تناولت في الجزء الأول من مقالتي النصائح التي تنقلب الى اتهامات مزيفة فيما يخص فئة المحامين وسأتناول في الجزء الثاني، ما يتعلق ببعض موظفي مكتب رئاسي معروف مع الإشارة لبعض المحامين لتعزيز حالة ما، وأقول:
فيما يتعلق ببعض موظفي مكتب رئاسي معروف:
من هذه الحوادث وغيرها تأكدت ان النصيحة وعمل الخير وتفادي مشكلات عديدة ضريبتها علي كانت فادحة ومؤلمة، وانتقلت هذه الحالة( النصيحة تصبح اتهام جاهز) عندما ارتبطت بعمل مع مكتب نائب رئيس الجمهورية السابق، وبعد اتهامي بالإرهاب ظلما وعدوانا ولأغراض سياسية، ويجب ان أكون انا وغيري وقودها لحرق هذه الشخصية، وبسبب هذه الاتهامات وضخامة ضررها علي كنت اوصي بقية المتهمين والمنتسبين لمكتب نائب رئيس الجمهورية، ان يكونوا متحابين متواصلين لا قاطعي للوصل وان يقوموا بمساعدة الاخرين من يستحق المساعدة ولأني كنت مطلع على كافة المجريات، كنت انبه الكثيرين من أمور عديدة قد يكونوا غافلين عنها وكانت بداية نصائحي وتحذيراتي لها صداها لدى الجميع وكانت الزيارات والهواتف لا تنقطع عني نهائيا، وبعدها وفي نهاية عام 2012 بدأت هذه الزيارات والهواتف تضمحل بطريقة تتناسب طرديا مع المصالح الشخصية لذلك الشخص ومدى احساسه بان الخطر عليه وحسب تفسيره، قد زال وعليه مغادرة وترك ما ادلي لهم من نصائح وتحذيرات، وقسم كبير منهم بدأ بالمباشرة في الوظيفة، وأول عمل قام به، تنكره لعلاقته بي ولكل من هو متهم، وباعوا العهد والوعد، وبدأ حديثه ينتشر بفعالية بانه بريء من أي فعل جرمي وكأن الباقين جناة وبطريقة لا تنم عن رجولة وشهامة، لأجل بقاء تمتعه بالمكاسب المادية ساري المفعول، ولا يوجد أسوأ من الذي يتنكر لوالديه واخوته وأصدقائه ولا يوجد أحقر من الذي يتبرأ من وطنه، ورغم ذلك كنت أوصل رسائل لمن احس عليه خطورة؛ كونه لا يدرك ماهية الاتهامات عليه او يحاول تغافل تلك الاتهامات، من خوفي عليهم ليس الا، بل منهم من هو راس المثلث الفعلي بالاتهامات في قضية نائب رئيس الجمهورية ومن ضباط المخابرات والأجهزة الأمنية والجيش في السابق، يحاول ان يجد لنفسه مبررات ساذجة عقيمة وصلت الى حد توجيه الاتهامات لي وبطريقة ليس لها ادنى ما يزكيها لا من الوجهة الأخلاقية ولا الشرعية الا في مخيلتهم، في بداية عام 2013 نشرت مقالة بعنوان( تنصل المسؤولين العراقيين عن حماياتهم ..) للكاتب صلاح مهدي وطلب مني بداية، كتابة رد عليها واخبرتهم، باني ضد الرد لان في ذلك توسيع لمساحة القراء مما يجعل نتائجه غير صحيحة، لكني أفاجئ بعد يومين بان أكون انا المتهم بكتابة تلك المقالة، ويتم بعدها نشر مقالة للرد على المقالة المقصودة من محام(م) الذي كان من أصدقائي وانا من جعله محامي لنائب رئيس الجمهورية وانا من دعمه، وكانت المقالة بائسة بمجملها وتحمل في طياتها اتهامات باطلة تتجه بوصلتها باتجاهي، ولم يكن للمحامي(م) له فيها الا تأطيرها باسمه، والحمد لله تم الرد على المحام(م) من كاتب المقالة المقصودة برد اقل ما أقول فيه انه صادم بحق محام ادخل نفسه بلعبة لا يعرف كعادته منحنياتها وارتفاعاتها ونهايتها، وكان هدف المحام(م) التقرب زلفى من نائب رئيس الجمهورية كونه يمثل حزبه في محافظته، وبئس ما فعل بحقي لان للأسد هيبة في موته ليست للكلب في حياته، والتقيت بعد فترة بشخص قريب جدا من نائب رئيس الجمهورية واخبرته باني بريء من كتابة أي مقالة لا تحمل اسمي واني مستعد للقسم على المصحف الكريم امامك، واخبرته اني أرسلت لنائب رئيس الجمهورية قبلها رسالة عبر البريد الالكتروني فيها من العتب والكلام يفوق ما ورد في المقالة بمرات عديدة واني لا أخاف من احد اذا اعتمرت بعقلي فكرة الكتابة عن شيء ولا يوقفني أي مانع واني ناطق بالحق، داعٍ ومرغب في الخير وأريد حل الاشكال الذي حدث.
