22 نوفمبر، 2024 12:21 م
Search
Close this search box.

عن المفاوضات الحقيقية مع إيران

عن المفاوضات الحقيقية مع إيران

يوما بعد يوم، تزداد القناعة وتترسخ لدى معظم الاطراف الدولية بعدم جدوى التفاوض مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، إذ يبدو وبعد سبعة جولات من المحادثات مع هذا النظام والحبل لازال على الجرار، خصوصا بعد أن أکد دبلوماسيون بريطانيون وفرنسيون وألمان، يوم الاثنين الماضي، في بيان لهم بأن القوى الكبرى وإيران لم تبدأ بعد في المحادثات، بشأن إنقاذ الاتفاق النووي الذي سيصبح قريبا جدا “بلا معنى” دون إحراز تقدم. كما أضافوا في بيان حول مفاوضات فيينا النووية، التي يتنقلون فيها بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين “حتى هذه اللحظة ما زلنا غير قادرين على الدخول في مفاوضات حقيقية”!
هذا البيان الملفت للنظر والذي أکد مرة أخرى على إن النظام الايراني يواصل نهجه التمويهي ويرواغ بطرق واساليب مختلفة من أجل الالتفاف على الحقائق والدفع بإتجاهات ثانوية لاعلاقة لها بأصل الموضوع وجوهره، ولاسيما بعد أن حذر هٶلاء الدبلوماسيون في هذا البيان بأن الوقت ينفد، مضيفين أنه “بدون إحراز تقدم سريع، وفي ضوء التطور السريع للبرنامج النووي، ستصبح خطة العمل الشاملة المشتركة قريبا بلا معنى”، يأتي في وقت يحاول فيه النظام الايراني إلقاء اللوم على الدول العظمى حيث قال کبير مفاوضي النظام الايراني، علي باقري کني، بأن:” عض الأطراف الفاعلة ما زالت تمارس عادة إلقاء اللوم بدلا من الدبلوماسية الحقيقية..”، مضيفا”طرحنا أفكارنا مبكرا وعملنا على نحو بناء ومرن لتضييق الفجوات” وأشار الى أن”الدبلوماسية طريق ذو اتجاهين.. فإذا كانت هناك إرادة حقيقية لتصحيح خطأ الجاني، سيصبح الطريق ممهدا لاتفاق سريع وجيد” وهذا مايبين تباعد الفجوة بين الطرفين لأن النظام الايراني کما يبدو لايزال يواصل نهجه المعهود بالمراوغة من أجل التمويه على مساعيه السرية من جهة وخداع المجتمع الدولي برفع العقوبات والضغوطات عنه من جهة ثانية.
أکثر شئ ملفت للنظر، إن ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا في اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، والذي صار معروفا بإطلاق تصريحات تميل بعض الشئ لصالح النظام الايراني، قد أطلق تصريحا مغايرا هذه المرة عندما قال:” ماذا يمكننا أن نفعل بأجهزة الطرد المركزي للنظام الإيراني؟ أحد الخيارات هو نقلها إلى خارج إيران. خيار آخر هو تدميرها، والخيار التالي هو تخزينها وختمها تحت رعاية وكالة الطاقة الدولية. وهذا يبين ويثبت أيضا بأن الصبر الروسي أيضا بدأ ينفذ من مراوغة وتحايل هذا النظام ويوضح بأنه لابد من تغيير في طريقة التعامل الدولي مع هذا النظام، غير إن النقطة المهمة التي يجب هنا أخذها بنظر الاعتبار هي إن زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، قد صرحت مرارا وتکرارا بعدم جدوى التفاوض مع هذا النظام وإنه لن يتخلى عن مساعيه السرية من أجل إنتاج القنبلة الذرية ويجب ممارسة سياسة تتسم بالحزم والصرامة معه وعدم إبداء أي تساهل معه.

أحدث المقالات