23 ديسمبر، 2024 4:06 م

عندما تكون الموصل من الماضي!!

عندما تكون الموصل من الماضي!!

مرت سنة على سقوط الموصل في غفلة من الزمن مع غياب واضح لبشائر النصر باستعادتها من تنظيم داعش لأن المعركة اكبر من امكانيات الدولة العراقية، التي يتنازع القرار الأمني فيها قوى سياسية لا تتحرك جميعها تحت راية الدولة العراقية.

سمعنا الكثير من الوعود و لم نلمس أي تغيير لموازين القوى على الأرض في جعجعة غير مسبوقة بلا طحين و عدم دراية لما يجري على الأرض، فالدولة العراقية بوضعها الحالي من بين المتفرجين لا اللاعبين الساسيين، بدليل تقديم تصورات متناقضة و حلول لرد الأعتبار المؤقت، بينما لم يعد الموصليون بمعرفة عما يجري خارج حدود ” دولتهم الجديدة” التي لم يختاروا شكلها و لم يتعودوا شعاراتها، و مع ذلك يسلمون آمرهم الى الله لأن القيادة الحالية منشغلة عنهم بمعارك جانبية، لأ تختلف كثيرا عن سلسلة التفجيرات التي كانت تعصف بالموصل يوميا قبل 10 حزيران الماضي، و التي ذهبت مع الريح مثل سيادة المدينة عراقيا.

لم تقدم الحكومة العراقية تصورا عمليا لما يجري في السر مثلما لم تقدم استطلاعا للراي عن مدى مقبولية المواطنين لاسلوب حكم ما يسمى بتنظيم الدولة، ومدى استعدادهم للانقلاب عليه و لماذا!!ما يكشف عن تخبط في الادارة و سوء تقدير للموقف العملي، فالحرب على التنظيم ليسنت مزحة بشهادة الأمريكيين الذين يعرفون أكثر من غيرهم قدرات الجماعة، بالمقابل فأن عدم ذهاب حكومة العبادي بعيدا في التزاماتها ما أضعف الأهتمام المحلي و الدولي بها بدليل اصرار الرئيس الأمريكي على صعوبة الانتصار على داعش بدون تسليح ابناء العشائر و مشاركتهم في المعركة.

ومن التحديات التي باتت تشكل قلقا نفسيا لا تعترف به الحكومة العراقية لكنها قد تكون من بين ضحاياه قبل استعجال الحل الوطني، نقول ان من بين التحديات ما لوحت به بلجيكا من فكرة انسحابها من التحالف الدولي بسبب ضغوط مالية، أو اقرار غير معلن بعدم نجاح استراتيجية القصف الجوي، الرأي الذي تتقاسمه دولا عربية و أوروبية لم نعد نسمع عن مشاركتها بطلعات منذ فترة طويلة بالعرق العسكرين، بينما لا يبدو مستبعدا خروج مدن اضافية عن سيطرة الحكومة بعد الرمادي، فداعش يراهن على حرب استنزاف بعمليات متفرقة، بينما تستعجل الحكومة رد الأعتبار بقدرات غير منسجمة على غرار قرارالانسحاب الشخصي للقوات من الرمادي.

وقد لا تعرف الحكومة وكبار مستشاريها أن المعركة في فصولها المعقدة جدا، مع تراخي واضح في معنويات الجيش و الشرطة لصالح الحشد الشعبي ، وعدم الاجماع المحلي و الدولي على تحوله الى بديل عن المؤسسة الرسمية لتصورات طائفية قبل غيرهأ خاصة مع تكرار تجربة تكريت في بيجي و ربما ستكون الضربة القاتلة بالفلوجة أو النخيب، لأن صانع القرار يتعكز على حلول ترقيعية لا مشروع وطني جامع، قد يكون من بين نتائجه اللجوء الى خيار القوة البرية للتحالف الدولي ، وهو الأمر الأشد تعقيدا لأنه سيكشف عن حسابات مختلفة لبيدر التحالف عن حصاد ايران في المنطقة، ما يضع الجميع أمام تساؤل كبير.. ماذا لو مضى عام أخر على احتلال الموصل و الرمادي؟؟ و متى يعترف البعض بفشلهم فيستريحوا و يٌريحوا!!

[email protected]