درست الصحافة أكاديميا في سبعينيات القرن الماضي وافهمني أساتذتي إنها صاحبة جلالة وإنها سلطة رابعة مقدسة لذلك كنت أهابها وأهاب قدسيتها وأفكر إلف مرة قبل ان اتخذ أية خطوة تنال من قدسيتها..
حينما مر بي العوز كحال بقية الزملاء لم أفكر يوما ان أبيع قلمي لمن يدفع من السياسيين لكن لجوئي كان للام التي تحتضن أبنائها وهي نقابة الصحفيين العراقيين بالرغم من أن هناك العشرات ممن يدفعون لتجيير أقلامنا لصالح برامجهم السياسية المشبوهة وكان بإمكاني أن أكون غنيا من خلال اللعب على بعض الحبال السياسية لهذا الطرف أو ذاك.. لكني ارتضيت بالقليل كي لا أكون قلما مباعا في سوق النخاسة فلم أجد حضنا أكثر دفئاً من حضن النقابة ولم أجد زميلا ودودا منصفا سخيا مثل الزميل مؤيد اللامي الذي لم يجعلني أتخبط كضحيةٍ للعوز الأعمى فكان نعم الأخ ونعم الزميل الذي لا يريد للأقلام الشريفة ان تباع في سوق النخاسة.
سقت هذه المقدمة وأنا أرى البعض ممن احتضنهم النقابة وجادت عليهم بالهبات التي يحلمون بها لكن دنائتهم وحبهم للمال على حساب الشرف المهني دفعهم للاستجداء من هذا وذاك ممن يعملون في منظمات نقابية تقف بالضد من نقابتهم الأم فابتكروا طرقاً عديدة للاستجداء وبيع المبدأ الذي يؤمنون به بأبخس الأثمان.
إنني ومن مبدأ الزمالة المهنية سأتكتم على هؤلاء لكني بالتأكيد سأفضحهم وبالأسماء وبالوثائق إن اضطررت لذلك ولا استثني احد مهما كانت الروابط بيني وبينه وثيقة ولم اكتفِ بهذا لأنني سأورد لكم تاريخهم الأسود والأسماء الوهمية التي يختبأون ورائها..إنها الفرصة الأخيرة لكي يفيقوا إلى رشدهم لكي يعودوا إلى نقابتهم الأم التي فاض عطفها على الجميع.