ونحن نتابع الاخبار والتقارير عن سير عمليات تحرير مدينة الموصل الحدباء ، ظهرت في إحدى القنوات التلفازية بعض من مقتطفات خطاب الرئيس التركي طيب رجب أردوغان في المؤتمر الدولي للعدالة المعقود في إسطنبول ، جعلتني أن اضع هذا الرجل في خانة الكذاب الكبير ، لا يرتقي في مستواه الى مسيلمة بن حبيب الحنفي أو ما يكنى بمسيلمة الكذاب ، الذي أدعى النبو ة في زمن الرسول الكريم ( ص ) وأستمر حتى في فترة خلافة ابو بكر الصديق ( رض ) ولم يكتفِ فقط بادعاء النبوة بل أدعى أن له (قرآنًا) نزل عليه مثل النبي (محمد ) .
مسلسل اكاذيب أردوغان مستمر عرضه منذ تسلمه السلطة عام 2002 ، حتى أنه تفوق على عرض مسلسل دلاس الشهير ، لإن الرئيس التركي وحده بطل هذا المسلسل ، وتجاوز ايضا دهاء مسيلمة بكذبه ومكره ، فمثلا عام 2004 وعند إستقباله رئيس المجلس الانتقالي العراقي عبد العزيز الحكيم في كانون الثاني عام 2004 بناء على طلب أردوغان قال له أردوغان مهدداً (( اتمنى أن تخبر برزاني وطالباني ان الدول المجاورة للعراق ستتدخل لمنع تقسيمه حسب الوجود الاثني، وانه سيتم توقيف الاكراد عند حدهم اذا ما رغبوا في تحقيق طموحهم بالسيطرة على المناطق الغنية بالنفط في الشمال، وبالذات منطقة كركوك )).
السيد أردوغان ، طلع اليوم علينا بكذبة جديدة قديمة ، فخلال كلمته أمام المؤتمرين هدد بان عدم مشاركة بلاده في الحرب ضد داعش في العراق وتحرير الموصل ستكون لها عواقب وخيمة ؟؟ والسؤال ما هي تلك العواقب ؟ اذا ماعلمنا ان عديد القوات التركية المتواجدة في معسكر بعشيقة لاتتجاوز ال(500) عسكري أدعى الرئيس التركي في وقت سابق ان العبادي طلب إنشاء قاعدة بعشيقة العراقية اثناء زيارته الى انقرة، وأن القوات التركية دخلت بعشيقة على هذا الأساس،قال عنها مكتب العبادي بأنها تصريحات عارية عن الصحة ومناقضة لما سبقها من تصريحات فقد صرحوا سابقا بان القوات التركية متواجدة بطلب من محافظ نينوى السابق وفي تصريح اخر اكدوا انها بموافقة حكومة اقليم كردستان وفي تصريح ثالث ادعوا انها بموافقة التحالف الدولي الذي كذب ادعاءاتهم علنا .
وايغالا في الكذب الذي اعتاد عليه الرئيس التركي مرورا بحادث اسقاط الطائرة الروسية سوخوي في نوفمبر عام 2015 ،وقال إن “ما قمنا به كان دفاعا عن سيادتنا وحذرنا الطائرة مرارا قبل إسقاطها” وعاد وأعتذر مرغما الى روسيا ذاهبا اليها زحفا لطلب عفوها قائلا ( ان علم الطائرة الروسية التي اسقطت لم يكن واضحا وبالتالي لم تعرف هوية الطائرة ) !! وكأننا نعيش في فترة ما قبل الجاهلية ، يومها كان يعزف السلام الجمهوري ( بالربابة ) ولم تكن حينها الالات الموسيقية الحديثة ، بالاضافة الى أنه لم يتنحى من منصبه كما وعد الرئيس الروسي اذا ثبت بان اسقاط الطائرة الروسية هو للدفاع عن إمدادات داعش .
