22 ديسمبر، 2024 7:52 م

عندما ييأس الشباب .. تموت الأمم

عندما ييأس الشباب .. تموت الأمم

منذ ان خلق الله الكون، والأمة الشابة هي الأقوى، والأكثر سطوة وحيوية من باقي الأمم، ولا يقتصر ذلك على البشر فقط، أنما حتى على الحيوانات والأشجار، وحتى في الأخرة ايضاً، حينما وصف النبي الأئمة الحسن والحسين (عليهما السلام) بسيدي شباب اهل الجنة
لذلك تجد العالم الغربي، قد ركز على تنمية الموارد البشرية الشابة التي لديه، وصبر عليها كثيرا حتى نضجت وأصبحت هي المتصدية لجميع مفاصل الدولة، وقد أنفق المبالغ الطائلة في استقطاب العقول والكفاءات من الدول النامية، التي لم تولي اهتمام او تلتفت الى تلك العقول
في نفس الوقت عملت هذه الدول ومنذ القرنين الأخيرين على ترك الاحتلال العسكري، الذي يكلف الأموال الكثيرة، وفي نفس الوقت يؤدي الى الضغينة والكره من قبل الشعب المحتل، والعمل على احتلال العقول الشابة وأشغالها بأمور هي تسوقها إليهم، فتدر عليها الأموال، وبهذه الحالة تكون ربحت أموال الشعوب التي ترغب بالسيطرة عليها، وتكون قد احتلتها دون ان تخسر اطلاقة مدفع واحدة.
في الوقت الذي اتجه العالم الى فقدان كل المعايير الإنسانية، والأخلاق النبيلة، لا نلوم البلدان التي تسعى الى احداث التغيير بالفكر لشبابنا، من خلال جعله شباب محبط، ويائس من كل شيء يدور حوله، بالقدر الذي نضع كل اللوم على الإجراءات والتدابير المتخذة من قبل الدولة بجميع مفاصلها، بالإضافة الى دور الأسرة في تحصين الشباب من هذه الغزوات
من المؤكد لم تكن القاعدة او التوحيد والجهاد او حتى داعش يستطيع أن يضع قدمه في العراق كمحتل بشكل علني ومباشر، ان لم تتوفر له القاعدة الفكرية(الحاضنة)، وكذلك أي فكر أخر نعتبره متطرف او لا ينسجم مع الموروث العراقي الديني والاجتماعي، ليتمكن من الدخول الينا، ان لم يكن هناك فراغ في عقل الشباب، ولم تستطع الدولة او العائلة ملئ هذا الفراغ، فيكون مكان سهل الاختراق من قبل العدو.
نعم استطاع العراقيين التخلص من داعش كمحتل للأرض، لكن هل استطعنا التخلص منه كفكر؟ بعد انتهاء القتال العسكري، هل بدأنا بالمعركة الفكرية؟ هل شكلنا خلية ازمة للمبادرة بالهجوم على هذا الفكر، من خلال أعادة الأمل الى شبابنا؟ هل نستطيع ان نتوقع ما نوع الحرب الجديدة، التي يعمل عليها العدو؟
من يتوقع ان الحرب حسمت لصالحه فهو واهم، فما دام هناك شباب يملك فكر، هناك هجمات وصفعات واحدة تلو الأخرى للإجهاز عليه.
الحقيقة لغاية الأن لم نشاهد هناك رغبة من قبل الحكومة والأحزاب بأستثمار الطاقات الشبابية، أنما كل حزب يعض بأسنانه على مكتسباته ومتشبث بها بكل قوة، من خلال من يعتقدهم بأنهم الأحرص على حماية مكاسب الحزب لا الدولة، فتجد في الحكومة الهرم الذي يتواجد عند الطبيب، أكثر من تواجده في مكان عمله، والخرف الذي اخذ ينسى ما قاله بالأمس او حتى ما صرح به في نفس اللقاء، لأنه يعاني من الزهايمر.
ربما نجد هناك بارقة أمل بتيار استطاع ان يقرأ المشهد بصورة صحيحة، وبدأ يعطي القيادة للشباب بصورة واضحة، لكن الشعب لغاية الأن لم يمنحه الثقة الكاملة لقيادة المرحلة
لعله في قادم السنين، يكون صوت الشباب اعلى، فبالشباب تبنى الأوطان