23 ديسمبر، 2024 12:49 م

عن السيادة و الامن القومي العراقي

عن السيادة و الامن القومي العراقي

کم تبدو رنانة و طنانة التصريحات الاخيرة الاخيرة لعضو لجنة الامن و الدفاع في مجلس النواب العراقي، اسکندر وتوت، التي أکد فيها عدم قدرة الحكومة على إبرام اتفاق مع أمريكا او اية دولة اخرى لابقاء ونشر قوات عسكرية دون الرجوع الى البرلمان، مشدد على إن”أي اتفاق سيادي يخص الامن القومي للبلد بحاجة الى تصديق وموافقة من قبل البرلمان بصفته ممثلا عن الشعب”،لکننا وعندما نقارنها بالواقع فإننا نجدها تصريحات أقل مايقال عنها جوفاء و غير مسٶولة!
التواجد الامريکي في العراق والذي کان سببا رئيسيا و أساسيا لدخول أعداد کبيرة من المتطفلين على السياسة و الفکر الى العراق على الدبابات الامريکية وقد دخلوا اساسا وهم قد عقدوا العزم على سرقة و نهب ثروات العراق بمختلف الطرق، ولذلك فقد سمعنا عن قصص الفساد و نهب و سرقة ثروات و أموال الشعب العراقي بما يندر أن نجد له مثيلا على إمتداد تأريخ العراق کله، وقد علمنا جميعا بأنه وفي الوقت الذي کانت القوات الامريکية و الحرس الثوري الايراني و سئ الذکر و الصيت الارهابي قاسم سليماني، تسرح و تمرح في سائر أرجاء العراق و تفعل مايحلو لها، فإن المتطفلين و الدخلاء على السياسة کانوا منهمکين بسرقة و شفط مئات المليارات و ليس الملايين.
عن أي سيادة و أمن قومي يتحدث وتوت وهو يسمع تصريحات لقادة و مسٶولين إيرانيين يعلنون فيها بأن قرار العراق بيدهم، وهم من يقررون مصيره، أين السيادة و الامن القومي عندما يجول إرهابي مطلوب للعدالة الدولية کقاسم سليماني و يقوم بالتدخلات السافرة في الشٶون الداخلية بحيث يفرض رأيه و مطالبه على من يشاء ومن يرفض فإن مصيره إما التصفية أو الاقصاء، ثم أين هذه اللجنة النيابية الموقرة من تواجد قوات الحرس الثوري و المخابرات الايرانية في سائر أرجاء العراق، بل أينها من السفير الايراني الذي هو بالاساس أحد معاوني سليماني نفسه وهو يتصرف وکأنه أبرز مسٶول عراقي!!!
التصريحات و المواقف الدولية و الاقليمية التي تٶکد على ضرورة طرد الحرس الثوري من بلدان المنطقة عموما و من العراق خصوصا ولاسيما من جانب البلدان الاوربية بعد أن ثبت دوره السلبي و المشبوه فيها، بل وإن تصنيفه من جانب وزارة الخزانة الامريکية کجهاز إرهابي و حتى مطالبة المعارضة الايرانية النشيطة المتواجدة في الساحة و المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، بإدراج هذا الجهاز ضمن قائمة الارهاب و طرده من بلدان المنطقة و قطع أذرعه فيها، إنما هي مواقف واقعية تعکس الخطر و التهديد الذي يمثله هذا الجهاز على أمن و استقرار و سلامة بلدان المنطقة، لکن لجنة الامن و الدفاع التي تتحدث بکل صراحة عن التواجد الامريکي”الذي طلبته الحکومة العراقية بنفسها مضطرة”، فإنها تحني رأسها لقائد قوة القدس الارهابية في العراق و تتجاهل جحافله الارهابية المبثوثة في سائر أرجاء العراق.