صار معروفا و واضحا لشعوب و بلدان المنطقة، إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي کان يتمشدق ليل نهار بعدائه لإسرائيل و سعيه من أجل إزالتها من الوجود، قد جعل کل همه في التآمر على أمن و إستقرار و سيادة بلدان المنطقة من خلال مخططات طائفية مشبوهة تسعى الى نشر الفتنة و الفوضى و البلبلة بل إن الوقاحة وصلت حدا بهذا النظام الى طرحه أذرعه في بلدان المنطقة کبديل للأنظمة السياسية القائمة بل وحتى النظام العربي الرسمي!
الحديث عن المخططات المشبوهة لهذا النظام و التي إستهدفت العديد من بلدان المنطقة، هو حديث ذو شجون، لکن أهم مافيها إن بلدان المنطقة لم تقم بأي نشاط أو عمل مشابه للذي تقوم به طهران في بلدان المنطقة رغم إن الکثير من الاصوات قد إرتفعت مطالبة بذلك، والانکى من ذلك إن ذلك ماکان يحفز طهران لتتمادى أکثر في تدخلاتها المريبة في المنطقة و تبرز و تستعرض عضلاتها، لکن هذه الحالة کما يبدو طرأ عليها تغيير بأن برز الشعب الايراني منتفضا الى الساحة وهو يطالب بأمرين هما:
ـ إسقاط النظام من خلال شعار الموت للديکتاتور”أي خامنئي”.
ـ المطالبة بإنهاء التدخلات في المنطقة.
من مفارقات القدر، إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي نصب من نفسه ممثلا للسماء و صار يفتي کما يعجبه الامر و يتفق مع مراميه، يجد اليوم نفسه أمام الشعب المنتفض وهو يطالبه بالکف عن إستغلال الدين لأهداف و مرام سياسية ضيقة لاعلاقة لها إطلاقا بالدين مثلما إنهم يسخرون من لعبة الاعتدال و التشدد التي لم يعد أحد يصدق بها، بل وإن وصول شرارة و لهيب التظاهرات الغاضبة الى قلب العاصمة طهران و تمزيق صور خامنئي و الهتاف بالموت له، أکد بأن النظام صار يواجه وضعا غير مسبوقا، إذ لم يعد الشعب يصدق و يثق بالنظام الديني برمته وإن إستهداف رمزه الاساسي”الولي الفقيه”، يعني إن اللعبة الدينية للنظام لم تعد تجد نفعا و يجب إسدال الستار عليها.
واخيرا، جاء اليوم الذي يدفع فيه هذا النظام ثمن مخططاته التآمرية القذرة على شعوب و بلدان المنطقة وعن کل الجرائم و المجازر التي إرتکبها بحق الشعب الايراني والتي کان من أبرزها مجزرة صيف 1988، التي أعدم فيها أکثر من 30 ألف سجين سياسي إيراني والتي إعتبرتها منظمة العفو الدولي جريمة ضد الانسانية وعدتها منظمات حقوقية بمثابة جريمة القرن ضد السجناء السياسيين، وبطبيعة الحال فإن الثمن الذي لابد أن يدفعه هذا النظام حيال کل ذلك، هو الرحيل والى الابد.