23 ديسمبر، 2024 4:29 ص

عن أذرع إيران و إنتفاضة الشعب الايراني

عن أذرع إيران و إنتفاضة الشعب الايراني

لم يصدر لحد الان أي رد فعل من جانب أذرع النظام الايراني في بلدان المنطقة و في مقدمتها حزب الله اللبناني بشکل خاص، والميليشيات الشيعية العراقية المعروفة بتماديها في تقديم ولاء الطاعة للمرشد الاعلى الايراني أکثر من ولائها للعراق نفسه، وهذا برأينا يدل على إن النظام الايراني قد أوعز لهذه الاذرع بإلتزام الصمت لأن أية مبادرة منها بالاعلان عن الدفاع عن النظام سوف يثير الشارع الايراني الى أبعد حد خصوصا وإن التدخلات في بلدان المنطقة هي أحدى الاسباب الرئيسية لإندلاع هذه الانتفاضة.
التدخلات الايرانية في المنطقة وبالاخص في سوريا و لبنان و اليمن، و التي کلفت الخزينة الايرانية مبالغ طائلة تم صرفها على حساب الاقتصاد الايراني و الاوضاع المعيشية للشعب الايراني، صارت ترهق کاهل الشعب الايراني أکثر من اللازم فقد تفشى الفقر و المجاعة في أغلب أوساطه بل و صار ظاهرة يمکن لمسها بکل سهولة وقد يکون مثيرا للإستهجان و الاشمئزاز معا عندما نرى شعبا يمتلك إمکانيات و ثروات هائلة يعيش أکثر من نصفه تحت خط الفقر بإعتراف النظام نفسه و ينام الالاف منه في المقابر و داخل الورق المقوى، بل وإن هناك قرابة 15 مليون مواطن إيراني يعانون من المجاعة کما إن هناك ظاهرة بيع الاطفال وأعضاء الجسد و حتى ممارسة البغاء من قبل الالاف من النساء الايرانيات من أجل لقمة الخبز و الحياة المعيشية التي باتت صعبة جدا في ظل السياسات التوسعية العدوانية لهذا النظام.
شعوب و بلدان المنطقة التي طالما عانت من تدخلات النظام الايراني في شٶونها الداخلية و دعت الى إيقافها و وضع حد لها ولکن دونما جدوى، فقد أثبتت هذه الانتفاضة لها وبمنتهى الوضوح بأن الشعب الايراني کان ولايزال المتضرر الاکبر من جراء هذه التدخلات العدوانية السافرة و يدفع ضريبتها على حساب معيشته اليومية و مستقبل أجياله، وهو يمثل أيضا تأکيدا على إن الشعب الايراني يرفض التدخلات في شٶون الآخرين و يٶمن إيمانا کاملا بالتعايش السلمي و التواصل بين الشعوب و البلدان.
هذه التدخلات التي سبق و‌أن أکدت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، في مناسبات مختلفة، بأن الشعب الايراني يرفضها تماما، قد تأکد اليوم لشعوب و بلدان المنطقة هذا الامر و هو مايتطلب دعم هذه الانتفاضة و الوقوف الى جانبها و عدم ترك النظام الايراني يبطش بها کما فعل مع إنتفاضة عام 2009، ذلك إن التغيير السياسي الجذري في إيران هو في خدمة المنطقة و العالم وليس هناك من يمکن إنکاره لهذه الحقيقة.