22 ديسمبر، 2024 2:18 م

عندما لا ترد …أيران؟

عندما لا ترد …أيران؟

” نحن نعلم أن امريكا بعد الله في الأرض، لكن اذا فرض علينا القتال سنقاتلها”

روح الله الخميني.

اتابع اسوة بكثير من المهتمين في منطقة (الشرق الأوسط) والعالم بتطور الاحداث، عقب اغتيال الشهيد ( اسماعيل هنية) زعيم حماس في العاصمة الايرانية “طهران” على يد ( الكيان المؤقت) في فلسطين، وما رافقها من تلميحات وتصريحات عن الرد الايراني.

تباين الحديث أزاء الرد الايراني بين غاضب منفعل يطالب بمجرد الرد ولو على  طريقة (سلق البيض)، وآخر يعتقد ان تصريحاته الناتجة عن  خبث سريرته سيدفع ايران الى الرد دون ” انتصار بلا مجد”.

لكن ما يثير الانتباه بمجمل الآراء المتباينة سطحية من يتحدثون عن جاهزية القوات الامنية الايرانية، وأن ايران تؤخر الرد لهذا للسبب!.

وغاب عن ذهن هؤلاء أن دولة يقودها “الولي الفقيه” الذي يوصف بـ (مرشد الثورة) تعد فيها اقواله حكماً وتكليفاً  شرعياً تُلزم الرأي العام بتنفيذه والالتزام به حرفياً.

لذا فأن القيادة الايرانية الحالية، ومن خلفها الشعب الايراني، مستعد ومهيأ للمواجهة منذ فتيا قائد الثورة الايرانية بثمانينيات القرن الماضي، وهم ليسوا بحاجه الى جهوزية للمواجهة مع الكيان المؤقت ومن خلفه الغرب المستكبر.

من هنا علينا أن نناقش اسباب تأخير الرد بموضوعية، الذي يقف في مقدمته أن ايران سعت منذ بواكير ثورتها في عام ( 1979) الى رسم معالم لأستراتيجية مواجهة جديدة تساهم بـ ( هندسة تأريخيه) جديدة مرتكزه على منهج ( الثبات والنصر)، وأن الاهداف العظيمة تستحق تضحيات عظيمة.

أذن علينا توقع أن ترحل أيران ردها على اغتيال اسماعيل هنية، مقابل ايقاف فوري للقتال في غزة ومكاسب اخرى يحددها المقاومون في الاراضي الفلسطينية، مضحية بسيادتها وكبريائها مقابل انقاذ الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ في غزة من آلة الحرب الصهيونية.

وبذلك تؤكد ايران عن ايثارها وتجردها لقضايا المستضعفين في العالم، وكذلك تؤكد للعالم اجمع أنها دولة محبة للسلام، وليس دولة ارهاب ومحور للشر كما صورها الاعلام الغربي منذ عقود.