بعد عام ٢٠٠٣ و ببركة أحزاب السلطة العميلة اصبح كل شيء منتهك في العراق وهذا هو السبب الذي دعى جيل العراق الجديد للمطالبة بوطن غير مستباح لعدم وجود وطن ذو سيادة. لافرق بين ان تنتهك سيادة الوطن من قبل دولة سبق لها ان احتلته او دولة سبق لها ان دخلت معه في حرب. الأولى هي أمريكا والثانية هي أيران وكلاهما استباح سيادة العراق باشكال متعددة. ولقد كانت ايران هي اول من يستبيح سيادة العراق في عام ١٩٧٩ بُعيد رجوع شاه ايران الجديد المقبور خميني الى السلطة في طهران من باريس. وما أن حلت قدمه في طهران حتى دعى الى تصدير ثورته سيئة الصيت الى العراق ومن خلال وسائل الاعلام اخذ يوجه عملائه وشيعة العراق للثورة ضد النظام الذي سبق ان عاش تحت حمايته لانه أراد تكوين دولة تكون تحت وصاية الولي الفقيه في قم وطهران ولقد نتج نتج عن ذلك ان تسبب خميني بمقتل العديد من الشباب الذي غرر به بما في ذلك محمد باقر الصدر ثم الحرب العراقية الإيرانية وما نتج عنها من ولادة حرب الخليج الثانية التي هي نتاج للحرب الأولى.
ولقد اشتركت ايران بعد ذلك بحصار الشعب العراقي بواسطة الحصار البربري اللاانساني الذي قتل فيه مليون طفل عراقي بسبب استخدام اليورانيوم المنضب من قبل القوات الغازية التي شاركت فيها اكثر من ثلاثين دولة ضد العراق واستخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الشريرة بما في ذلك ضرب البصرة بقنابل نووية صغيرة. ويحق لنا ان نسمي هذه الحرب التي قادها شياطين القرن العشرين بالحرب العالمية الثالثة. وبعد هذه الحرب انتهكت سيادة العراق من قبل دول عديدة ومنها استمرار طهران بذلك. اما بعد عام ٢٠٠٣ والحرب التي قادها الشيطان الأكبر حسب تعبير طهران فلم تكن تجري لولا موافقة قم وطهران على ذلك والهدف كان اسقاط نظام صدام حسين. السؤال هو كيف يحق لإيران وهي تدعي انها بلد إسلامي أي بمعنى ادق نظامها يدعي ذلك ان تتحالف مع ما تعتبره الشيطان الأكبر لاضعاف وانتهاك سيادة بلد إسلامي وجار لها؟ وقد حصل مرة أخرى اذن ان انتهكت سيادة العراق من قبل ايران وامريكا مشتركتين. بعد ذلك وعلى مدى ١٦ سنة أخرى انتهكت ايران بشكل سافر سيادة العراق وباشكال مختلفة من خلالها تعمدت إقامة اذرع لها مسلحة وهي التي أدخلت داعش لكي تمهد اكثر للتدخل العسكري وتم قتل العديد من الضباط والطيارين وغيرهم ممن اشتركوا بحرب خميني صدام. ثم تم التدخل الايراني المفضوح والسافر الذي لم ينتهك السيادة العراقية بل سلبها كليا وعلى ايدي المليشيات الموالية لإيران وسيء الصيت قاسم سليماني مع التدخل المباشر من قبل خامنئي. وقد نتج عن ذلك التدخل الإيراني ان تم تدمير البنية التحتية لكافة قطاعات الدولة من صناعة وتجارة وزراعة وتعليم وصحة وبيئة وكافة الخدمات وبواسطة ايدي الأحزاب العميلة. ولكن الادهى من ذلك هو استخدام قم وطهران لاحزاب بواسطتهم تم اذلال العراقيين وتمزيق وحدتهم الوطنية وتم بالتمام والكمال سلب وطنهم وجعله ضيعة من ضياع ايران المهملة. وقد عملت أحزاب ايران العميلة على سرقة الأموال والنفط وزرعت الطائفية والمحاصصة لكي تستعبد الشعب الذي اصبح من افقر الشعوب على وجه الأرض بينما يعيش على ثروات هائلة تمت تعبأتها باتجاه ايران. وما جاء من ايران هو فقط السلاح الذي تم ضرب المتظاهرين به والقناصين الذين قتلوا الشعب والمليشيات التي لاتزال تعيث فسادا وقتلا في صفوف الشعب الممزق. لقد اصبح الشعب بين مهجر ومهاجر وعاطل عن العمل وممزق بالفقر او مجبر على ان يكون مع بعض الأحزاب وميليشياتها من اجل لقمة العيش. وتم تدمير المدن بالكامل مثل الموصل وغيرها وهذا ما فعلته ايران بالعراق فهل هذه الامور انتهاك للسيادة ام شيء آخر اخطر من ذلك؟
اننا ضد انتهاك السيادة العراقية سواء كان من أمريكا التي لطالما انتهكت سيادة هذا البلد وقتلت اهله منذ عام ١٩٩١ وكذلك ضد انتهاك سيادة العراق من قبل ايران التي ابتدأت منذ عام ١٩٧٩ ولحد هذه اللحظة. كما وان الأحزاب العميلة لتلك الدول هي بدورها لاتزال تنتهك سيادة العراق وخيانته. كما وان البلد الذي ليس له قيادة واحدة تقوده تكون سيادته ممزقة بين عدة رؤوس كل رأس يقوده نحو اتجاه مغاير وهو الحال مع العراق الذي ينفلت فيه ليس فقط القرار السياسي بل المجموعات المسلحة المنفلته او العميلة.