جرح الارض ام جرح الشعب ام جرح الاحزاب ام جرح القادة السياسيين ، اشتبكت الجراح مع بعضها حتى لا نعلم من له الاولوية في العلاج ؟ والغريب المؤلم في هذا كله نعيش ونتحدث وكأن الجراح امر عادي، يسرق ويقتل ويتجول بين الناس فيهتفون له علي وياك علي ، واخر بعد خيبة اعماله الفضفاضة يخرج له مهوال ليجعله البلسم لجراحنا وكانه نسي ان السكين في يده انها سكين وليست مبضع طبيب جراح .
ونعيش الازمات واسوءها ازمة الثقافة هذه الازمة التي تفاقمت بسبب الفقر والفقر استفحل بسبب الفساد والفساد ساد بسبب عدم نزاهة الامير ، نحاسب من وبمن نحاسبه ، راينا العجب وعفى الله عن ما سلف والوطن ينزف جراح خيراته في بنوك العالم ويخرج القائد بخطبه الرنانة التي لم تشعر بها حتى نملة سليمان يتوعد ويتعهد السراق لمحاسبتهم لانه لم يمنحهم وكالة بالسرقة .
علمنا بخيبتهم فتضامنا معهم بخيبتنا بتمزيق ما تبقى من الحق العام الذي لم تناله يد السراق فالرصيف ملك صرف والشارع ملك وفق قاعدة وضع اليد واملاك مجهولة المالك فيصبح لها مالك ، والعشيرة محكمة على الجميع وحصر السلاح بين المجرمين ، ونامل ان نرى وطن حر وشعب سعيد وجارنا يلاحق حسب ادعائهم مجرميهم على اراضينا وقائدنا يندد فارتجفت قواتهم من التنديد .
وطامتنا التي ادت الى تفاقم الجراح ونزف القراح هي عدم الشعور بالاخوة فلا يلتفت من لا مصيبة له بمن اصابته المصيبة وكل يقول ( عليّ بروحي)، وهذا جعل السراق يشعرون بالارتياح .
نتامل مع انفسنا ماهي الحلول ؟ انها مشكلة لو فكرنا بالحلول نكون اضفنا مشكلة اخرى اسمها التشتت وفرض الراي والتباعد والاتهامات فيما بيننا وفريق ينسحب يقول ( اني شعليه نارهم تاكل حطبهم ) .
لا السماء سلمت من الجراح فاخواننا المحررين الامريكان لهم حق التلاعب بسمائنا سواء بالطائرات او بالصواريخ ، ولا ماءنا سلم من الجراح فالاصدقاء الجيران يتلاعبون بدجلتنا وفراتنا وغيرهما من الانهر ، ولا حتى خليجنا سلم من طعنات الجيران ، وكل هذا نامل ام نسال هل حكيمنا قادر على تضميد جراحنا .
واما جراحات الاعلام فانها كمن يضع الملح على جراحنا ليستمتع باهاتنا تحت شعار الحرية والديمقراطية ، يبحثون في الجحور عن ما يسيء لنا لكشفه في العلن بحجة الانتقاد بدلا من ان يعالجونها سرا ، ويتبجحون باعمالهم الخيرية بانتهاك حرمة المحتاجين ليعرضوهم على الملأ هؤلاء تصدقنا عليهم .
يا عراقي ابدا بنفسك ودع غيرك وعش الامل والله المستعان ودائما الخير يبدا بخطوة مهما كانت فلابد لليل ان ينجلي وتشرق الشمس لتفضح عورات الخبثاء ان تسترت عليهم اموالهم فغدا تعرض على الملائكة اعمالهم وان غدا لناظره لقريب .