22 ديسمبر، 2024 7:39 م

عن (أبولو) و “أهلّتنا” ..

عن (أبولو) و “أهلّتنا” ..

الندّيّة حافز ألهب واشنطن لاستباق السوفييت إلى القمر بعدما استفزتها موسكو باتجاه الفضاء
غالبية ناس اليوم لم تعلم أو غاب عن ذهنها وصول الإنسان إلى القمر ووضع قدمه على سطحه ولمرّات! بل والأغلبيّة أنكرت كلّ ذلك!
رغم مواصلة سبر الفضاء إلّا أنّ حماس الناس للمتابعة بهذا الشأن فتر وخفّ تفاعله ولأسباب ما, أحدث هوّة معرفيّة غائرة استحدثت منذ انتهاء “البرنامج العشري 1962-1972” الذي وضعه الارئيس الأميركي جون كيندي السبب الرئيس من أسباب كثيرة هو إعادة تفعيل “المقدّس” ثبّتت خلالها عمليّات التجهيل الّتي انطلقت لتفعيل ماكنة السيطرة على عقول الأفراد والمجتمعات بمؤسّساتهم وإعادة عرى اللحمة المذهبيّة لفعّاليّاتها الاظطداديّة.. إذ اقتضب الاعلام منذ إعادة نفخ الروح في إحياء الماضي ولغاية اليوم مع الأسف قصر فلم يعد يتحدث بحماس عن القمر والفضاء كسابق عهده ,وفي أحسن أحوال المترقبون أملاً بخطّة للفضاء قادمة أوسع كانت قد أعاقتها متغيّرات اجتماعيّة وسياسيّة دوليّة بعضها كبرى كان سقوط السوفييت السبب الأهم ,ذلك أنّ عوامل التعمّد في توسيع الخواء فتح أبواب الدينسياسي بأوسعها ليوقظ في نفوس المجتمعات ومجتمعاتنا بالذات ثقافات الماضي والماضي السحيق واستدعاء جميع ملفات أنواع الخرافات, لمواجهة “الإلحاد”! وفي التعامل مع الغيبيّات والتعتيم على مناقضاتها العصريّة وإلغائها رغم دخولها في صلب احتياجات الفرد اليوميّة!.
إجراءات أنتجت عوامل مساعدة “في انحسار تفاعل الفكر مع الوجود وفرملة تفعيل أسباب ظواهر المستقبل وتأشير مساراته ومسافاته وأبعاده, وغيرها” كما أظن ,واقتضابه على “الرضا بالموجود” انحسار لعمليّات “مواصلة إعادة يقاض كوامن التفكير الجاد في استباق الذات” برأيي, ساعد على بدء تراجع ظهور حالة “جمهور الفضاء” ليس إلّا ,مثلًا! وهو على انحساره لم يعايش الرغبات الجامعة بسياميّة ثقافيّة مفاهيميّة أيّامها, قد تؤدّي علّة الحاضر لإنتاج وعي من نوع آخر وتبنّي تلك الأساسيّات النهضويّة الأولى للمواصلة بطفيلية الامتصاص من جذريّات تلك المفاهيم الموقظة..
لقاء خروتشوف كيندي في زيارة الأوّل لأميركا ,حينها موسكو شوّطت واشنطن بعيدًا في اكتشاف الفضاء.. التقط ليونيد حصاة من الأرض رماها عاليا وعادت فقال خروتشوف لكندي ساخراً: إنّ طريقة غزوكم الفضاء كهذه الحصاة! ثار كيندي وفجّرها في مجلس الشيوخ بخطاب حماسي حدّد “10” سنوات لوصول بلاده للقمر.
ابولو “جيمني” أو جيميناي.. ابولو1 ولغاية انطلاق أبولو11 لتحطّ على سطح القمر حاملة روّادها الثلاث شاهد تلك اللحظات الحابسة للأنفاس وللنطق 600 مليون إنسان ثم لتستمر رحلات أبولو إلى القمر لغاية أبولو16 برحلات نتائجها 300 كيلوغرام من صخور وتربة قمرنا الجميل الّذي أصبح صديقًا لجنسا البشري منذ ذلك الحين.