19 ديسمبر، 2024 2:16 ص

عن الخطاب الديني المتطرف

عن الخطاب الديني المتطرف

تهيمن على أجواء دول المنطقة خطاب ديني متطرف بشقيه السني و الشيعي، ويحث و يدعو هذا الخطاب وبقوة الى إکراه شعوب المنطقة على الالتزام بمظاهر و ظواهر دينية رغما عنهم، وتزداد خطورة هذا الخطاب مع إزدياد حدة المواجهة الطائفية الحالية القائمة في المنطقة و التي لانرى أساسها الخلاف المذهبي فحسب وانما التطرف الديني الذي يسعى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن خلال طرق و اساليب مختلفة لفرضه على المنطقة.

 

الثورة الايرانية التي إندلعت بوجه الدکتاتورية في إيران و إنتصرت في الحادي عشر من شباط 1979، کانت بحق ثورة تحررية تحمل سمات تقدمية و إنسانية فياضة، لکن التيار الديني المتشدد في الثورة قد قام بمصادرة الثورة و الهيمنة عليها و فرض الخطاب الديني المتطرف عليها، وقد قام من أجل تحقيق هذا الهدف بحملة إغتيالات و تصفيات طالت معظم التيارات الوطنية الايرانية لکنها رکزت بشکل خاص على منظمة مجاهدي خلق لکونها رفضت منذ البداية مبدأ ولاية الفقيه و إعتبرته إمتدادا للدکتاتورية الملکية ولکن تحت رداء ديني و قد رفضت مطالب رجال الدين بإکراه النساء الايرانيات على إرتداء الحجاب الى الحد الذي شارکن عضوات المنظمة في التظاهرات النسوية التي إنطلقت في طهران و مدن إيرانية أخرى رافضة لإجبار النساء على إرتداء الحجاب.

 

التطرف الديني و بأسوء صوره و أشکاله قد إنطلق في إيران بعد مصادرة الثورة الايرانية من قبل رجال الدين، وقد ساهم النظام الاسلامي المتطرف القائم و بصورة ملفتة للنظر ليس فقط على على إنتشاره و إنما جعله أيضا بمثابة ظاهرة سلبية تفرض نفسها بقوة على المنطقة، وهو الامر الذي خلق الکثير من المشاکل و الازمات في المنطقة، ذلك أن الخطاب الديني المتطرف ذو الصبغة الشيعية الذي إنطلق من إيران بعد مصادرة الثورة من قبل رجال الدين قد عمل و بشکل واضح على إنطلاق خطاب إسلامي متطرف آخر ذو صبغة سنية، وکلاهما في جوهرهما، معاديان للحضارة و الثقافة و التراث الانساني، وإن التأثيرات و الانعکاسات الضارة لذلك على الاوضاع السياسية و الفکرية و الاجتماعية في المنطقة ولاسيما في العراق و سوريا و لبنان و اليمن، تبدو واضحة جدا، بل وإن التطرف الديني قد صار وباءا يهدد العراق کله و يجب العمل لمواجهته و السعي بإتجاه منعه و حجبه حتى نضمن السلام و الامن و الاستقرار في هذا البلد الذي يعاني أوضاعا بالغة الخطورة بسبب النفوذ الايراني فيه.

 

الدعوة المخلصة التي أطلقتها أکثر من مرة زعيمة المقاومة الايرانية، مريم رجوي، بضرورة و أهمية إقامة جبهة دولية ضد التطرف الاسلامية و الارهاب و عدم السماح لهذه الظاهرة السلبية بفرض إملائاتها على المنطقة و العالم، واننا نعتقد بأنه أحد المنطلقات الاساسية لإقامة جبهة دولية فعالة ضد التطرف الديني و الارهاب تعتمد بالدرجة الاولى على منع و حجب الخطاب الديني المتطرف و الذي يتم نقله و تداوله بصورة غير عادية في الوقت الذي يشکل فيه تهديدا خطيرا على مجتمعات المنطقة، وان مثل هذا الاجراء يعتبر بداية طيبة للإنتصار على هذه الظاهرة الشريرة المعادية للإنسانية

أحدث المقالات

أحدث المقالات