قضية تجهيل المجتمعات مع تغذيتهم بالأفكار التي يريد نشرها الموجهل سلاح فتاك ويعطي نتائج لا يمكن لأي سلاح تحقيقها نوعاً وكماً وسرعةً ، فالسلاح التقليدي ترافقه خسائر وغير مضمون النتائج وأما سلاح التجهيل فلا ترافقه الخسائر ويعطيك الحرث والنسل بأقصر زمن وبأسهل الطرق ، وهذا ما تقوم به الدوائر الغربية فبعدما تخلت عن الاستعمار العسكري توجهت الى الاستعمار الفكري والثقافي من خلال التوجه الى الشباب وتغير ثقافاتهم وقناعاتهم وأفكارهم بطرق ذكية ومدروسة يرافقها الإغراء المادي والجنسي أي غسل العقول بشكل كامل وجعله مجرداً من جميع الأفكار والمعتقدات الدينية والتقاليد والأصول وجميع المبادئ الأخلاقية التي يؤمن بها المجتمع وجعله شخص فارغ من اي ارتباط بالمجتمع الذي يعيش فيه بل ارتباطه الكامل بالمؤسسات والجهات التي قامت بعملية الغسيل وهذه أفضل وأسهل الطرق للسيطرة على المجتمعات عن بعد وبدون أي تكاليف تذكر ، وهذا ما نلاحظه اليوم في التحركات الشبابية في أغلب المجتمعات الشرقية وخصوصاً ما يسمى بالربيع العربي والتحركات الأخرى مثل التحرك التشريني في العراق ، وجميع هذه التحركات كان مصدرها الدوائر الغربية لتحقيق أهداف كبرى لم تستطع الحكومات السابقة أن تحققها كالتطبيع مع الكيان الصهيونية وغيرها من الأهداف المعلنة والغير معلنة .
ومن أدوات غسل الأدمغة :
1-دفع المرأة للعمل وجعلها تعيش في مصطلح المرأة نصف المجتمع وهي متساوية مع الرجل في الواجبات والحقوق ، مما جعلوا توازن الأسرة يختل وقيادته تهتز وتربية الأولاد تضعف مما أثر ذلك سلباً على المجتمع نتيجة تمزق الأسرة بعد أن تركت ام الاسرة وظيفتها الحقيقية في التربية والإدارة وشغلت نفسها بقضايا ليست من طبيعتها الأنثوية لأن الخروج الى العمل يحتاج الكثير من الأدوات التي تبعد المرأة عن التربية والدين والتقاليد والأصول (الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق )
2- تغير جميع العناوين التي تربط الفرد بالدين : كتغير التقويم الهجري الى ميلادي حتى يبعد الشباب المسلم عن تذكر مناسباته الدينية ونسيانها تدريجا حتى لا يتأثر بإلهامات هذه المناسبات وقادتها ويتجه الى إقامة المناسبات التي يحيها التقويم الميلادي كيوم الحب ( فلنتاين دي) ، يوم ميلاد المسيح وليلة راس السنة الميلادية وغيرها من مناسبات التقويم الميلادي .
تغير المناهج الدراسية ذات الثقافة الإسلامية الى غير الإسلامية كتغير أمثلة اللغة العربية التي كانت أغلبها عبارة عن آيات قرآنية وأحاديث نبوية وشعر الى أقوال الفلاسفة والعلماء العلمانيين.
وغيرها كثير
3- نشر الثقافات الغير دينية التي تبعد الشباب عن دينهم كالمثلية والصداقات ( مابين الشباب والشابات) وزنا المحارم وإبعاد المرأة عن الحجاب و الحشمة والحياء وربطهما بضعف الشخصية والثقة المهزوزة.
4- نشر ثقافة المودة ( الإستايل او الموديل) بشكل قوي في المجتمعات مما يجعل الشاب والشابة أسارى وعبد لأفكار المؤسسات الغربية والصهيونية بالملبس والمأكل وحتى العادات .
5- نشر المسلسلات والأفلام والمواضيع الثقافية التي تحتوي على جميع العناوين أعلاه عبر الفضائيات ومجاميع التواصل الإجتماعي مما يجعل الشباب والشابات يعتادون عليها ومن ثم يقومون بتنفيذها بشكل طبيعي وعادي .
6- تضعيّف الخطاب الديني وتشويه سمعت رجال الدين حتى ينفر الشباب من الدين وقياداته بل يصبح الشاب عدوهم لأنهم يقفون أمام تحقيق أحلامه الموهمة التي قام بالتخطيط لها وزرعها في عقله المؤسسات الغربية والصهيونية.
عند تنفيذ هذا المخطط على أي مجتمع بعد فترة قصيرة يصبح الشباب فارغي العقول من أي محتوى عندها يصبح من السهل ملؤه بأفكارهم الشيطانية التي من خلالها يتم السيطرة على اي دولة أو مجتمع وهذا تحدي لجميع مكونات المجتمع السياسية والدينية والاقتصادية فمن يريد أن يجعل مجتمعه محصناً من هذه الحرب الفكرية الهمجية عليه بالتوجه للشباب وتحصينه بشكل كامل وتام وهذا يجب أن تقوم به جميع المؤسسات الدينية والإعلامية والثقافية والاجتماعية مع تثبيت صمام الأمان والقوة الكبرى للدفاع والسيطرة وهو مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى نخلق إنساناً يحمل وعياً وثقافةً لكي يصبح كيّس فطن لا تلبس عليه اللوابس ولا يمكن لأي جهة معادية ان تقوم بخدعه والسيطرة عليه من أجل تحقيق أهدافها العدوانية الخبيثة لأن الشباب المملوء بالثقافة والوعي وتعاليم الدين لا يمكن لأي ريح ان تحركه .