19 ديسمبر، 2024 1:04 ص

عندما يحفر السياسي قبره بيده …. المالكي مثالا

عندما يحفر السياسي قبره بيده …. المالكي مثالا

لو يقرأ المالكي ما نكتب في مواقع الانترنت لما احتاج إلى مستشار ، لو يقرأ المالكي ما نكتب لما احتاج إلى لجان الرأي ، لو يقرأ المالكي ما نكتب لما احتاج إلى لجنة تقصي الحقائق ،  لو يقرأ المالكي ما نكتب لما احتاج لآراء رجال الدين وشيوخ العشائر، لو يقرأ المالكي ما نكتب لوصل إلى نتائج مذهلة ، لو يقرأ ما نكتب لما وقع في مأزق ، لو يقرأ ما نكتب لما سقط المزيد من الابرياء في كل مكان ، لو يقرأ ما نكتب لما أهتز كرسي المالكي ، قراءة بسيطة مع وطنية خفيفة كفيلة بمسيرة العراق والعراقيين على الدرب الصحيح ، قراءة بسيطة يومية لهموم الموطن كفيلة برسم البسمة على وجوه الاطفال، وطنية خفيفة كفيلة بإنهاء مأساة ملايين العراقيين ، التجرد عن الغلو في حب الطائفة كفيلة بارتفاع هامة كل عراقي ، التفكير بمصير القادة السابقين كفيلة بإنهاء المعاناة العراقية ، طرد المستشارين كفيلة بتقرب الحاكم للشعب والشعب من الحاكم  ، التفكير ساعة في اليوم بإخلاص كفيلة براحة أهل العراق ، امنحنا ساعة في كل يوم ولك الباقي ، لكن يبدو لي ان السياسي دائما هو حفار القبور ، يحفر قبره بالرغم من وجود مئات الآلاف من العمال، يحفر قبره دون أن يعلم أن حفر القبور مهنة لا تتناسب مع السياسي ، يحفر قبره دون أن يسمع من كبير مستشاره إن الحفر وصل إلى مراحله الاخيرة ، المستشارون منافقون في كل مكان وزمان، هكذا هم لا يقدمون مشورة إلا أن كانت تعجب السلطان ، هم يعرفون كيف ينتقون ما يريد ( السلطان ) ويقدمون له ما يريد على طبق من ذهب ، إنهم ادوات حفر قبر السياسي ، قراءة بسيطة لتاريخ القادة كفيلة بفهم الدرس الحقيقي ، قراءة بسيطة لكتاب ميكافيللي معكوسا كفيلة بفهم الدرس ، لا تأخذك العزة بالنفس فهنالك من الكبار سقطوا بمنظر مخزي وبشع ومثالنا في القذافي، لا تحاول أن تبحث لك عن جبل في الحلة كما يفكر الأسد الآن بمغارة في جبل العلويين ، أجعل جبلك بيوت العراقيين ، أجعل جبلك بيوت أهل الانبار وأهل الناصرية ، أجعل قلوبهم نبراسا لك  ، بسنتهم بشيعتهم بمسلميهم بكردهم بعربهم بأقلياتهم هم أهلك ما دمت تفكر بقيادة الدولة ، اجعلهم يحترموك لا يخشون جيشك ، لا تثق بالجيش فجيش صدام كان الاقوى والاشرس والاكثر تنظيما ، ما الفائدة من قوة الجيش ، إنهم كالمرآة في عين السلطان والتي تضخم القوة دون أن تذكر لنا القوة الحقيقة ، في آخر المطاف الكل هرب وبقى صدام وحيدا ، لا تحفر قبرك كثيرا لئلا يكون مزعجا لمن يحمل نعشك، تأمل السماء والخطوط الكهرومغناطيسية وكيف هي سريعة بالانقلاب من اسناد نجمك إلى ازاحة نجمك ، عليك أن تقرأ النظريات لتفهم إن نظريات التاريخ لا ترحم ، سأكتب قريبا مذكرا القارئ الكريم كيف أن حفرك للقبر كان سريعا دون أن تتعظ من السابقين بعد أن أصبحت أسرع اللاحقين ، وتذكر أن من يصفق لك الآن سيكون أول الشامتين والضاحكين والواقفين على قبرك ملوحا بتملق لمن جلس في مكانك وانت تنظر بلا صورة وتتكلم بلا صوت وتسمعهم يقولون لغيرك ( نعم دولة قانونا الجديد )