18 ديسمبر، 2024 9:47 م

عندما يصبح الذئب واعظا

عندما يصبح الذئب واعظا

بعد أن إشتد الخناق على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من کل جانب و صارت مخططاته معروفة للعالم و توضحت الادوار المشبوهة له على أکثر من صعيد، وبعد أن ذاع صيته کواحد من أکثر الانظمة الاستبدادية قمعا و إنتهاکا لحقوق الانسان، يبدو أن القادة و المسٶولين الايرانيين قد أحسوا بوطأة الاوضاع الوخيمة التي تکاد أن تطبق عليهم من کل جانب، ولذلك فإنهم يسعون من أجل أن يبذلوا مابوسعهم لخلق متنفس للنظام و ثمة سبيل يخرجهم من هذا المأزق العويص الذي وقعوا فيه، والذي يظهر واضحا، فإن مناسبة تنصيب روحاني لولاية ثانية کرئيس للجمهورية، صارت وسيلة لهم بهذا الخصوص ولاسيما من حيث الإيحاء بأنه”أي روحاني”، يمثل تيار الاعتدال و الاصلاح وإنه سيقوم بإنجاز خطوات بهذا المجال.
حسن روحاني الذي قضى عمره في خدمة هذا النظام وکان سکرتير المجلس الاعلى للأمن القومي(الذي يضع سياسات النظام الخارجية و العسکرية و الامنية)، لسنوات طويلة و صاحب دور مشهور في الدفاع عن البرنامج النووي و خداع المفاوضين الاوربيين عام 2004، و له دور کبير في القضاء على إنتفاضة عام 2009 ضد النظام، والاهم من کل هذا و ذاك، إنه وخلال ولايته الاولى بلغت أحکام تنفيذ الاعدامات حدودا قياسية غير مسبوقة و کذلك الامر بالنسبة لإنتهاکات حقوق الانسان و کذلك التدخلات في دول المنطقة و تنشيط و توسيع دور الحرس الثوري بهذا الخصوص، وإن سعي طهران لتسويقه مرة أخرى کوجه معتدل و إصلاحي و إجراء مراسيم غير عادية بهذا الخصوص يحضرها بعض من الشخصيات الاوربية وتتقدمهم موغريني مسٶولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوربي وهي خطوة کريهة من جانب هذه الشخصيات بحيث يضعون أنفسهم في خانة النظام و ضد الشعب الايراني المتطلع للحرية و الديمقراطية، إنما من أجل تحقيق أکثر من هدف وخصوصا کسر جدار العزلة التي يعاني منها النظام بسبب من إستبداده و قمعه و إنتهاکاته لحقوق الانسان و تدخلاته في المنطقـة.
مشکلة طهران الکبيرة هي إنها تحاول بکل الطرق و الوسائل من أجل تصوير الذئب على إنه واعظ و يمکن الرکون إليه و الثقة به، فروحاني المتلطخة يداه بدماء الشعب الايراني و المبرر للإعدامات بأنها تنفيذ لأحکام إلهية و المدافع عن التدخلات في دول المنطقة و تأکيده على إنها کانت في خدمة موقف طهران على طاولة المفاوضات مع الدول الکبرى، کل هذا يجعل من سابع المستحيلات الثقة و التصديق على إن روحاني قد صار بين ليلة و ضحاها حملا وديعا و داعية خير و محبة و سلام و معادي للنهج الدموي الذي قام و يقوم عليه نظامه، ومن صدق ذلك فإنما يخدع نفسه و يموه عليها إذ لايمکن أبدا للذئب أن يصبح واعظا!