15 يونيو، 2025 10:04 ص

عندما يفتقد الضيف الى لغة الحوار ويسب ويشتم المشاهدين!؟

عندما يفتقد الضيف الى لغة الحوار ويسب ويشتم المشاهدين!؟

رغم مرور 62 عاما على مقتل الزعيم عبد الكريم قاسم في أعقاب انقلاب 8 / شباط/ 1963 ألاّ أن هناك من العراقيين ( على اختلاف ثقافاتهم وانتماءاتهم الاجتماعية والفكرية والطائفية) ،يعتبرون الزعيم قاسم بأنه هو السبب الذي أوصل العراق الى هذا الحال الذي نحن فيه الان!!؟ ، لأنه هو من قضى على النظام الملكي في العراق بثورة 14 / تموز / 1958 التي قادها مع نخبة من الضباط الأحرار، حيث يرى هؤلاء ، بان النظام الملكي بالعراق كان نظاما مثاليا نموذجيا نزيها ، لا شائبة تشوبه ، ولا يأتيه الباطل لا من يمين ولا من شمال وكان نظاما وطنيا صرفا ، ويمثل قمة الديمقراطية في الشرق الأوسط!!؟ . وحقيقة أن غالبية هؤلاء بمن فيهم من نحسبهم على طبقة المثقفين والمتعلمين وحتى فيهم سياسيين ، لم يطّلعوا ويقرؤوا التاريخ جيدا ، او ما كتب عن تلك الفترة الملكية ، وبالتالي أن جل معلوماتهم يرددونها ممن سمعوه من بيوتهم ومن الشارع ، يعني ( حجي مقاهي وجلسات سمر لا أكثر!) ، وليس بقراءة وفحص دقيق للتاريخ ، وهم بالتالي ينطبق عليهم المثل العراقي الدارج ( حب واحجي واكره واحجي)! ، وأتمنى من هؤلاء أن يغيروا من مفردة (الكره والحقد التي يتكلمون بها ، الى كلمة أخرى كأن يقولوا انا لست راضيا على فترة الزعيم ولا على ثورته!) ، فاستعمال كلمة الكره والحقد في لغة الحوار وفي لقاء أمام المشاهدين ، تّعبر عن نفس مريضة فيها الكثير من النقص وتحتاج الى أعادة اعمار وإعادة بنيان لتكتسب الشفاء وتصبح نفسا إنسانية بما ترضي الله، لا تسمع في حديثها كلمات كره وحقد أذا اختلفت معك في الرأي ، بل تسمع منها ، (كلمة لا أرضى ولا أتفق ولا اتوافق معك!) . أنا لا أعرف السيد ( قصي محبوبة) مع كل التقدير والاحترام له ، حيث لم أشاهده في برامج ولقاءات وحوارات سابقا ، ويبدو انه قليل الظهور في ذلك ، أو لربما أنا لم اتابعه ، المهم فقد تعجبت كثيرا وانا اسمعه وهو يكيل السب والشتم على الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم بحقد وكره واضح وغريب! ، ويصفه بالغبي والمجرم ، ويقول هو من دمر العراق؟! ، وكان ذلك في برنامج ((الميدان مع مقداد الحميدان ، الذي يعرض على قناة / وان تي في ، وبالإمكان مشاهدة الحلقة من على اليوتيوب)) ،والغريب في الأمر هو، عندما أعترض مقدم البرنامج على السيد قصي محبوبة  وقال له ( هناك من لا يرضى عليكذلك ، أنثار وأنزعج أكثر! ، وأكد سبه وشتمه للزعيم قاسممرة أخرى ووصفه بالغبي والمجرم وهذه المرة ليس على الزعيم وحده ! ، بل على كل من يحب الزعيم ويحترمه!!). ولا أدري لماذا كل هذه الكره والحقد على الزعيم؟ ، فحتى البعثيين في انقلاب 8 شباط لم يحقدوا عليه الى هذا الحد!؟ ، ولم يتجرؤوا عليه بالقول هكذا!! ، وأقصى وصفهم له هو (بالشعوبي والديكتاتور!) ، وحتى هذه  العبارتينندموا عليها! ، وجاء ندمهم على لسان ( رئيس النظام السابق ) الذي ذكر في تسجيل صوتي نادر عثر عليه من بعد الاحتلال الأمريكي البريطاني الغاشم للعراق ، وهو يمتدح الزعيم ويقول ((( نحن لم نعطيه الفرصة الكافية لكي يعمل ، وتعاملنا معه مثل المعدان! ، وبالإمكان الرجوع الى التسجيل الصوتي من على اليوتيوب))) . ويوصف الزعيم من قبل كل من عاصره وعرفه بانه كان عفيف اللسان ، لا يسب ولا يشتم أحدا ، حتى أعدائه ومن أرادوا قتله فقد عفى عنهم بمقولته الإنسانية المؤثرة (عفى الله عما سلف) ،كما أنه كان نزيها شريفا وطنيا غير فاسد ولم يكن عميلامأجورا ، بل قاد ثورة أطاحت ( بالإنكليز والأمريكان )أعداء الانسانية وعنوان الشر في هذا العالم ، ومن معهممن القوى الرجعية الظلامية ، وهذا بأجماع المؤرخين وكل من كتبوا تاريخ هذه المرحلة!! . وهنا أقول ( لو كانت الطبقة السياسية التي حكمت وقادت العراق من بعد الاحتلال  أنصفت الزعيم عبد الكريم قاسم بحق لإقامة له تمثالا كبيرا يزين اكبر ساحات بغداد وحتى المحافظات ، باعتبارأن الزعيم قاسم ضرب مصالح الإنكليز والأمريكان ، وباعتبار أن الطبقة السياسية الحاكمة بالعراق الان ، هم أيضا  يكرهون الأمريكان والإنكليز ويناصبونهم العداء ، اليس كذلك يا سيد ( قصي محبوبة . ودعني اقول للسيد محبوبة ، ولكل العراقيين وبيقين منطقي وعقلي بأن الأمريكان والإنكليز الذين يحتلون العراق الان هم وراء (ألغاء العيد الوطني للعراق ، وهو يوم 14 / تموز/ 1958 ! لكرههم للزعيم ولكي يمحوا أي شيء يخصه ويعود له!!) .انا لست من الذين يعشقون الزعيم ويكرهون العائلة المالكة!، ولتعرف ذلك أنت وغيرك ممن تسبون الزعيم وتشتمون حتى من يحبه ويحترمه! (( راجع مقالنا الموسوم والمنشور على موقع صوت العراق، بتاريخ 19/7/2020 ، بعنوان << لا تشتموا ثورة تموز وزعيمها ، ولا تسيئوا للملكية ورموزها>>)) ، بل بالعكس اراهم كلهم خدموا العراق ، وكل نظام سياسي فيه عيوب ومثالب ، ولكن لا أتجرأ حتى من نفسي وخلوتي أن أسب وأشتم العائلة المالكة رحمها الله . أرجو ان تعرف يا أستاذنا الفاضل أنت ومن يشاطرك كره الزعيم قاسم ، أن النظام الملكي في العراق لم يكن نظاما مثاليا نموذجيا باعتراف الإنكليز أنفسهم الذين هم من أسسوه! ، وأتمنى أن لا تنسى وتتناسى من شدة كرهك وحقدك على الزعيم! ، بأن من فجر الانقلابات والثورات في الشرق الأوسط وبرأي كل من كتب التاريخ هو الفريق بكر صدقيبانقلابه المعروف عام 1936 ، والذي لو أمسك بالعائلة المالكة حينها لربما قتلهم شر قتلة!! ، ولكنهم سارعوا بالهروب ، الى أن أستطاع الإنكليز القضاء على بكر صدقي وإعادة النظام! ، هذا ما يقوله التاريخ ويجتمع عليه كل المؤرخين ، اما ان تريد لا تصدق ذلك وتلغيه فهذا شأنك ولن تؤثر على التاريخ والحقيقة  بشيء! . كما أتمنى أن لا ينسيك حقدك على الزعيم وثورته التي ضربت مصالح أمريكا وبريطانيا في الشرق الأوسط وتتناسى ، ثورة رشيد عالي الكيلاني في مايس عام 1941 ، حيث هربت العائلة المالكة حينها!! ، ولو كان قد ظفر بها لربما قد قتلهم جميعا! وللمرة الثانية أستطاع الإنكليز من إعادة العائلة المالكة لحكم العراق! ، ولكن لنجاح ثورة تموز بقيادة الزعيم قاسم ورفاقه من الضباط الحرار بعد أن فشلوا من قبلهبذلك! ، لذا يتناسى الجميع بما فيهم السيد محبوبة ،انقلاب بكر صدقي وثورة عالي الكيلاني ويعتبرون الزعيم هو من فتح أبواب الثورات والانقلابات في العراق! وهذا مجافي للحقيقة وللتاريخ . أن التاريخ يؤكد لنا يا سيد محبوبة ، بأن انقلاب بكر صدقي عام 1936 ، وثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 على النظام الملكي ، حدثتلكون النظام الملكي كان نظام فاسد وعميل للغرب ولأمريكا وبريطانيا ، والعراقيين يغفرون وينسون كل شيء ، ألا العملاء والمأجورين فهم يكرهونهم كره العمى منذ التاريخ .