17 نوفمبر، 2024 11:34 م
Search
Close this search box.

عن الخطاب الديني المتطرف

عن الخطاب الديني المتطرف

تهيمن على أجواء دول المنطقة خطاب ديني متطرف بشقيه السني و الشيعي، ويحث و يدعو هذا الخطاب وبقوة الى إکراه شعوب المنطقة على الالتزام بمظاهر و ظواهر دينية رغما عنهم، وتزداد خطورة هذا الخطاب مع إزدياد حدة المواجهة الطائفية الحالية القائمة في المنطقة و التي لانرى أساسها الخلاف المذهبي فحسب وانما التطرف الديني الذي يسعى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن خلال طرق و اساليب مختلفة لفرضه على المنطقة.

 

الثورة الايرانية التي إندلعت بوجه الدکتاتورية في إيران و إنتصرت في الحادي عشر من شباط 1979، کانت بحق ثورة تحررية تحمل سمات تقدمية و إنسانية فياضة، لکن التيار الديني المتشدد في الثورة قد قام بمصادرة الثورة و الهيمنة عليها و فرض الخطاب الديني المتطرف عليها، وقد قام من أجل تحقيق هذا الهدف بحملة إغتيالات و تصفيات طالت معظم التيارات الوطنية الايرانية لکنها رکزت بشکل خاص على منظمة مجاهدي خلق لکونها رفضت منذ البداية مبدأ ولاية الفقيه و إعتبرته إمتدادا للدکتاتورية الملکية ولکن تحت رداء ديني و قد رفضت مطالب رجال الدين بإکراه النساء الايرانيات على إرتداء الحجاب الى الحد الذي شارکن عضوات المنظمة في التظاهرات النسوية التي إنطلقت في طهران و مدن إيرانية أخرى رافضة لإجبار النساء على إرتداء الحجاب.

 

التطرف الديني و بأسوء صوره و أشکاله قد إنطلق في إيران بعد مصادرة الثورة الايرانية من قبل رجال الدين، وقد ساهم النظام الاسلامي المتطرف القائم و بصورة ملفتة للنظر ليس فقط على على إنتشاره و إنما جعله أيضا بمثابة ظاهرة سلبية تفرض نفسها بقوة على المنطقة، وهو الامر الذي خلق الکثير من المشاکل و الازمات في المنطقة، ذلك أن الخطاب الديني المتطرف ذو الصبغة الشيعية الذي إنطلق من إيران بعد مصادرة الثورة من قبل رجال الدين قد عمل و بشکل واضح على إنطلاق خطاب إسلامي متطرف آخر ذو صبغة سنية، وکلاهما في جوهرهما، معاديان للحضارة و الثقافة و التراث الانساني، وإن التأثيرات و الانعکاسات الضارة لذلك على الاوضاع السياسية و الفکرية و الاجتماعية في المنطقة ولاسيما في العراق و سوريا و لبنان و اليمن، تبدو واضحة جدا، بل وإن التطرف الديني قد صار وباءا يهدد العراق کله و يجب العمل لمواجهته و السعي بإتجاه منعه و حجبه حتى نضمن السلام و الامن و الاستقرار في هذا البلد الذي يعاني أوضاعا بالغة الخطورة بسبب النفوذ الايراني فيه.

 

الدعوة المخلصة التي أطلقتها أکثر من مرة زعيمة المقاومة الايرانية، مريم رجوي، بضرورة و أهمية إقامة جبهة دولية ضد التطرف الاسلامية و الارهاب و عدم السماح لهذه الظاهرة السلبية بفرض إملائاتها على المنطقة و العالم، واننا نعتقد بأنه أحد المنطلقات الاساسية لإقامة جبهة دولية فعالة ضد التطرف الديني و الارهاب تعتمد بالدرجة الاولى على منع و حجب الخطاب الديني المتطرف و الذي يتم نقله و تداوله بصورة غير عادية في الوقت الذي يشکل فيه تهديدا خطيرا على مجتمعات المنطقة، وان مثل هذا الاجراء يعتبر بداية طيبة للإنتصار على هذه الظاهرة الشريرة المعادية للإنسانية

أحدث المقالات