مع التنويه ان المقالة المقصودة بعد ان قراتها كانت رائعة بسبة 80% فيما يتعلق بالوقائع والحوادث والحقائق التي وردت فيها وكنت أتمنى ان أكون انا كاتبها، لكني لست مستعدا للبوح بهذه المعلومات، و20% من المقالة كان غير صحيح في جزء منه والجزء الاخر تضمن محور عنوانه (بان لا يجوز ترك المتهمين بلا محامين حتى وان كانت القضية معلومة بانها سياسية ولا يفضي عمل المحامين لشيء) واعتقد ان ذلك كان خطأ كارثي وقد حصل وتم سحب كافة المحامين من معتقلي القضية وتركهم بلا محامين يرعون شؤونهم القانونية، وقبل هذا الاتهام كنت اعاني باختراقات عالية المستوى على ايميليّ والفيس بوك والفايبر والتانكو ووصل الامر الى غلق حاسبتي وانا ورائها، وظهرت لي بطاقة باني علي مراجعة وزارة الداخلية ودفع مبلغ من المال بالدولار وحاولت فتح او اغلاق الحاسبة لم استطيع ولم استطيع فتحها واصلاحها الا من خلال سوريين بارعين بالهاكرز واخبروني باني تعرضت لاختراق عالي المستوى والامر يحتاج مني التدبر والانتباه، واستمر الامر بنفس الوتيرة، وغادرت الى بريطانيا، وعلمت بعدها بفترة باني كُتبت مقالة بحق احدى المحاميات العزيزات الغاليات كزميلة دعمتني كثيرا، باسم وهمي واني اتصلت بسرمد الطائي لأجل نشرها على موقعه، وبحثت عن المقالة المزعومة ولم اجد لها أي اثر بالمواقع الإلكترونية، وعندما سئلت احد الاخوة الذين تحدث مع المحامية ذكر لي معلومات لا يعرفها الا من كان في المحكمة ومن المقربين جدا لدوائر القرار وحياكة المؤامرات وانا بعيد عن ذلك، وثم اني كنت في المحكمة اعرف الأكثر من ذلك ولم اتحدث فكيف لي عمل ذلك، واننا بذلك، تستطيع أن تصطاد الأرنب بالجزرة لكنك لا تستطيع اصطياد الجزرة بالأرنب، والمسالة الأهم اني لست مستعدا لا نفسيا ولا مهنيا ولا أخلاقيا ان اتحدث على تلك المحامية، وكنت زميل لها صادق والصادق لا يمكن أن يرفع في وجهك البنادق، عندها ايقنت بان الامر ان كان دقيقا، فيه اختراقات كما حدثت معي عندما ارسلوا من ايميلي وصفحتي بالفيس بوك أفلام اباحية ورقمي الفايبر أيضا استخدموه بأرسال كلام جارح لاحد المحامين الأعزاء واثنين اخرين وكذلك تم التشهير بي في المواقع الالكترونية لأكثر من 35 مرة وبطريقة فيها إساءة للسمعة واحدها تم اجراء تحقيق معي من قبل مجلس القضاء الأعلى ورئاسة الجمهورية وتم دحضها جميعا والحمد لله، والصابون غير قادر على تنظيف الأفكار والمعتقدات القذرة، والظالم له قلب يحس ولكن ليس له ضمير يؤنبه، وليس كل من امتطى جوادا أصبح فارسا وليس كل فارس يمتلك جوادا.
