لايختلف الامعاند، ان التحربة الديمقراطية في عراق مابعد 2003، هددت عروش وقوضت مصالح كثيرة، لذا اتحد ضدها البعث الكافر والطائفية المقيته وشياطين الغرب والفاسدين بمختلف اشكالهم وانتماءاتهم، وتصارعت اجندات مختلفه، سخرو لاجل افشال ومحاربة هذه التجربة كل امكاناتهم، المادية والمعنوية، جيوش من الاعلاميين المتمرسين، ممن فقدوا اي معاني قيمية خيرة، مئات من وسائل الاعلام المحتلفة، صحف مواقع الكترونية،فضائيات، افراد انتشروا بين الناس لاستخدام المشافهة.
اجتمع كل هؤلاء على شعب كان يعيش تحت حكم حتى” الحيطان لها اذان”، وضع هؤلاء خطط وبرامج يمكن معها تغيير الحقائق وحرف الواقع عن حقيقته، اضافة للبحث عن الثغرات في جسد هذه التجربة، لغرض ضربها والتقليل من شأنها، ليجتمع هذا مع الهنات والاخطاء التي ارتكبتها النخبة السياسية، بسبب ضغوط الاجندة المعادية ، فضلا عن قلة الخبرة الذي ادى الى اتخاذ الداء كدواء. لذا ليس مستغرب ا ان يحتج العالم على انتهاك حقوق المجرمين، الذي حولتهم ادوات الاجندة المعادية الى عنوان لحقوق الانسان، ونسيان وتناسي حقوق الضحايا. طبيعي ان نسمع كلام وشعارات عن مصالحة او مشاركة، دون تحديد او ضبط الياتها، وتعريف اطرافها. نتيجة لفشل الحكومة السابقة، وهبوط اسعار النفط، وضعف رئيس الحكومة الحالية وتردده،و لغياب المعالجات ومحاسبة الفاسدين، خرج الشعب في تظاهرات، غايتها محاسبة الفاسدين، وتحديد الفساد، وتعديل قوانين الامتيازات الفاحشة.رئيس الحكومة رغم كل الدعم لم يتمكن من ذلك، ولم يمتلك الشجاعة التي تمكنه من اجراء اصلاحات جوهرية ملموسة، لذا نتيجة لهذا،اخذ يتخبط ليفتح ثغرة استغلها الاعداء، وانطلت على قوى سياسية بسرعة وسهولة، وهي اجراء تغيير حكومي، والاتيان بحكومة من التكنوفراط، سرعان ماالهب هذا الطرح الشارع المغرر به، لينسى المطلب الحقيقي، ويلهث وراء حكومة تكنوقراط، طالما طبل لها اعداء تجربة العراق الجديد، لغايات معروفة ظاهرها التصحيح، وباطنها ضرب هذه التجربة من خلال الاتيان بشخصيات موالية لهذه التجربة، خاصة مع فشل واضح لكافة ممن سموا بالتكنوقراط في المناصب المتتالية التي تسلموها، لهذا ليس امر غريب ان يرتدي انور الحمداني كفن الجهاد! ويتحمس لتغيير الحكومة، ولاجديد ان تسخر قنوات كالشرقية والتغيير والرافدين اضافة للبغدادية كل عهرها وكذبها لغرض دعم مطالب التظاهرات، وتصويرها بانها قارب النجاة الاوحد للعراق، كون الهدف اصبح قريب المنال، حكومة تكنوقراط يمكن ادخال عناصرهم فيها لسهولة ذلك تحت هذا العنوان، رئيس حكومة ضعيف، دعم دولي جاهز مع اول خطوة في تشكيل هكذا حكومة، خاصة مع شعار التظاهرات الذي يستهوي الشارع الذي يعاني من القتل والحرمان والتهديد، نعم كلنا مع التظاهرات وهي حق مشروع وواجب وطني، لكن بشرطها وشروطها، مطالب واعية ذا رؤية واضحة وان تكون رسالة اطمئنان، لا مصدر رعب وقلق للناس، من خلال التلويح بالقوة لفرض الامر الواقع ولو بالسلاح، ان جمال عنوان التظاهرات يجب ان لايجعل الشعب ينسى اعدائه، ويستدرج لاساليبهم التي مهما صورت بالسمو، تبقى قذرة كأصحابها..