23 ديسمبر، 2024 1:24 ص

عندما نتعلم من الأعمى كيف ننتخب

عندما نتعلم من الأعمى كيف ننتخب

سُئِلَ أحد الحكماء, ممن تعلمت الحكمة؟ قال: من الرجل الضرير لا يَضعُ قدمه على الأرض, إلا بعد أن يختبر الطريق بِعَصاه.

تعرض العراق لخيبة أمل شديدة, منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003, فقد كان العراقيون يأملون بالتغيير الجذري, وليس بالتخلص من ظلم الحكم الدكتاتوري, ليقعوا تحت حكم نظام مجهول الهوية, متأرجِحٌ بين الديموقراطية وحكم الأحزاب, حيث لا دولة.

أصبح وضع بعض العراقيين جَرّاءَ, الإدارات الفاشلة والفاسدة, موضوع تَنَدُرٍ على شبكات اَلتواصل اَلاِجتماعي, ليصل حَد السخرية أحياناًّ, وكمثالٍ لذلك, ما نشرهُ أحد المواطنين, على موقع الفيس بوك ساخراً, ممن لا يعرف كيف ينتخب, حيث كتب” قال شيخ في معٍ من الناس: السمكة التي تغلق فمها, لن يصطادها أحد, قال أحد الحاضرين: وإذا صادوها بالشبك؟ قال الشيخ من أين أنت؟ قال من العراق, فقال الشيخ: يقال أن أذكى شعوب العالم, هم من العراق, بعد أسبوع جلس نفس الشيخ, ليخبر الناس بحكمة في قصة, فقال الشيخ: سرق ثلاثة أشخاص كنزا, ووضعوا الصندوق على ظهر حمار, وفي الطريق اتفق اثنان على قتل ثالثهم, وتقاسم الغنيمة بينهما, ولما جن الليل قتل أحدهم صاحبه, وبينما صعد الرجل الأخير جبلاً, زلت قدمه فسقط ومات, وعاد الحمار للقصر المسروق, فالحلال يعودُ لصاحبه, تأثر الحضور إلا العراقي سأل الشيخ: إذا مات كل السراق, فمن أوصل القصة لك, الحمار مثلا؟ قال الحكيم: من أين قلت لي جنابكم؟ قال الرجل: من العراق, هز الشيخ رأسه وقال: أذكى شعوب العالم, فما بالكم تنتخبون من يأتيكم بتعيين كاذب, وطابو ليس له وجود, وآخرها صوتكم بلوري سبيس؟.

يا لَسُخريةِ القَدَر الذي, جعل من شعب الحضارات, يَسخَرُ حتى من نفسه, فهل يصحوا المواطن العراقي, ليفرق بين من خَدم العراق, وبين الفاشلين والفاسدين, وهل سيقدم على الانتخابات, نازعاً ثوب الطائفية والعرقية, مرتدا لباس الوطنية, لبناء دولة العراق؟.

ألحِكمَة المُفعَمَة بغالبية وطنية, هي من تبني الدولة, وتطرد الفساد والفشل, نقطة رأس سطر.