وفي نهاية عام 2014 كُتبتْ مقالة بعنوان(الإرهاب الداعشي ينتقل من مكتب الهاشمي الى مكاتب النجيفي وسليم الجبوري) تناول فيه كاتب المقالة أمور لا اريد ان اكررها لأنها تافهة وساذجة وطائفية ولا تستحق الذكر، ومختصرها ان هناك (متهمين من مكتب الهاشمي يباشرون وظيفتهم برئاسة الجمهورية وانهم خطر) وفي وقتها طلب من الرد عليها وكتبت مقالة للرد عليها وارسلتها لمن طلبها مني واخبرته راي بان لا يكون هناك رد لان الامر لا يستحق ذلك وبالرد عليه نكون قد حملناه اكثر مما يتطلبه، وتم بعدها تجاوز الامر ولم يتم الرد وبعدها بأسبوع تقريبا أرسلت لي مقالة على ايميلي أرسلها لي احد الاخوة خارج العراق تحمل نفس عنوان المقالة ولم افتحه والله والله والله ولكنه بعد يومين، اتصل بي واخبرني هل قرات المقالة المرسلة فأخبرته اني قراتها سابقا وكتبت الرد عليها فاخبرني بانها ليست نفسها وانما تكملة لها وعلي قراءتها وتدقيقها، وقراتها ووجدتها اتفه من سابقتها ولا تحمل اخلاق أي كاتب مهني، ووجدت ان الكاتب لديه مقالات عديدة وعلى نفس الموقع وانه كاتب معروف بطائفيته خصوصا ان ثنايا كلامه تنطق بذلك، ومضى الامر لكني أفاجئ وبعد اكثر من ثلاثة اشهر بان يتصل بي صديق من خارج العراق يبلغني بان هناك نفر قليل يوجه الاتهام لك بانك انته وراء هذه المقالة لأنك كنت تنصحهم وتحذرهم بان لا يعودوا للمنطقة الخضراء حيث دوامهم، واستغربت ولم أفاجئ لأني تعودت، هل النصائح تتحول الى اتهامات، الا يرعوي اصحاب النفوس المظلمة التي لا ترى في الآخرين إلا كل نقص وعيب، ما هذه الدنيا وما هؤلاء الأشخاص الذين يحكمون بالمال والجاه والمظاهر الخادعة ويَزِنون الناس بميزان التراب والطين وينظرون إلى الناس بمنظار المادة والدولار والطائفة والعرق، والححت لمعرفة من هؤلاء لكنه ابى ان يخبرني لكني عرفتهم لوجود سوابق بذلك ومن خلال حصر العلاقات، وان مثل تلك الاتهامات تصدر من نفر ضال كانوا يعملون في الأجهزة الأمنية السابقة ودوائر عسكرية وكان عملهم يعتمد على ترهيب وتهديد المواطنين متنكبين السلطة والنفوذ التي كانوا يتمتعون بها وكانوا يمارسون ابشع الصور في ترويع الامنين واصبحوا يتحدثون عن من يمارس ذلك بطريقة ملؤها قلب الموازين وضياع العدالة وفيها يحكم على الأبرياء بالفساد ويخون الأمين ويستأمن الخائن، ومنهم من هو متهم رئيسي بقضية نائب رئيس الجمهورية لكن شاءت ضوابط الاتهامات السياسية ان يتم عدم متابعة تنفيذ أوامر القبض الصادرة بحقهم، واخذ هؤلاء وبصيغ عديمة الرجولة يوجه الاتهامات الى اسيادهم لانهم يباشرون وظيفتهم ؟؟؟؟؟ هل هناك اتهام ساذج وسطحي لهكذا اشخاص بالرغم من انهم مضى على دوامهم اكثر من ثلاث سنوات، لكن ضحالة تفكيرهم وسوء اخلاقهم وصل بهم الى وصلوا اليه ويضيفون على باطلهم مصالح وهمية، واننا لسنا ممن يظهرون النصح والإشفاق ويبطنون الحقد والحسد، وهم يعلمون اني لو اردت ايذائهم فإن الامر لا يحتاج الى مقالة او غيرها، وتأكيدا لذلك طلب احد المحامين مني بان يكتب طلب يبين فيه حقيقة وطبيعة عملي في رئاسة الجمهورية، واتضح لي ان كتابة مثل هذا الطلب سيزُج بمستشار ومدير دائرة مهمة في الرئاسة وهو صديق لي بالرغم من انه لم ينصفني وساهم في ايذائي؛ لكني والله طلبت من المحامين ان لا يقدموا الطلب، وتحملت الامر، اني رجل (باعتقادي) اعمل باطر أخلاقية ومهنية لا تسمح لي ممارسة هكذا أدوار؛ خصوصا اني لم اقم بإسكان اشخاص معي في بيتي وهم منكوبين واطلب منهم دفع استحقاقات السكن مناصفة رغم ضعف حالتهم المادية وبدون راتب اهذه اخلاق الفرسان؟ فأقول لهكذا أناس من شذاذ الافاق وممن يخافون ان يشتروا اثاث لبيتهم ويضعون تلفزيوناتهم على (بلوكات)وممن كانت تدرس نظرياتهم الأمنية وبحوثهم في ارقى المدارس والجامعات الأمنية، عندما تختل الموازين يكون صاحب الباطل محقا وصاحب الحق متهما وتكال له الاتهامات ويتقول عليه حتى يصير علما على الباطل، يا من كانوا يعملون بإيذاء المواطنين سابقا بعملهم بأجهزة امنية غاشمة ظالمة واستمر هذا عملهم في أحزاب يقال عنها إسلامية أودت بالبلد الى الهاوية، أبو ان يفارقوا هذه الاعمال لأنها ديدنهم وخارطتهم في الحياة، ساءت تهمكم، وأفرطت السنتكم في النقد بغير حق، فهل لنا أن نطمع من هؤلاء أن يقفوا عند حدود الحق فيما يتهمون، واني والله لو الله ولولا ايماني، بان لا يزال الشر بما هو شر منه، وأن لا يدفع الضرر الأدنى بالأعلى، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، لكنت تناولت مطالعات ومذكرات عظيمة الخطر محررة من قبلهم، وكنت دائما اوثق مثل تلك الأمور خلسة، لأني كنت متوقع انهيار عمل المكتب بسبب كثرة الانتهاكات وهناك ظلم ومؤامرات منها كانت تحاك ضدي وكنت اعلم بها لكني بعد الازمة رويت لي أمور عديدة مؤلمة وخسيسة وكانت هناك تصرفات كنت الحظها ابطالها هؤلاء ممن يحكمون على الأشخاص بالمصالح والأهواء والعلاقات والارتباطات، وممن كان الحس الأمني لديهم عالي جدا تجاه منتسبيهم فقط دون الاخطار الخارجية وقد حذرت منها بنفسي لكن بلا فائدة لان المكاسب والاستحواذ عليها هي المهم، وهؤلاء سموا فسادهم إصلاحا وخيانتهم أمانة.
