23 ديسمبر، 2024 7:28 م

عندما يكون صوت الناخب اغلى من الذهب

عندما يكون صوت الناخب اغلى من الذهب

يتعين على الناخب العراقي الذي قرر ان يشارك في الانتخابات ان يكون دقيقا في اختياراته ويحدد منذ الان الضوابط الواجب توفرها في الجهة التي ينوي ان يمنحها صوته الثمين الذي  يصفه البعض بانه اغلى من الذهب الاصفر وهو بالفعل كذلك لان صوتا واحدا قد يكون عاملا فاصلا في ترجيح هذه الجهة او تلك. والواجب الوطني يحتم البدء منذ الان في مراقبة وتتبع كل مايخرج من تصريحات ونشريات عن جميع الكتل المرشحة للانتخابات وتسجيل ذلك في اجندة وملاحظة ما يطرأ عليها من مستجدات سلبا ام ايجابا كما ويتوجب الاطلاع التفصيلي على البرامج الانتخابية والحكم عليها من خلال المنطق والعقل فليس صحيحا اخذ الامور على علاتها والتصديق بكل شيء مكتوب او اي شيء يقال لان من السهل ان نسمع معلقات من الكلام المعسول والوعود العرقوبية على طريقة(( الكذب اساس النجاح)) حتى يمكن ان يصور لنا البعض اننا في المدينة الفاضلة للفارابي او اننا في جنة الله الخالدة متكئين على الارائك والقطوف دانية امامنا حتى اننا لا نحرك ايدينا لقطف هذه الثمار وانما بنظرة واحدة اتجاهها تأتي مسرعة الينا لنأكلها. ويتوجب على كل ناخب ان يضع العاطفة على جنب ويجعل من الحس العقلي والتجربة الحياتية الميدان الذي يقاس من خلالة على هذا المرشح او تلك الكتلة او الائتلاف حتى يأتي الاختيار منسجما مع الواقع الفعلي وليس بعيدا عنه او خاطئا وبالتالي يعطي الفرص لاشخاص لا يستحقونها وسيكونون وبالا علينا في القادم من الايام وعندها سنعض على اصابعنا ويقتلنا الندم والحسرة كما هو واقعنا الراهن مع الاسف بعد ان كنا السبب في انتخاب الوجوه الموجودة في السلطة حاليا والتي اقل مايقال عنها انها خدعتنا واصابتنا في مقتل وسرقتنا في وضح النهار وعملت ومازالت على تبديد ثروات البلاد واحداث التفرقة بين ابناء الشعب الواحد واذكاء الطائفية والعنصرية وتأليب هذا الطرف على ذاك وعسكرة المجتمع خدمة لاجنداتها السياسية والحزبية الضيقة حتى بتنا نخشى ان نعلن عن اسماءنا بصراحة خوفا من القتل على الهوية بعد  ان حرمونا من التمتع بخيرات العراق وحصروها في واد ضيق لا يسع احدا غيرهم. ان الواجب الوطني والموقف الشريف والاصيل يحتم علينا ليس المشاركة الفاعلة في الانتخابات فحسب وانما معرفة كيف نختار الجهة التي نعتقد وبناء على معطيات دقيقة وموضوعية ستكون الاقدر على تلبية طموحاتنا وتحقيق حاجاتنا الاساسية وبما فيها الخدمات التي تجعلنا نعيش حياة ادامية كريمة كبقية العالم خاصة ونحن اول من علم البشرية القراءة والكتابة وسن القوانين وابتكر اساليب متقدمة في الزراعة والري. ان معرفتنا لكيفة الاختيار الصحيح لا يقدم خدمة  او انحيازا لاحد وانما نكون بذلك قد خدمنا انفسنا وعوائلنا وعراقنا الذي لا يمكن ان نجد مكانا اخرا نعيش فيه فهو قدرنا واحلى ما علينا ان نعيش هذا القدر.