23 ديسمبر، 2024 1:56 ص

لا اعتقد ان مهنيا و مثقفا قد كتب تقرير الشرق الأوسط ؛ بل كتبه أحد الآيديولوجيين الذين لايعرفون شيئا سوى لغة الجنس وهي نفس اللغة التي تعتمد عليها داعش ؛ لقد هاجم التقرير ” الإختلاط ” بين الرجل والمرأة لان كاتب التقرير يرى ان اختلاط اي رجل مع إمرأة سيولد طفلا ” غير شرعي” ! وهي نفس العقلية التي تطالب بعزل ” الخيارعن الطماطة ” لإختلاف جنسهما ! وكذلك منع عرض الموز واللعب التي تعرض عليها ملابس النساء بحجة إثارة الشهوات !
لااعرف ما هو مبرر الكراهية و الحقد الدفين على معتقدات الناس خصوصا وانها لم تحدث ضررا بمعتقدات الآخرين ؛ ألم تكفل دساتير الدول المحترمة بما فيها دستورنا العراقي هذا الحق لجميع الديانات والمذاهب ؟ الم تمارس الديانات الأخرى طقوسا ومعتقدات أشد غرابة من المعتقدات التي شنت عليها حملات باطلة لتشويهها مستخدمة كل الأساليب القذرة الخارجة عن اللياقة والبعيدة كل البعد عن اساليب النقد المتعارف عليه والذي نقف معه ونؤيده إن كان صداقا
ان تلك الجماهير المختلطة شكلت حالة من الخوف والرعب لقوى التخلف التي لاتستطيع الخروج من عقدة النقص تجاه المرأة وتمنعها من قيادة السيارة لأنها ” عورة ” أما نحن في العراق فقد كنا من أوائل الدول العربية التي أعطت حقوق المرأة وجعلتها بمناصب قيادية والآن تشكل المرأة العراقية نسبة 25% من البرلمان العراقي وهي تمارس حقوقها من دون اية منغصات تذكر وهي ليست مسلوبة الإرادة لكي يسهل إستغفالها من قبل الإيرانيين أو غيرهم
أتساءل إن كان كاتب التقرير مسلما كيف يهاجم معتقدات هي بالنهاية إسلامية ؛ فهل تقبل غيرته لو كتب أحد الكتاب الأجانب تقريرا مزيفا عن وجود حالات حمل غير شرعي في بيت الله مكة المكرمة أثناء إختلاط الحجاج والحاجات لأداء فريضة الحج ؟ ! أم إن المسلمين برأيه هم فئة واحدة فقط ؟ وان هذه الجموع الكربلائية ليست من المسلمين ؟
ان موجات الغضب العراقية محقة لكن لايجب ان تتبنى اساليب القتل والتصفية الجسدية بحق العاملين بجريدة الشرق الأوسط ؛ لأن القتيل سيتحول من مذنب وغير مهني ومزيف للحقائق الى ضحية يتعاطف معه الكثير ؛ الرد على الجريدة لايكمن في توجيه إتهامات مشابهة لبذاءة كاتب التقرير بل بالتركيز على عدم مصداقية الجريدة وإبتعادها كليا عن المهنية عندئذ سنربح الرهان ويعرف العالم الحقيقة من التدليس .
[email protected]