22 نوفمبر، 2024 7:37 م
Search
Close this search box.

عندما يُعشق السلاح

نتفهم كمتابعين للشأن السياسي والأمني الخطوات التي اقدم عليها  رئيس الوزراء بذهابه الى اميركا  من اجل حث القيادة السياسية الامريكية  على دعم العراق لمواجهة الارهاب  بالاسراع في تسليم القطع الحربية المتعاقد عليها وابرام عقود تسليح جديدة وهذا النمط من التفكير الذي يعول على تكديس السلاح في وقت حاجتنا الى تكديس الفكر والتفاهم اوجده في ذهن المالكي  قادتنا العسكريون التقليديون الامر الذي دفعه لالقاء الحجة عليهم والعمل على تزويدهم بكل ما يحتاجونه  من تجهيزات عسكرية ليلقي الحجة عليهم ويقول لهم لهم هذا ما طلبتموه مني فلنرى ما انتم فاعلون حيث اخالهم وهم يبررون الاخطاء الامنية والخروقات التي حدثت وتحدث بالنقص في العتاد والسلاح…
 ايها السادة وللمرة المليون المشكلة لاتكمن بنوعية السلاح ولا بعدده ولا بمدى فتكه انما تكمن  في غياب الوعي الذي ضل مفقودا في ارضنا لمئات السنين نحتاج الى ثقافة انسانية عالمية كي نغادر ثقافة الارهاب والقتل والقبلية لم تستطع امريكا محاربة الارهاب في افغانستان رغم استقدامها لكل تقنياتها ومعداتها العسكرية بالعكس قد تشظى الارهاب وانتشر الى دول لم تألفه من قبل فحتى مقتل ابن لادن اوجد قيادة للقاعدة اكثر شراسة ودموية  وكذا الحال عندما قتلت امريكا الزرقاوي الذي انتج مقتله تنظيم اكثر قوة وقدرة على التخطيط والتنفيذ نحتاج الى سلاح يقتل  الميل الى العنف المستبطن في اعماقنا نحتاج الى سلاح  يقتل العصبية القبلية والطائفية نحتاج الى سلاح يقتل الانا الفارغة في ذواتنا نحتاج الى شراء التعايش والتسامح والتفاهم ليت المالكي ذهب ليشتري هذه القيم بدل شرائه السلاح

ليته ذهب ليشتري مناخ  الحرية ليته ذهب ليشتري انظمة التعليم  ليته ذهب ليشتري ثقافة الوطن ليته ذهب ليشتري قيمة المواطنة ليته،، وليته،، ويا ليته ،،
الارهاب ظاهرة لها اسباب تاريخية (نستولوجية) واجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية  لايمكن اسقاط مهمة مكافحته على الجيش او الشرطة  فمن غير الممكن مكافحة الارهاب بزيادة رجال البوليس بل بالقضاء على الفقر وتوفير فرص العمل واشاعة ثقافة المواطنة وفرض القانون والالتزام به من قبل قمة الهرم قبل قاعدته   ونشر الوعي وتغليب المصلحة العامة  وازالة كل الشوائب التي تحل محل القانون في التشريع والتنفيذ واولها النظام القبلي الثيوقراطي ودعم منظمات المجتمع المدني والعمل الحقوقي
هكذا  نواجه الفكر المتشدد بفكر منفتح لا بسلاح منفتح .

أحدث المقالات