعة الإمام محمد بن سعود قامت بافتتاح معاهد في إندونيسيا، وظهرت صور لمدير الجامعة ومسؤولين فيها مع ترحيب حار من مسؤولين إندونيسيين بذلك، وهذه خطوة جيدة إلا أنها بقيت في القالب التقليدي الذي عملت عليه السعودية قديماً، وهو قالب لم يحظَ بالنقد الواجب للاستفادة من أخطائه مع تراجعاته المعروفة التي فرضتها أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، هناك الكثير من الأفكار التي يمكن عملها لترسيخ العلاقات في الاقتصاد والجامعات وغيرها، ولا أعرف سبباً للبقاء في هذه الزاوية الضيقة، مع أنه من الممكن الانطلاق منها إلى مساحة أرحب وأكثر رسوخاً.
نقلا عن الحياة