23 ديسمبر، 2024 7:31 ص

عندما يصير العلم ظلاما العلم نور والجهل ظلام

عندما يصير العلم ظلاما العلم نور والجهل ظلام

نعم .. العلم نور ، ولكن البشر يجعلونه ظلاما .. أنظروا إلى الأعداد الهائلة من الكتب التي عرفتها البشرية حتى اليوم ، أنا مثلا عندما أرى هذه الملايين من الكتب ينتابني أحاسيس شتى . مزيج من الحزن والعجب والحيرة والوحشة .. وأتساءل ما الذي أوصل البشر إلى هذا الدرك من الجهل والفوضى والعبثالدامي والبؤس المغتر بالمظاهر الفارغة . ما فائدة كثرة الكتب إذا كان أكثرها مليئة بأفكار شيطانية شريرة ، أو أفكار بلهاء نجحت في لعبة الإرضاء الإجتماعي الأحمق. ما فائدة أن نردد مع الأغبياء المخدوعين ومع الأذكياء الإنتهازيين : ( العلم نور والجهل ظلام ) ، إذا كان البشر بل النخبة من صناع الكتب والمعرفة هم يجعلون العلم ظلاما وفخا ونقمة على البشرية !! ماذا كان حاضرا في بال ذلك الرجل الشهير (الأديب الذي نسيت اسمه ) وفقا للمقاييس التي اصطنعها صيادوا الغفلة العامة غير هذا عندما قال 🙁 ينتابني الرعب عندما أتطلع في الكتب الهائلة في مكتبة ) . لماذا صار العلم محرقة للبشر الذين يرددون كقطيع الغنم ( العلم نور والجهل ظلام ) . علم الله الإنسان هذه العلوم ليستخدمها في تحقيق العبادة لله وتحقيق السعادة والعدالة والخير للبشر لا أن يكون العلم تسلية للطغاة ، وأدوات للدمار بأيدي بعض الحمقى الطائشين المقدسين من حثالات البشر من أمثالهم !
وما أكثر الأمثلة على ما نؤكده هنا ونريد ترسيخه في الوعي . منها أن العلماء الألمان (الأذكياء الحمقى ! وستعرف لاحقا لماذا هم حمقى ) كانوا قد أنجزوا إنجازات كبيرة باهرة في التقدم العلمي وخصوصا في مجال الذرة . وفي عهد طاغية متوحش أحمق مثل هتلر كان محتوما أن يستغل هذا التقدم العلمي في الحرب العبثية التي جرت .
نعم كان هؤلاء العلماء حمقى مثل كثير من العلماء في الشرق والغرب ، وما أكثرهم في الجامعات والمعاهد ومؤسسات البحث العلمي ، من الذين يجهلون أو يتجاهلون أبسط قواعد الوجود والحياة ، ويجهلون أو يتجاهلون لماذا خلقهم الله وماذا يريد منهم . لذلك يسهل على الطغاة أن يستخدموهم أدوات بإغراءات مادية أو تقديرات إجتماعية أو ألقاب علمية فارغة أو أوسمة سخيفة تقديرا لبطولاتهم الجبانة وإنجازاتهم في مجال ( العلم الجاهل ) كما سماه الفيلسوف (ويل ديورانت) صاحب كتاب (قصة الحضارة) .
إنه العلم الذي يضر ولا ينفع . إنها التقدم التكنولوجي الذي يقول عنه أستاذهم – الأكاديمي العلمي العبقري صاحب أكبرنظرية علمية في التاريخ – آينشتاين : ( التقدم التقني مثل فأس ٍ في يدِ مجرمٍ مريض ٍ ) . ومن أدلة حماقتهم وعماهم أنهم توهموا أن الطاغية الأمريكي خير من الطاغية الألماني . وجهلوا أن لا فرق بين شرير و شرير . فتقدم مجموعة من أولئك العلماء الألمان الفارين إلى أمريكا بطلب إلى الرئيس الأمريكي روزفلت أن يساعدهم في إنتاج القنبلة الذرية قبل العلماء التابعين للنظام النازي من أدوات هتلر ، وتوهموا أن سبق الأمريكان في صنع القنبلة سوف يردع هتلر عن استخدامها . وتمت صناعة هذه (القنبلة – النقمة ) وأجريت أول تجربة لها في عام 1954. ثم كان الضربة الوحشية الأولى على مدينة هيروشيما اليابانية في آب 1954 ثم ضربة أخرى على مدينة ناكازاكي …
وانتصر (الدهاء السياسي) على (الغباء العلمي ) ، ومازال الأمر كذلك إلى يومنا هذا . ومن صور الحماقة أن نوبل خصص ثروة جوائز للإنجازات في مجالات العلم والأدب والسياسة وما يسمى السلام العالمي ، تكفيرا عن ذنبه باختراع المتفجرات .. وهيهات . علما أن جائزة نوبل هي (مهزلة مأساوية ) أخرى من المهازل المأساوية التي عرفتها البشرية!