الشبهات الکبيرة التي تثار على مختلف الاصعدة بشأن الدور المشبوه الذي تقوم به ميليشيات الحشد الشعبي التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لم تعد منحصرة بالداخل العراقي”المکتوي”بنارها وانما تعداها الى مستوى العالمين العربي و الاسلامي و المستوى الدولي، خصوصا وإن هذه الميليشيات وعندما تقوم بالسيطرة على أي مکان فإنها وقبل رفع العلم العراقي تقوم برفع أعلامها الطائفية و صور خميني و خامنئي!
التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الامريکي يوم الاحد الماضي بخصوص إن الوقت قد حان لعودة الفصائل المدعومة من إيران الى ديارها و کذلك مستشاروها الايرانيون، بعد أن ساعدوا العراق على هزيمة تنظيم داعش. والتي لو دققنا النظر فيها نجد إنها تصريحات واقعية، لأنها تصدت لحقيقة ملموسة على أرض الواقع، إذ إن معظم فصائل الحشد الشعبي، تخضع لإيران تنظيميا و فکريا و عسکريا و أمنيا، وهي کما يعرف العالم جميعا تتلقى أوامرها و توجيهاتها من إيران فقط و تعلن بکل صراحة بأنها تبايع المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي، لکن ماقد عبر عنه المکتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عن إستغرابه، يوم الاثنين المنصرم لتصريحات وزير الخارجية الامريکية بشأن ميليشيات الحشد الشعبي، هو برأينا الغريب و الذي يثير إستغرابا أکثر من أي شئ آخر.
حيدر العبادي بنفسه و بعد أن إزدادت الانتقادات العراقية و العربية و الاسلامية و الدولية على التحرکات المشبوهة التي يقوم بها الارهابي قاسم سليماني، أعلن على لسان وزير الخارجية بأن هدا الارهابي هو مستشار للحکومة العراقية، ورغم علمه و علم العالم أجمع على إن هذا الزعم هو محض کذب و تمويه، ذلك إنه لايوجد في العالم کله مستشار يمتلك الصلاحيات المطلقة التي يمتلکها سليماني، لکن يبدو إن العالم و لأسباب متباينة، تظاهر بتصديق هذه الکذبة، وعندما يطالب بأن ينسحب هذا المستشار و أقرانه الآخرين”ولاتنسوا السفير الايراني الذي کان أحد مستشاري سليماني نفسه” و الميليشيات التابعة للحرس الثوري وفي مقدمتها فيلق بدر و أخوته، فليس هناك من تثريب على هذا المطلب وانما هناك أکثر من إستغراب على موقف رئيس الوزراء المدافع عن المستشارين الايرانيين و الميليشيات التابعة لهم و المقاتلة تحت راياتهم و لأجل مصالحهم و أهدافهم و مخططاتهم الخاصة التي لاعلاقة لها بالعراق و شعبه و مصالحه العليا، بل وإنها قد ألحقت و تلحق أفدح الاضرار بها و من مختلف الجوانب.