تناقلت وسائل الاعلام منذ مدة، مقطع فديو لرجل من اهل الموصل، يروي كيف كان هو وعدد من العوائل في بيت واحد، يعانون من اوضاع صعبة للغاية، في الجانب الايمن من المدينة، عندما جاء الجيش العراقي لإنقاذ اﻷهالي من تلك العصابات الاجرامية، يقول الرجل: عندما رأينا الجنود العراقيين مقبلين، وكأنهم ملائكة، ارسلهم الله لنا، لنجدتنا ونحن تحت نيران القصف، اول جندي دخل علينا كان اسمه حسين، وهو من محافظة الديوانية، وقد ابلغته فورآ بحاجتنا الماسة للدواء، أسرع حسين لجلب الدواء رغم قطع الطريق من قبل قناص داعشي، جاء وهو يحمل بيده الدواء، وكيس من البرتقال، حينها قلت له طلبت منك الدواء فقط، فبادره حسين بأبتسامة جنوبية محببة قائلا، لقد استحيت ان أتيكم بالدواء فقط.
يقول الرجل الموصلي: خرج من عدنا حسين، واستهدفه القناص الغادر، لقد رأيت الوطن بعيون حسين، ذلك العطاء واﻷباء والشجاعة، تمثل كله بذلك الجندي الذي كان يردد، سأموت وتتحررون، وكأنه عراق مصغر اقبل مهرولا لانقاذ ابنائه، يقول: حينها فقط أحسست انا وعائلتي باﻷمان، ان الشعور بالوطنية هي من جاءت بحسين ورفاقه، للدفاع عن ارض العراق .
ان الاخلاص لذرات تراب هذا الوطن، والتمسك به يثبت في كل مره انه طوق نجاه البلاد، مهما شرق البعض او غرب، الذين تناسوا انهم عراقيون، وراحوا يسعون الى تنفيذ اجندات خارجية، تعمل على تفتيت اللحمة الوطنية، والوحدة العراقية، مطالبين بالانفصال والاستقلال!
كيف ينفصل الرأس عن الجسد؟ كيف يقوم الجسد بلا سيقان؟ انها مسألة ارتباط طبيعي، لا مناص منها، لهذا فأن العراق اليوم امام تحد جديد، وهو تحدي المحافظة على وحدة اراضيه، من التمزق والتشظي، والانقسام، الذي تطالب به كردستان!
اننا نقول ﻷخواننا الكرد، الذين ضاقوا بالاخوة التي تربطنا بهم ذرعآ على ما يبدو، ويسعون الى الاستقلال، ان العراق رحب بما يكفي ليسع جميع ابنائه، لماذا تحدون الافق الواسع بجدار عازل؟ لماذا تجتهدون بخلق اسباب للفرقة؟اكثر منها للوئام!
ان قوة العراق تكمن في وحدته ابنائه واراضيه، وتلك الخارطة التي يزيد عمرها عن 6000 سنة، لم تستطع نوائب الدهر ان تغير تضاريسها، ولا يمكن لاستفتاء فاقد للشرعية ان يحدث فيها فرقا!
كما ان حرقكم للعلم، الذي نستظل جميعنا تحته بما يمثل من رمزية عميقة للدولة وهبيتها، فلن يغير من الامر شيئا، فأنتم ابناء هذا الوطن شئتم ام أبيتم ولن تصبحوا جيرانه يوما ما!