عندما ينفعل أو يتنرفز السياسي العراقي, سواء كان حكوميا أو برلمانيا , من حدث ما , ولا سيما في هذه الايام الصعاب .. فأن أول ما نلاحظه ..أمتداد لسانالسياسي أفقيا..وألتقاء حاجبيه في نقطة بمنتصف الوجه ..وأحمرار وجنتيه ,وتيبس شفتيه ,فتراه يتبلعم بأستمرار.. ويتعرق جبينه , ثم تتدلى قطرات تهطل من تحت أبطيه , ويحس برعشة خفيفة تختفي مع مرور الوقت.. وينخفض الهواء في الرئتين , فيشعر بضيق في التنفس , يعود تدريجيا بعد شربه الماء ..وتكاد عيناه تخرج من مقلتيه ويكثر في دورانها بأتجاهات مختلفة.. ويرتفع ضغط الدم معلنا حركة أنسداد تدريجية في الاوردة والشرايين .. وتراه يكثر في حركة يديهبصورة عبثية , ليجد له مخرجا من أزمته هذه.. وفي بعض الاحيان , يشبكها عشرة ليتوصل الى الحل.. وكثيرا ما يكرر ما قاله مرتين , ويخطئ في الثانية , ليتذكر الجملة الاخرى ..وقد تتزاحم الافكار عنده فيشرد ذهنه ولو لحظة لمواضيع أخرى لا علاقة لها بالسؤال…
هناك من سياسيينا , من يفتعل موقفا فكاهيا لترطيب الجو ,وقد يصاحب ذلك ,نكتة حتى وأن كانت خفيفة الظل , ألا أنه يضحك عليها, ليعطي الشعور , بأنه مسيطرعلى الوضع ..ويكثر السياسيون في العراق من أستعمال السبابة في الاصبع اليمنى لليد للتهديد والوعيد,ويستخدمونها أيضا في الحاسوب والهواتف الذكية كالموبايل والايباد .. ألآ أن الملاحظ أستعمال أصبع الوسط بدلا عن السبابة !!أو قد يضع السياسي يديه على المنصة ليخاطب الجمهور,ليرتاح من التشنج والانفعال ..
وفي الاونة الاخيرة, ظهر نوع من السياسيين يتكلمون ولا يتنفسون , ولا يعطيك فرصة للمداخلة أو لسؤال أخر, وكأنه حفظ عن ظهر قلب جميع الاجوبة..فترى فمه وعينيه وأذنيه ويديه وحتى كتفيه في حركة واحدة لا تحصل ألا نادرا..
وبأمكانك عزيزي القارئ الكريم أن تلاحظ السياسيالعراقي حصرا ,ومن جميع الاحزاب والكتل , كيف يبدو وجهه وفمه وعينيه وأذنيه وحركات يديه ,وهو يتحدث عن أمر ما , لترى حقيقة ما أسلفت , وقد تحصي أمورا أخرى بنفسك , بمجرد النظر أليهم ولو لمرة واحدة.. وما خفي كان أعظم