22 ديسمبر، 2024 7:45 م

عن التدخلات الايرانية في المنطقة

عن التدخلات الايرانية في المنطقة

المطالب ال12 التي حددتها الولايات المتحدة الامريکية کأساس وأرضية للمفاوضات مع النظام الايراني، قد تمت صياغتها بالشکل والصورة التي فيما لو تم تنفيذها فإنها ستعيد النظام الايراني الى داخل حدوده وتنهي إمتداداته وإنتفاخاته التي جرت على حساب شعوب وبلدان المنطقة، ولعل قضية تدخلات هذا النظام وقيامه بتأسيس أحزاب وميليشيات مسلحة وتم إعدادها عقائديا بما تتلائم وتنسجم مع أفکار وتوجهات النظام بما يخدم الهدف الاساسي وهو تنفيذ مشروع خميني في المنطقة، واحدة من أهم المطالب ال12، خصوصا بعد أن صار واضحا بأن إيران تسختخدمها ليست في حروبا بالوکالة ضد بلدان المنطقة وإنما حتى ضد الولايات المتحدة وأي طفر آخر مع ملاحظة بالغة الاهمية وهي إن النظام الايراني قد هدد حتى الشعب الايراني نفسه بهذه الميليشيات وحتى إنه عندما إستقدمها على أثر السيول التي إجتاحت إيران خوفا من حدوث نشاطات إحتجاجية، أثبت الى أي حد يعول هذا النظام الذي”صرف دم قلبه”على هذه الميليشيات.
کما إن النظام الايراني مکروه ومرفوض من جانب شعبه بدليل الاحتجاجات المستمرة ضده ونشاطات معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة بالاضافة الى التظاهرات الصاخبة في الخارج ضده والتي کان آخرها تظاهرتي بروکسل وواشنطن في 15 و21 من الشهر الجاري والتي طالبتا المجتمع الدولي بدعم ومساندة المقاومة الايرانية من أجل إسقاط النظام الايراني، فإن هذه الميليشيات مرفوضة ومکروهة من جانب شعوب المنطقة عموما ومن جانب الشعب الايراني خصوصا حيث يتطير منها وحتى إن إستقدامها الى داخل إيران قد أحدث ضجة واسعة إذ أن النظرة السائدة عنهم إنهم ليسوا إلا مرتزقة وبنادق تحت الطلب للنظام، ولأن العلاقة المشبوهة بين الطرفين باتت واضحة للعيان فإن واشنطن لم تعتبر الحرس الثوري الايراني”عراب هذه الاحزاب والميليشيات” إرهابيا فقط وإنما هذه الاحزاب والميليشيات التابعة لها أيضا والتي صارت على طريقة الحرس الثوري تتدخل في بلدانها في کل شاردة وواردة وتشکل عبئا وعالة على شعوبها تماما مثل هذا الحرس الارهابي المشبوه.
الاوضاع الشاذة وغير المستقرة التي تعيشها بلدان المنطقة والاجواء الملبدة بها وحالة القلق والتوجس التي تسود فيها، إنما کلها وفي خطها العام يعود للتدخلات السافرة والصلفة للنظام الايراني والتي تنصب منه کوصي على بلدان المنطقة وتفرض خياراتها ورٶاها ومطالبها عليها عن طريق أذرعها”الاحزاب والميليشات المسلحة”، وقد صار واضحا بأن هذه التدخلات صارت تمثل خرقا وإنتهاکا للقوانين والانظمة الدولية خصوصا وإنه تعطي حقا غير مشروعا لدولة مارقة بالتدخلات السافرة في مختلف شٶون العديد من بلدان المنطقة، ولذلك فإنه إنهائها صار مطلبا ضروريا وملحا ليس على مستوى المنطقة بل وحتى على المستوى الدولي نفسه.