((لذا أقول وقد يتفق معي الكثيرين يا سيد محبوبة ، أنه ليس من اللياقة ان كنت تختلف على تقييمك لشخصية سياسية ، أن كان رئيس ، أو زعيم ،  أو امير، او ملك ، ممن خدموا العراق منذ تأسيسه وأنت ضيف في برنامج أن تسب وتشتم تلك الشخصية وحتى من يحبها!؟ ، فهذا يقلل من شأنك  ومن قيمتك بعيون المشاهدين أليس كذلك يا سيدنا الفاضل؟ ، كما لا أرى في سبك وشتمك للزعيم وحتى من يحبونه ، فيه شيء من الشجاعة! ، بقدر ما فيه ضعف معرفي وثقافي وافتقاد لأسلوب الحوار والمناقشة وأبداء الرأي! وأنت ضيف في برنامج محترم ، أليس كذلك يا سيد محبوبة)) . الذي نريد أن نقوله ، مثلما هناك من يرى أن العهد الملكي كان عهدا نموذجيا جميلا رائعا في كل شيء وعهدا ديمقراطيا ، هناك على العكس من يرى فيه نظاما استبداديا فاشلا وعميلا لبريطانيا وامريكا والغرب ( ومعتقل نكرة السلمان الرهيب في اطراف مدينة السماوةوقصصه المرعبة! والذي كان يزج فيه معارضي النظام الملكي من الشيوعيين والبعثيين والقوميين ، وأصحاب الرأي الاخر، خير دليل على ذلك ) . فالنظام الملكي لم يكن نظاما نزيها بل كان نظاما فيه من الفساد الشيء الكثير والكبيروكان يعتمد النظام الملكي على العشائر والشيوخ! فكل زعيم ووزير سياسي بالعهد الملكي له عشيرته وقبيلته القوية التي تسنده عند الحاجة وعند الصعاب وفي الانتخابات تحديدا! ، ( راجع أشعار أمير الشعر الشعبي الملا عبود الكرخي ، والشاعر الكبير معروف الرصافي ، واغاني المنلوجست عزيز علي ، وأشعار الجواهري ، وغيرهم ، التي كانت انعكاس وتعبير صادق لسوء الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في فترة الحقبة الملكية التي حكمت العراق! ، وبالتالي كان النظام الملكي ، يستحق الثورة لتغيير واقعه الفاسد ، فقد كان أشبه بقشرة بيضاء جميلة ولكنها تغطي واقعا مريرا مأساويا ، حتى ان الإنكليز انفسهم الذين أسسوا النظام الملكي بالعراق يعترفون بان النظام الملكي في العراق ، لم يرتقي كنظام ديمقراطي الى مستوى عال من الديمقراطية المعروفةوالمشهودة آنذاك بالعالم فقد كان نظاما ديمقراطيا صوريا!! . وهنا لا بد من الإشارة بأن قرار الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة تموز وعلى رأسهم الزعيم عبد الكريم قاسم والعقيد عبد السلام عارف ، كان هو (( تسفير العائلة المالكة وليس قتلها!)) ، ولكن حدوث ثورة 14/ تموز المفاجأة وما رافقها من فوضى وضجيج أعلامي ، فكان لا بد من أن تقع حادثة هنا وحادثة هناك ، ومنها التصرف الفردي للنقيب عبد الستار العبوسي بقتل العائلة المالكة والمرفوضمن قبل مجلس قيادة الثورة، وحينما سؤل لماذا قمت بذلك ؟ ومن أمرك ؟ ، لم يعرف الجواب؟! . وأخيرا نقول للسيد محبوبة ، مع كل الاحترام والتقدير له ، ولمن يشاطره كره الزعيم قاسم والحقد عليه! ، أن لم ينجح الزعيم قاسم بثورته ويقضي على النظام الملكي ، لخرج ألف بكر صدقي ،وألف كيلاني ، وألف عبد الكريم قاسم لأسقاط النظام الملكي لأنه كان ، نظاما فاسدا عميلا لأمريكا وبريطانيا والغرب!.

أحدث المقالات

أحدث المقالات