23 ديسمبر، 2024 4:22 م

عندما يستبدل العراقيون خلف بخلّيف!

عندما يستبدل العراقيون خلف بخلّيف!

الكرسي الملون بالدم والخيانة، لا يمكن أن يدرك معنى الطهر والقداسة، التي يحملها العراقي الشريف، الذي ضحى بأغلى ما يملك، من أجل الكرامة، فأشباه الرجال من ساستنا، لا يمتلكون أدنى مقومات الشرف والرجولة، من أن يعرفوا عن الحرية والمقدسات، فإسلامهم صوري لا أكثر من ذلك، وهم في حقيقتهم، مجرد دمى تؤدي دورها، بمسلسل إثارة الخراب والفوضى، بعراق الحضارة.لم ولن يستطيع السياسي الغبي، أن يدرك القوة الولائية، التي ولد منها الحشد الشعبي المقدس، لأن العنف والتطرف، سمه من سماته الرئيسية، لهذا فهو ينظر بمنظار بالكاد يرى نفسه، ولا يرى أو يشعر، بما يمر به الأخرين.نعم بعد التغيير باتت ذاكرتنا مفخخة، بالألم والفوضى، وثمة لاعب محترف واحد، يسعى للنيل من الوطن، بزرع طائفيته وأحقاده المقيتة، إنه السياسي، الذي أقرح جفون الثكلى، وأدمى قلب التأريخ، وكأنه وحش بلباس ملائكي! فلا رابط حقيقي بين التغيير والمتغير، اللذين أمسكا بخيوط العراق، رغم الفساد والإرهاب، فترى الأول يركض نحو التاريخ، ليتوسل الفرح ويلونها بألوان الطيف العراقي العريق، لكنه أمسى دكتاتوراً، أما الطامة الكبرى، تكمن في المتغير وهي السلطة السياسية الحاكمة، التي باتت تصرفاتها تتناسب عكسياً، مع الوضع السائد في البلد، حتى جعلوه على حافة هاوية مرعبة، من دون مبالاة بشعبهم الأصيل.

 معركة خاسرة على أجساد النساء، تسجل لحظات الوداع للزوج، والإبن، والأخ، الذي لن يعود إلا بتابوت قاتم، ليبقي الكرسي فارغاً، والشجرة يابسة، والبيت بلا معيل، أيام لا تملك سوى ذكريات البؤس، والحرمان، تركت آثارها على أجساد الناس، من كل الأصناف.أما تأريخ السلطة، التي تمناها العراقيون بعد التغيير، هو أن تمحو ما مر بهم، من صراخ التوسل، بسبب قساوة جحيم البعث، ولغسل الماضي ونسيانه، بماء ورد سياسي رقيق، كما يظنون، فالعراقيون يحتاجون الى بناء الأمل، ولو بحجر صغير وكبير على السواء، بعدما تركت حروب طويلة، لا طائل منها، الحسرة في قلوبهم.ختاماً: إن الذين جعلوا من التغيير معبراً لهم، ليتسلقوا على ظهور شعب منكوب، بعد أن جاءوا على دبابات أمريكية، فأمسوا كما تصوروا أنفسهم، محررين بواسل،  وهم مَنْ أسقط النظام الصدامي الدكتاتوري، ليأتوا لنا بنظام فاسد حتى النخاع، فأصبح شعورنا اليوم محبطاً، لأننا قد غيرنا خلف بخلّيف!