بعد عام 2003 وما يسمى مجلس الحُكم أمريكا لم تاتي بعراقيين سياسيين ليحكمون العراق، ولو بحثنا على جميع ما يسمى مجلس الحُكم سوف لا نجد لإي شخص من الشخصيات الذي أتت بهم أمريكا له تأريخ سياسي، ما عدى بعض الشخصيات الذي لم يفسح لهم المجال لحكم العراق، جميعهم بدون أستثناء لم يكن في خلدهم لحكم العراق او إستلام مناصب سيادية او سلطة تنفيذية، ولم نجد أي منهم له قدرة الأقناع أو القيادة أو يحمل كاريزما خاصة لفرض النظام وإعطاء حقوق الشعب العراقي الذي تم سرقتها على مرئ من الجميع.
لم يكن في خلد آل الحكيم عند دخولهم العراق سيحكمون ويزدادون ثراء فاحش من سرقات أموال الشعب، بل كانوا متوقعين يعتكفون بالمساجد وممارسة طقوسهم الدينية حتى يأتي أجلهم، ويتم دفنهم في مقابر النجف حال العراقيين الذي توافيهم منيتهم، ولم يكن في خلد آل الصدر المسمى مقتدى أن يكون قائد للملايين من أتباعه وهو يعاني مرض نادر من فصام الشخصية، ويملك طائرات خاصه وسيارات مصفحة ويتقلدون أتباعه مناصب الحكم، ولم يكن في خلد المالكي أن يتسلم منصب من مناصب الحكم لقيادة دولة العراق، وكان جل أحلامة أعتكافة في قضاء طوريج ولتسلم منصب بسيط داخل القضاء بعد الغربة الطويلة الذي قضاها خارج العراق، ولا في خلد الجعفري لتسلم حكم العراق وهو يعاني من ازمات نفسية من مصحات عالمية تجعلهُ غير مؤهل نهائي لتسلم مثل هكذا منصب سيادي، مع العلم الجعفري لم يمارس مهنة الطب بعد تفرغه كحملة دار ليقتات من قوتها كمصدر معيشي.
وغيرهم الكثير من هذه الشخصيات الذي لم نكن نسمع عنهم نهائي ولم يسجلوا سابقاً في ملفات الحكومة السابقة كشخصيات تهدد أمن العراق، إيران كانت تلعب في الخفاء من خلال أدواتها من هذه الشخصيات وترسم طريقة دخولها ووضع يدها في العراق، وأستغلت منفذ الطائفية للدخول للعراق وايضا حشدت أتباعها والموالين لها في الحكم، إدخال الواعز الديني والحفاظ على المذهب لكون العراقيين متعطشين لإحياء مناسك عاشوراء الذي حرموا منها سابقاً وكأن الدين قائم على هذه المناسك، وفعلاً نجحت إيران واتباعها برسم خريطة الطائفية في إنتخابات 2005 وقبلها التصويت على الدستور للتصدر القوائم الشيعية وبقيادة رؤساء الأحزاب الذي أتوا بعد 2003.
جميع وعود المرشحين كانت مبنية على سراب، وجميع صرخات الشعب العراقي كانت تجابه بالصمت ولا مبالاة، وكأن الذي يسير بالعملية السياسية أخرس وأطرش، وتستنتج أن رؤساء الأحزاب الذينَ يقودودن العملية السياسة مرسومة لهم خارطة طريق معينة لتدمير وسرقة العراق بدون المناقشة في الموضوع.
خريطة العراق أصبحت معقدة ومتشعبة جداً، خاصة بعد كثرة التيارات الجديدة المنبثقة وبدعم إيراني، مع دعم الولائات الجديدة لإنبثاق مراجع ومقلدين، وحملات التثقيف لدعم المرجع معين مع مكاسب يستفاد منها آنياً المقلد، مستغلين العوز المادي لدى هذه الفئات والخطاب الديني ممكن ان تسيسه بالطريقة الذي يقنع المتلقي فيعلن الولاء، وتجد في الطائفة نفسها كثير من مراجع الدين والخطاب واحد المذهب والقدسية لكل هذه المراجع.
الفقراء والعوز المادي الذي يعانية الشعب وصرخاتهم يجابه بالصمت، يطالبوهم بالصمت لإنها هذه دولة علي الصابره، كما يملون حكمهم على الشعب، ويجب ان يواجه الفقر والعوز والمرض بالصبر ومن هل الكلام، ويمزجوها بآيات وبشر الصابرين حتى يقنعون الأتباع وكأن الصبر كُتب على الفقراء ولم يكتب لغيرهم.