23 ديسمبر، 2024 4:18 ص

في العراق حيث مئات القنوات التلفزيونية , و على الرغم من كثرتها , إلا انها قليلة او منعدمة التأثير إلا ما شذ منها و ابتعد عن طريق التملق و المحاباة على حساب الوطن و الشعب , و من الطبيعي ان تكون القنوات التي تعنى بالشأن السياسي قريبة من رجال السياسة , بصرف النظر عن مواقعهم في الدولة , و دون ادنى شك نجد ان اعضاء مجلس النواب و الوزراء , هم اصحاب الصدارة في عدد اللقاءات المتلفزة , حتى اصبحت هذه اللقاءات وسيلة للشهرة اكثر منها لعرض ما يحدث في اروقة مجلس النواب او مجلس الوزراء او غيرها من المجالس التي تكثر في العراق , و ليس صعباً و قبل بدء حديث النائب او الوزير ان تعرف كيف سيتكلم هذا النائب او ذاك , اذا ما عرفت توجهه السياسي او الديني او توجه القناة , و خاصة المخضرمين منهم و هو امراً طبيعي فأعضاء الحزب الفلاني لا يتكلمون إلا عن انجازاتهم , و ان فشلوا فمن المؤكد ستكون اللائمة على حزباً اخر , و هنا لا مجال للانتقاد فالوزير او النائب في النهاية يمثل هذه الطائفة او هذا الدين او له توجه سياسي خاص به , و ان كان الدستور و القانون يفرض ان يكون النائب او غيره من المسؤولين ممثلين للشعب دون تمييز و لكن السؤال هو …

كيف يتكلم الرئيس ؟!

فمن المعلوم او هكذا يقال ان الرئيس هو للجميع و يعمل للجميع و يحاسب ( او هكذا يقال ايضاً ) ان ميز بين ابناء الشعب بصرف النظر عن الاساس الذي اتخذه في التمييز, و كذلك فهو المسؤول عن كشف الفساد او اساءة استخدام المنصب لمن هم تحت ادارته , و هنا تجدر الاشارة الى الرئيس لا يعني رئيس الجمهورية فقط بل يشمل رئيسي مجلس الوزراء و النواب , ففي العراق  ثلاث رؤساء , و لكن ما العمل اذا كانت لقاءات السادة الرؤساء تحمل بين طياتها استغاثة و ان لا سلطة لهم في حل مشكلات الدولة و يكتفون في احسن الاحوال بالكشف عن وجود الفساد دون ان يتعداه الى الكشف عن هوية الفاسد كما هو حال السيد فؤاد معصوم في لقائه الاخير الذي اعلن فيه عن الفساد الذي يسيطر على المؤوسة القضائية دون ان يكشف عن المسؤول عن حالات الفساد ؟ و قبله السيد حيدر العبادي الذي اكتفى بالكشف عن الفضائيين دون كشف المسؤولين عن تواجد هذه الحالة في اهم مؤسسات الدولة ؟ و ايضاً السيد سليم الجبوري الذي كشف عن الفساد في ملفات النازحين , و غيرها من اللجان التي شكلت لمعالجة الكوارث التي حدثت في العراق دون ان يكشف عن المسؤولين عنها , او الكشف عن اسباب الازمة المالية التي يمر بها العراق.

ان المواطن العراقي يعرف تماماً ان الفساد هو ابرز سمات العراق الجديد فالنازح دليله على وجود الفساد هو الوضع اللانساني الذي يعاني منه و قبله سقوط المدينه التي يسكنها , و المتقاعد دليله راتبه التقاعدي الذي لا يساوي شيئاً مقارنة بالخدمة التي قدمها للعراق , و المريض دليله ان لا علاج في مستشفيات الدولة , و الارملة و اليتيم دليلهما ان لا معيل لهم , و الشاب دليله ان لا وظيفة له بعد تخرجه , و الاخرين دليلهم ان لاخدمات تذكر , و هم جميعاً ينتظرون لقاء الرئيس ليجدوا ما سيقدمه لهم سواء بمعاقبة الفاسد الذي كان سبباً في هدر اموالهم و معها امانيهم , او بوضع الحلول لتوفير ما يتطلعون اليه , لا ان يخرج الرئيس ليعلن في النهاية ان في الدولة و مؤسساتها فساد و يتناسى ان مسؤوليته لا تقف عند كشف الفساد بل تتعداه الى محاربته و التخلص منه.