كتبت مقالة قبل حوالي شهر بعنوان(مقال لا يقرأ مضمونه كونه خارج التغطية) تناولت فيه أمور عديدة تخص صلة الرحم وانتقدت فيها اخوتي وبعض الموظفين والمحامين وبطريقة بدون ذكر أسماء وهو ما أوصى به الرسول الأعظم عندما جاءه يهودي الى مجلس النبي محمد (ص) وكان له على الرسول دين فقال: يامحمد إنكم يا إل عبدالمطلب تماطلون فنهض عمر بن الخطاب (رض) حانقاً عليه يريد الإمساك به فقال عليه السلام : ياعمر لسنا بحاجه لما تفعل وكنا نتمنى أن تطلب منه حسن الطلب ومنا حسن الأداء صدق رسول الله (ص) هذا هو معلم البشرية، وقد اضطربت عند كثير من الناس حدود النصيحة التي يجب القيام بها، والنصيحة علناً امام الناس وبالاسم، في ذلك شبهة الحقد والتشهير وإظهار الفضل والعلم، وهذه حجب تمنع من استماع النصيحة والاستفادة منها، ولقد كان من أدب رسول الله (ص) في إنكار المنكر، أنه إذا بلغه عن جماعة، ما ينكر فعله، لم يذكر أسماءهم علناً، وإنما كان يقول: ” ما بال أقوام يفعلون كذا “، فيفهم من يعنيه الأمر أنه هو المراد بهذه النصيحة، وهذا من أرفع أساليب النصح والتربية يدلنا عليها المربي الأكبر محمد (ص)، وهذا ما تناولته في مقالتي ومقالاتي السابقة ولم اذكر أسماء، لكن من يقرأ مقالتي وهو فاعل وقد عنيته بالمقالة سوف يعرف انه المقصود، وهذا حق وليس تعيير.
لكني مع الأسف الشديد وصلتني تأويلات واجتهادات قسم منها نسائية لا ترحم باني اعير من ورد في مقالتي ولا اعرف كيف توصلوا لهذا التفسير السطحي الذي ينم عن جهل وبعضهم يريد ان أرسل له رسالة خاصة به ولم يكترثوا الى أنى كاتب وأردت ان أوصل فكرة للقراء بان يصلوا اراحمهم وذكرت بجملة التزامات اوجبها علينا ديننا وعرفنا، والنصيحة لها شروط وضوابط ينبغي مراعاتها حتى تؤتي ثمارها؛ فإنها إذا خرجت عن شروطها وضوابطها انقلبت إلى فضيحة، وجاءت ثمارها معكوسة، فالبعض يكتب للتسلية أو ملئ الفراغ، وآخر يكتب لوجود فرصة للكتابة في بعض المنتديات والمواقع والمدونات، وثالث يكتب ليقال كاتب، ورابع لتتبع عيوب وعورات الآخرين، وخامس يكتب لنقل آراءه الشخصية ويتظاهر بالمعرفة بكل شيء، وسادس يكتب لحض الناس على توجه فكري أو عقائدي أو سلوكي أو منهجي خاص به، وسابع للطعن والتشهير والتنقص من الآخرين، وهكذا…إلخ لكن بالمقابل هنالك صور مشرقة ومنارات شامخة، يكتبون بيد بيضاء ونوايا صادقة وأسلوب معبر، واني وجهت مقالتي للعامة، ولا اعرف ان خطيب الجامع او كبير قومه عندما يوجه نصحه ونقده لهم بدون ذكر الأسماء وكما كان يفعل الرسول الأعظم(ص) هل في ذلك تعيير ام نصح وانتقاد لوضع يحتاج لتصحيح، لا سيما ان الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح قال (إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة. قال: لمن يا رسول الله؟ قال: وكتابه، ورسوله، وأئمة المؤمنين، وعامتهم، وأئمة المسلمين وعامتهم). فالنصيحة لغويا من نصحت الثوب إذا خطته، أو من نصحت العسل إذا صفيته.
ان في تلك التفسيرات، اختلال للموازين وفساد للسريرة، وان ميزان الخير والشر يميل مع الأهواء الذاتية والمصالح العارضة والتوجيهات الفكرية، وطلب مني أحد الاخوة الأعزاء ممن كانوا يشاركون بالمؤامرات بحقي لكنه أصبح من أصدقائي واعتز به بعد ان عرفني عن قرب، بان لا انتقد أحد وان اكف عن الكتابة بحق بعضهم والذي اذاني كثيرا واخبرته بموافقتي بان لا اكتب عنه شيء نزولا لرغبتك، لكن ان أوقف الانتقادات والتأشير على جملة أخطاء وممارسات وتصرفات، لا أستطيع لان:
الكتابة رسالة وليستِ حرفة، وأمانة لا خيانة، وفكرة فيها عبرة وليست فلسفة ومراوغة، وإرشاد وبيان لا تضليل وإيهام، والكتابة توجيه ونصح وسداد وتشخيص، وليس توبيخ وتشهير واعوجاج وتشتيت، كما أن الكتابةِ عظة وتدبر وتأمل، لا اضطراب وتأرجح وضياع، والكتابة تنوير وتأصيل وتوسيع للمدارك وإيجاد حلول، وليس متاهة وتجهيل وفلسفة!! الكتابة رسالة ومسؤولية وأمانة، واندر أنواع الشجاعة هي الشجاعة الفكرية.
