18 ديسمبر، 2024 4:44 م

عن التجمعات الثقافية والمهنية أتحدث

عن التجمعات الثقافية والمهنية أتحدث

بعد تجارب متعددة مع منظمات مهنية وثقافية تكونّت لدي نظرة سلبية غير متفائلة بمستقبل العمل التطوعي في بلدنا في ظرف نجده فيه في أمس الحاجة إلى جهود وخبرات أبنائه .
في العادة تبدأ تجربة التجمع جديد بطموح وأهداف كبيرة معلنة وآمال عريضة ثم تبدأ بعد حين بالتضاؤل والإضمحلال .
آفة هذه التجمعات هي الشُلَل التي سرعان ما تتشكل لتبتعد بالتجمع عن أهدافه نحو غايات ومطامح شخصية أو فئوية .
ثمة أشخاص تجدهم أمامك في كل تجمع جديد؛ وهم أدعياء يدّعون ما ليس فيهم ، ويحسنون اقتناص فرص الظهور والتسلّق واستغلال جهود من حولهم.
ثمّة آخرون لا يجيدون سوى إلقاء كلمات إنشائية قصيرة في الجلسات الإفتتاحية أمام عدسات التصوير .
وثمّة آخرون لا تجد فيهم تجاوباً مع أية دعوة للمشاركة ولو بورقة عمل موجزة ، متعللين بكثرة مشاغلهم التي تحرمهم حتى من النوم، والكل يعرف زيف ادّعائهم .
وثمة من يجدون في المشاركة فرصة للترويح والسياحة المجانية ، فيقتصر حضورهم على الساعة الأولى ثم تجدهم بعدها يتجولون في الأسواق والميادين .
البعض منهم يسارع إلى سؤالكِ عما إذا كانت تذكرة سفره وإقامته مدفوعة – مع قدرته المالية – قبل السؤال عن الجانب الموضوعي للمؤتمر أو الندوة أو الإجتماع ؛ وقد يمتد سؤاله إلى إمكان اصطحاب زوجته – على نفقة الجهة صاحبة الدعوة طبعاً – !.
لا شك أن في التجمعات أناساً كثيرين جادّين في العطاء والمبادرة، لكنهم سرعان ما يُحبَطون أمام شلل تفسد عليهم فرصة العمل المثمر وتجهض بالتالي غايات التجمع العلمية والعملية .
أمام هذا الواقع لم يكن غريباً أن تكون حصيلة معظم محافل هذه التجمعات كلمات خطابية مستهلكة وتوصيات عامة فضفاضة يرددها في الشارع حتى أنصاف المثقفين، وصوراً للنشر ،وولائم طعام ، وبيانات لا تجد من يتابع ماورد فيها .