أما الكذبة الكبرى فهي تمثيلية الانقلاب المزعوم التي وإن انطلت على من يتبعون الدعوة الاردوغانية ، لكنها لم تنطلي على أولئك على الاشخاص ممن يعرفون خواص هذه الشخصية اللغز ، ليأتينا اليوم بكذبة تحمل من الغرابة الكثير ، امتعتنا كثيرا ، لأن السيد أردوغان بها ذكرني بالمثل القائل ( انه كالنعامة التي تدفن راسها بالتراب وتترك … !! مكشوف ) ، حين خاطب المؤتمرين ( كيف يريدونا ابعادنا عن المشاركة في الحرب ضد داعش ونحن نرتبط بحدود مع العراق بطول 503 كلم ، لأن طرد داعش من الموصل يعني دخولهم الاراضي التركية وبالتالي سيتعرض بلدنا للارهاب ) وهذا الامر كذبه نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج ، في إحدى مؤتمراته الصحفية في مدينة “بورصة” التركية حتى قبل ان يقولها رئيسه ، والتي أكد فيها أن تنظيم “داعش الإرهابي لا يستهدف تركيا، وإن “المسؤولين الأتراك يحللون جيدا أهداف تلك المنظمات، وبنيتها، ولم يصادفوا أي تهديد موجه لتركيا، ضمن تلك الأهداف”. في أشاره لحجم التنسيق بين حكومة رجب طيب اردوغان في انقرة وقيادات التنظيم الإرهابي في كل من العراق وسوريا.
قد يختلف معنا البعض ، ولكننا ننترك لكم فرصة تقييم هذه الشخصية المتناقضة بخواصها ، والمفرطة باحلامها السلطانية ومسلسل الكذب الذي ينتهجه حيث سبق فيها أردوغان ، مسيلمة الكذاب ، حتى أن الاخير سيخرج قريبا من قبره ليقدم الولاء والطاعة لسلطان الكذب الجديد ،، اليس القاصي والداني ، والصغير قبل الكبير ، والشيب والشباب ، باتوا يعرفون من هم داعش ، وكيف تكونوا ، ومن اين مصادر تمويلهم المالية والتسليحية ، وكيف دخلوا الى العراق وسوريا ، فرجال داعش هم ليسوا فضائيين ( لا اقصد الفضائيين في الجيش العراقي ) ولم يدخلوا الموصل من السماء بمركبات فضائية من مسلسل ( ستارتريك ) .
من يعتقد ان الرئيس التركي اردوغان وبقية اعضاء حزب العدالة في تركيا جادون في محاربة داعش فهو واهم ومن يعتقد ان هؤلاء ‘ قادة تركيا’ الجدد صادقون بما يتحدثون حول مكافحة الارهاب فهو واهم ايضا ومن لايزال يعتقد بان تركيا
تلعب دورا ايجابيا في المنطقة خاصة ازاء سورية والعراق فهو واهم ايضا لان المعطيات على الارض تؤكد عكس ذلك ، لأن تركيا تزعم انها تستهدف مواقع لداعش’ اي ان الحالم بان يكون ‘ السلطان العثماني الجديد ‘يكذب كعادته ، وان المستهدف هو حزب العمال الكردستاني وقيادات كردية اخرى اما الحرب ضد’ داعش’ على الطريقة التركية وحتى الامريكية ماهي الا لعبة الهدف منها اختيار جماعات بحدذاتها واعتبارها من ‘ الجماعات المعتدلة’ وتصفية اخرى .
إن كان للرئيس التركي الحق في أن يكذب على شعبه أو المضي قدمًا فيما يجد فيه مصالح بلاده وأن يردد على شعبه ما يريد من غزوات أبو زيد الهلالى في فيافي السياسة والكياسة ومغازلة عواطف البسطاء الذين يعتقدون كذبًا في قدرة أردوغان وتركيا الخارقة ، غير أنه ليس من حقه أن يتطاول كذبًا وبهتانا على حقوق الاخرين والالتزام بالمثل القائل ( ان كان بيتك من زجاج فلا ترمي بيوت الجار بالحجارة ) .