ثم أنى اكتب ليس لمجرد هواية أو ردود أفعال، وان قلمي يقودني لتسطير قناعات ورؤى حقيقية وعلينا جميعا الترفع عن سفاسف الأمور، والثرثرة الزائدة، وينبغي الابتعاد عن السطحية والنظرة الضيقة للأشياء.
فكل ما تسطره أناملي هو مسؤولية شرعية وأخلاقية وقانونية؛ فكل حرف يكتب، وقبل تسويده ثم تبيضه ثم نشره، لابد من تمريره على مقياس السيطرة النوعية(مشروعيته)، المتكون من تلك الأسئلة:
هل هذا الحرف أو تلك الكلمة أو الجملة والفقرة حق أو باطل؟ موافق للشرع والقانون أو مخالف؟ فيه مصلحة موافقة للأطر المهنية والأخلاقية ام لا؟ هل سيستفيد منه القارئ أو لا؟
القانون في العراق يستخدم ويستعمل ولا يطبق، وهناك فارق كبير بين الأمرين، وتسييس الكتابة، بحيث يكون الطابع الغالب خدمة فئات معينة أو التنظير لحالة جديدة (اعتبار قتل الأبرياء جهاد واحتلال البلاد ونهب الثروات تحرير)، جريا وراء فوائد ذاتية فهذا انتكاس وتقهقر واضح وبيع للذمم بثمن بخس!!
وتزداد الطامة إذا كان من لك فضل عليه وسابق صحبة، ينقلب عليك كالذئب الكاسر إشباعا لهوى أو حسدا منه، حتى قال شعرا من ابتلي بأمثال هؤلاء:
مللت الناس كلهم اضطرارا … لأن وداد أكثرهم هباُء
وكم من صاحب أُصفي ودادي … له، ونصيبنا منه الرياُء
وأرعى عهده ويضيع حقي … وهذا يا أخي بئس الجزاُء
ان دفع المضار عن اخوتك واصدقائك ومحبيك، وجلب المنافع لهم مهمة نبيلة، لا يبلغ المسلم المراتب العالية بمجرد كثرة صلاته وصيامه (وإن كان هذا مما يؤمر به) ولكن بسخاء النفس، وسلامة الصدر، والنصح للأمة،
وعن الحسن البصري رحمة الله عليه أنه قال: لو شئتم أن أقسم لكم لأقسمن: إن أحب عباد الله إلى الله الذين يحببون الله إلى عباده، والذين يحببون عباد الله إلى الله، ويمشون في الأرض بالنصيحة.
ان نصيحتي لمن ذكرتهم بمقالتي انقلبت اتهامات مزيفة، وهؤلاء يعانون من مغص فكري لابد أن (يخرج) أفكاراً قذرة، ينقلون أقوالاً لا خطام لها ولا زمام، من خلال توجيه اتهاماتهم لي، وعندما تسقط الفريسة تأكل منها الذئاب والضباع وحتى البكتيريا التي لا ترى بالعين المجردة.
وأخيرا نقول انه: ان بيان الأمر مغنٍ عن بيان فاعله أو قائله إن كنت تريد الإصلاح والنصح والتغيير بما يرضي الله والقانون والعرف.
نعم انا استهدفت ليس من الان بل منذ فترات طويله، وانا لو كنت اريد ان استبدل ثقة الناس بالأموال فقسماً بالله فتحت لي خزائن الاموال لكن لا ولم اقبل لأنني قررت ان لا اكون الا شجاعاً، وسأستمر في هذا الامر حتى لو كان ثمنه ان اظل خلف جدران السجن ما تبقى من عمري.