22 نوفمبر، 2024 6:55 م
Search
Close this search box.

عن البديل و التغيير في إيران

عن البديل و التغيير في إيران

تدور في الاوساط السياسية الدولية أحاديث تترکز على مواضيع من قبيل الاحتمالات الواردة مع النظام الايراني من حيث إنصياعه للمطالب الدولية و بالتالي إيجاد ثمة حل للأزمة النووية الايرانية، وفي جانب آخر، يدور الحديث عن تطبيع العلاقات الدولية مع هذا النظام و إعادة تأهيله دوليا، واحاديث أخرى بشأن التعاون مع النظام في إيجاد حلول لمشاکل و أزمات إقليمية، وکل هذه الاحاديث تلتقي عند مفترق واحد وله هدف واحد وهو جعل النظام الايراني عضوا صالحا في المجتمع الدولي و تمهيد الارضية من أجل تخليه عن سياساته المشبوهة و المثيرة للجدل و الشکوك.
أعوام طوال قضاها المجتمع الدولي و عبر طرق و وسائل مختلفة من أجل ثني النظام عن سياساته المتطرفة ذات البعد العدواني، و على الرغم من أن ظاهر السياسة الدولية التي تم إتباعها مع النظام قد قامت على أساس مبدأ الجزرة و العصا، لکن المجتمع الدولي رکز و شدد على الجزرة ولم يعطي نفس المستوى من الاهمية للعصا وهو الامر الذي لاحظه النظام الايراني جيدا و إستغله أيما إستغلال، وهو ماجعل اللعبة الدولية من هذه الناحية أشبه بالدوران في حلقة مفرغة او البحث عن أبرة في أکوام من القش.
الاغرب من کل شئ و الذي يمکن أيضا إعتباره مثيرا للسخرية، ان النظام الذي يعتبر بنفسه المصدر الاساسي لتصدير الارهاب و التطرف الديني في المنطقة، يقوم وبعد أن يتسبب في إختلاق مشاکل لها علاقة بالتطرف الديني و الارهاب، بطرح نفسه کوسيط و رسول خير و سلام! والانکى من ذلك أنه لايزال هناك من ينخدح بأراجيف و أکاذيب و مزاعم هذا النظام الباطلة جملة و تفصيلا، وهو مايشجع النظام لکي يندفع أکثر في أکاذيبه و خدعه من أجل بلوغ غاياته و أهدافه الخاصة.
کل الذي قبضه المجتمع الدولي من وراء سياساته أعلاه مع النظام الايراني لم يکن سوى مجموعة وعود ضبابية و إتفاقيات يفسرها النظام وفق مزاجه و هواه و يلتزم بها بالطريقة التي تناسبه، وان المنطقة التي تقبع برمتها على مايمکن تشبيهه ببرميل بارود قد ينفجر بها في أية لحظة انما کل ذلك بسبب من سياسات النظام الملتوية و تداعياتها و آثارها السلبية على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، وان بقاء و إستمرار هذا يعني إستمرار التهديد المحدق بالمنطقة و بقاء التوتر و الاوضاع على سلبيتها، وکما أکدت السيدة مريم رجوي في خطاباتها الاخيرة ولاسيما في الاجتماع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس في 9تموز2016، بأن النظام الايراني هو عدو للشعب الايراني و لجميع شعوب المنطقة وان إسقاطه يخدم السلام و الاستقرار في المنطقة، فإن الذي يرتجي خيرا من هذا النظام کمن يرجو أن يصبح أرباب السوابق و السجون من أشرار و لصوص و قتلة مصلحين و أخيار، وهذا هو المستحيل بحد ذاته، ولذلك فإنه الاحرى بالمجتمع الدولي أن يبحث عن خيارات أخرى لمعالجة الموقف مع النظام و نعتقد بأن طرح الحديث عن بديل للنظام و الذي يفکر به معظم أبناء الشعب الايراني أفضل بکثير من کل تلك الاحاديث غير الواقعية، خصوصا وان الشعب الايراني صار يعلم جيدا بأن هذا النظام لايمکن أن يعيش او يستمر بغير قمع الشعب الايراني من جانب و تصدير التطرف الديني و الارهاب الى دول المنطقة و العالم من جانب آخر، وان الاعين کلها تتجه للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بإعتباره البديل السياسي الجاهز لهذا النظام خصوصا وان برامجه السياسية المعلنة للعالم تٶکد کلها على بناء إيران مسالمة خالية من الاسلحة النووية و تٶمن بالتعايش و التواصل مع الشعوب و تکون طرفا بنائا في الحفاظ على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم.
[email protected]

أحدث المقالات