28 نوفمبر، 2024 8:55 م
Search
Close this search box.

عندما يُفقد الحياء

عندما يُفقد الحياء

مسلسل التفجيرات الدامية التي تشهدها المدن العراقية بين فترة وأخرى تثير العديد من التساؤلات حول هوية القائمين بها، وأهدافهم من وراء هذه التفجيرات الموجهة بالأساس ضد المدنيين والبنية التحتية ألعراقية التي تستهدف حرمان العراق من ألاستقرار والعمل على زعزعة أمنه وإبقاء حالة إلا استقرار ونجد هذه الرسائل تصل بشكل قوي ومباشر على شكل تفجيرات متعددة واغتيالات لشخصيات ورموز مؤثرة على الساحة السياسية كلما اختلفت المصالح والإرادات من اجل الحصول على المزيد من عمليات الانتفاع وبالتالي انتفاخ الجيوب من خلال تصفية حساباتها مع الآخرين عبر استخدام العنف والجريمة في بلد انهار فيه الوضع الأمني منذ الغزو الأمريكي لتحقيق أهداف لا يمكن حصر أسبابها الغاية منها هو بث الرعب والبلبلة وعدم الاستقرار ، ولم يعد خافيا على أحد ، أن مدبرى ومنفذى هذه الإنفجارات هم أنفسهم الذين يريدون العراق وسط صراع دموى وبالتالى إثبات الأقوى والأحق بقضم أكبر كم من الكعكة العراقية ، ونشعر اننا اصبحنا حقل تجارب لهذه الممارسات العبثية بما فيها اطلاق الافكار والتصريحات العبقرية التي تتفتق عنها ادمغة المسؤولين في معالجتهم للحد من هذه الاعمال الارهابية ، وهي عبارة عن تصريحات ضبابية معممة تأتي وراء كل تفجير ارهابي تشبه تماما كما بالعرف الشعبي ( قراية فاتحة) ندين . نطالب .نشجب.. الخ لا تمت بصلة مع بؤس الحدث و المعالجة الحقيقة له التي تكمن في مقدمة الاسباب ( طبيعة بناء المؤسسات الامنية والعسكرية وصناع القرار فيها والتدخل السياسي الحزبي الفئوي المرتبط بأجندات خارجية في اليات عملها وبقاء قادتها او مدرائها اكثر من المدة المقررة وهي سنتين مع سنة واحدة قابلة للتجديد فقط وهذا ما معمول به بأكثر دول العالم إلا قادة امن العراق مضى على وجودهم اكثر من خمس سنوات واستنفذوا كل ما لديهم من عطاء ناهيك عن الولاءات والمحابات وغيرها من امور شخصية ونفعية ضيقة )، وعند سماع المواطن العراقي هذه التصريحات البائسة التي لا تتناسب مع فاجعة الحدث وانعكاساته العائلية والاجتماعية تنغص عليه الحياة بانتظار الانتهاء منها ، وسرعان ما تكشف عدم جدواها فيتوقف العمل فيها وتصبح نتائجها كأخواتها السابقات ، صرفت ملايين الدولارات على تطوير مؤسسات الدولة العراقية بما فيها الاجهزة الامنية وملايين الناس تأذت نفسيا ومعنويا وماديا من هذه الاعمال الارهابية ولذلك اصبح الشعب العراقي لا يصدق الوعد الرسمي من المسؤولين  او بخططهم الامنية لأنها عاجزة وفاشلة من خلال تجربته في السنوات العجاف الماضية وكأننا نسير على السذاجة والارتجالية ، السؤال .. هل يمكن محاسبة او مساءلة قادة الاجهزة الامنية ومن يشرف عليها بجدية المهنة والمسؤولية الاخلاقية ؟ وهل من المسؤولية المهنية ترقية القائد او المسؤول الفاشل الى منصب اعلى كما يحصل اليوم ! ، من اجل ما سبق نقول لكل اولئك الذين يراهنون على مصالحهم الشخصية عليهم ان يتقوا الله اذا كان اغلبية الشعب العراقي ذاق الامرين مما يجري فيه فأي حق يسمح لأي واحد منا ان يصطف مع هذا الوضع السىء ، شرف الرجال الحقيقي لا يتعلق بالعورة ومشتقاتها فحسب بل شرف الرجال الحقيقي هو عند المواقف والصدق واحترام الانسان وكرامته و حرمة الناس ودمهم وبقاء اليد البيضاء نظيفة تسر الناظرين وصدق من قال (إذا نزع الحياء فقد ضعف الإيمان وماتت الغيرة وانعدمت الفضيلة) ونقول لعوائل الشهداء والجرحى والمظلومون من اهلنا في العراق،لكم الله وحده حتى يأتي بأمره ويأخذ كل مظلوم حقه بدلا من هذه الفواجع و المظالم التي تؤرق القلب وتدمي العين.

أحدث المقالات