18 ديسمبر، 2024 6:51 م

عن اول كتاب اصدره غوغول

عن اول كتاب اصدره غوغول

تتسارع أحداث العنف والفوضى الخلاقة (المدمرة) مؤخراً، في مختلف المناطق التي تقع خارج سيطرة الدولة السورية، شمالاً وشرقاً، والتي لا يمكن أن تصبّ إلا في خدمة النفوذ الأمريكي الذي لا يخفي رغبته في بقاء الوضع في هذا البلد ضمن حالة اللاستقرار وانعدام الأمن ، وهو ما يتمظهر في وجوده المباشر ودعمه وتمويله للحركات الانفصالية والإرهابية التي تعد تهديداً للأمن الوطني السوري واستقراره وكذلك خطراً على الأمن العربي.

ويعزز ذلك نية القوات الامريكية اغلاق الشريط الحدودي مع سورية غربي الانبار مع وصول تعزيزات حربية للقوات الامريكية المتمركزة داخل العمق السوري قادمة من قاعدة عين الأسد ، بالتزامن مع تكثيف هذه القوات خلال الفترة الحالية من عمليات الاستطلاع الجوي للطيران الحربي والمسير على المناطق الغربية باتجاه الأراضي السورية في مؤشر على وجود مخطط غير واضح المعالم ويتسم بالسرية التامة.

حتى وقت قريب، ان القوات الامريكية تنقل على دفعات ومراحل عدد كبير من مسلحي داعش الى وجهتين، الأولى، اخرجتهم عبر مروحيات إلى قاعدة الشدادي وحقل العمر، فيما الوجهة الثانية كانت عبر معبر سيمالكا الحدودي الذي يفصل الحسكة عن العراق ويقدر عددهم بنحو 150 شخصاً من جنسيات أجنبية عديدة، ومن المتوقع اطلاقهم في البادية السورية او الحدود العراقية.

كما قامت القوات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة بمجموعة من الترتيبات التي تكشف عن رغبة في ترسيخ وجود هذه القوات لفترة طويلة، كما كشفت تلك الترتيبات عن استعداد واشنطن لمواجهة صراعات محتملة قد تنطوي عليها المرحلة المقبلة، وتنطلق تلك الترتيبات الأمريكية من خشية واشنطن من ازدياد النشاط الإيراني في مناطق شرق الفرات، الذي أخذ يعبّر عن نفسه في أكثر من مجال، ومنها استهداف القواعد الأمريكية، وأيضاً وجود توجس أمريكي من مخطط إيراني-روسي، يبدو أنه دخل مرحلة التنفيذ، يقضي بجعل المرحلة المقبلة صعبة ومكلّفة للوجود الأمريكي في شرق سورية عبر هجمات تؤدي إلى استنزاف القوات الأمريكية ودفعها إلى الخروج من سورية

كل تلك التطورات، يستعد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لهجمات انتقامية من خال بناء وجوده العسكري في شرق سورية للسيطرة على ممرات النقل مع العراق في نية واشنطن لشل حركة الحشد الشعبي في العراق الموالي لإيران.

بالتالي تعزى الإجراءات التحضيرية للولايات المتحدة في منطقة نفوذها في سورية إلى خطط من أهمها فرض السيطرة الكاملة على مدينة البوكمال من خلال إغلاق الحدود بين سورية والعراق، والسيطرة المطلقة على الحدود مع العراق وابعاد القوات العسكرية السورية والعراقية، بالإضافة الى العمل على حل الحشد الشعبي في العراق ونزع السلاح منه.

اليوم باتت المواجهة بين التحالف بقيادة الولايات المتحدة والمقاومة الشعبية التي يساندها الجيش السوري وحلفاؤه قاب قوسين أو أدنى، فالردود الأخيرة المتبادلة بين الطرفين كانت عبارة عن رسائل أولية محسوبة بينهما، قد تتدحرج الكرة وتنزلق إلى معركة كبيرة، وهنا يمكنني القول إن إطلاق رجال المقاومة الشعبية صواريخ اتجاه منشآت البنتاغون العسكرية في شرق سورية تحمل رسائل متعدّدة، وموجهة لواشنطن وحلفاؤها القدامى والجدد، وأهم هذه الرسائل هو تكريس مقولة أن رجال المقاومة الشعبية مستعدون لتصعيد المواجهة مع الوحدة الأمريكية وأنهم على جهوزية كاملة لردع المحتل الأمريكي ، ومن أجل ذلك لا بد من التوحد خلف استراتيجية واضحة وثابتة ودائمة لفضح الاحتلال وعزله ومواجهته بكل أشكال المقاومة إلى أن يزول عن كامل الأرض السورية.

هذه الوقائع خلقت واقع جديد بحيث أصبحنا حقاً على قطار التسوية التي يفرضها واقع تغير الميدان وستحدد ملامحه المرحلة المقبلة بحسم معركة دير الزور، فالجيش السوري بمقاتليه وبالحاضن الشعبي يزداد تقدماً الى الأمام و يلقن التنظيمات المتطرفة وأدواتها الدروس في الصمود و الثبات.

ومن هذا المنطلق كلي أمل أن يعم الأمان والأمن في سورية، فإدارة بايدن الفاشلة والمجرمة بحق الإنسانية والمتعارضة مع كافة المواثيق الدولية ما تزال لا تستخلص العبر ولا تقرأ تجارب التاريخ من أن الشعوب لا يمكن أن تقبل باستمرار سياسة الإذلال والحصار وهذا ما يضع محور المقاومة أمام موقف الدفاع عن قضاياه، لذا علينا أن نشمر سواعدنا ونستنهض الهمم لبناء الوطن ونبذ كل ما من شأنه تعكير الحياة التي يرنو لها شعبنا للعيش فيها.

وبإختصار شديد، ليس أمام سورية كثير من الخيارات، فهي إمّا أن تنتصر أو أن تنتصر، لا خيار آخر أمامها، فلنعمل سوياً من أجل أن تنتصر سورية، ليرفع إنتصارها راية وحدة وطنية في وجه أميركا وإسرائيل وكل ذيولهما، ولتنقلب طاولة الطائفية على رؤوسهم كما أرادوها أن تنقلب على رؤوسنا ورؤوس أبنائنا، ولتكن حلب نقطة تحول وعلامة طريق فارقة لإنتصار سورية في هذا الصراع الشرس الذي لا يرحم متردداً.

[email protected]