22 ديسمبر، 2024 5:35 م

عندما تكون المنتجات التكنولوجية طارئة في حياة بعض الشعوب

عندما تكون المنتجات التكنولوجية طارئة في حياة بعض الشعوب

التكنولوجيا ومنتجاتها هي عبارة عن فلسفة متجسدة ، انها تعبر عن فهم معين للاشياء وللعلاقة بين تلك الاشياء.

انها تعبر عن ايمان وفهم وايمان بمبدأ السببية والتحليل العلمي.

انها حلول تفتّق عنها العقل البشري النشيط والفعّال للتحديات والمشاكل التي تواجه البشر في سعيهم لبناء حياة افضل.

منتجات مثل الهاتف النقال وجهاز الحاسب الآلي ، لم يتم انتاجها من اجل اللعب واللهو ، بل جاء انتاجها لان ايقاع الحياة السريع كان يحتاج الى تلك المنتجات.

في مجتمعات اخرى ، الناس تمتلك فقط القدرة على شراء تلك الاشياء باغلى الاسعار لكي تتباهى بامتلاكها او تستخدمها لاغراض بسيطة وغير ضرورية لنمط حياة تلك المجتمعات الذي يتسم بالبطء والرتابة والكسل وقلة الانتاجية وعدم احترام الزمن.

اشخاص يشترون اغلى ماركات الهواتف النقالة وأحدثها ، لكنهم لايعرفون كيفية الاستفادة من مزاياها العديدة !!!

يستخدمونها للمكالمات فقط والتي يكون اكثرها عبثياً وثرثرة فارغة..او لتبادل الشتائم والبذاءة على الفيس بوك والواتس اب.

اجهزة الحاسب الحديثة فيها امكانيات تحليلية وحزم احصاء ورياضيات هائلة ، لكنها تستخدم للطباعة والكتابة وفتح البريد!!

اذن لماذا لايحصلون على نسخ رخيصة من تلك الاجهزة لانجاز

تلك المهام البسيطة ؟؟

نمط حياة تلك الشعوب لازال بعيداً عن العالم المتقدم ولاتوجد ضرورات حقيقية للمنتجات التكنولوجية الحديثة التي وصلت الى أيادي الاطفال من اجل اللعب والتباهي.

استيراد تلك الاجهزة غالية الثمن يكلف ميزان المدفوعات مئات الملايين من الدولارات الثمينة والتي لايمكن تعويضها والتي يفترض استخدامها في استيراد مستلزمات التنمية الحقيقية.

تحت ذريعة الاقتصاد الحر وآلية السوق وحق الانسان في التصرف بموارده ، يتم التغاضي عن اشكال عديدة من الاستيرادات غير الاساسية للتنمية والتي تحميها تشريعات مشكوك في نزاهتها.

لايمكن منع استيرادها الا بقانون يصدر عن مجلس النواب ويحظى بمصادقات  تستغرق سنوات باعتبار البلد “دولة قانون”.

لايمكن زيادة الضريبة الجمركية الا بقانون يحتاج سنوات لكي يصدر، وقد لايصدر ابداً.

وهكذا انقضت عشرون سنة ضائعة من عمر التنمية في العراق ونحن في هذه اللعبة الجميلة . انقضت ونحن “نخضع وننفذ القانون”.

موارد البلد تستنزف باستمرار لاغراض معظمها استهلاكية تافهة

مع ان هذه ألموارد قابلة للنفاد والتوقف.

ادعو جميع الاصدقاء الى التفكير بهدوء في حال العراق بدون موارد نفط !!

ما الذي سوف يحدث ؟

حفظ الله العراق