15 نوفمبر، 2024 4:46 م
Search
Close this search box.

عندما تكون المحاصصة ظالمة ” وزارة الصحة مثالا “

عندما تكون المحاصصة ظالمة ” وزارة الصحة مثالا “

الحديث عن مرض الكوليرا هو حديث علمي تخصصي , وعليه فعندما تريد وزيرة الصحة الدكتورة عديلة حمود أن تدلي بحديث حول مرض الكوليرا لا داعي ومن غير المناسب أن تظهر محاطة بمجموعة من النائبات وبعض النواب , وهذا يعني أفتقار الدكتورة للخبرة ألآعلامية , وأفتقار الحزب الذي تنتمي اليه الى تلك الخبرة

وأذا توسعنا أكثر , فأن من دلالات ذلك الظهور المحشور بجملة أخطاء سنوضحها يكشف لنا أن أعلام وزارة الصحة يعاني من خلل في الخبرة والتنظيم ومعه أعلام الحزب الذي تنتمي اليه الوزيرة , ولكن عندما نعرف أن رئيس الكتلة النيابية لحزب الدعوة تنظيم العراق هو ممن كثرت حوله أشاعات عدم أمتلاكه للشهادة الثانوية ولم يقم المقصود بألآشاعة ولا حزبه بأثبات عكس ذلك مما يعني أن التهمة صحيحة ؟

ما معنى أن تظهر وزيرة تريد التحدث عن مرض الكوليرا الذي ظهرت له أصابات في بعض المدن الفراتية وهي محاطة بمجموعة من النائبات في مجلس النواب الذي لم يعد نوابه يلفتون ألآنتباه لآنهم ليسوا مؤهلين ثقافيا ولا سياسيا .

أن ظهور مجموعة حزبية من النواب في لقاء تلفزيوني يكون مبررا في حالة : المؤتمرات السياسية , والتصريحات ألآعلامية ذات الضرورة لحدث طارئ يخص البلد أو يخص الحزب , أما أن يظهر نواب الحزب حول وزيرهم وهو يريد أن يتحدث عن شأن صحي مثل مرض الكوليرا فذلك يعني أننا في حالة من ألآفلاس السياسي والعلمي في أن معا ؟

أما ألآفلاس السياسي فهو من نصيب هذا الحزب أبتداء من أسمه الذي هو أنشقاق عن حزب الدعوة ألآسلامية الذي يتمتع بتسمية صحيحة منذ تأسيسه على يد المفكر والمرجع المعروف الشهيد محمد باقر الصدر الذي توقف عن المشاركة في أدارة تنظيم حزب الدعوة ألآسلامية في تاريخ مبكر من حياة الحزب , وغياب السيد محمد باقر الصدر عن رعاية وأدارة حزب الدعوة ألآسلامية مع غياب شخصيات قيادية لآسباب كثيرة جعل حزب الدعوة ألآسلامية يدار من قبل أشخاص ليسوا مؤهلين للقيادة لا روحيا ولا نفسيا ولا عقليا , ومن هنا ظهرت أنتكاسات حزب الدعوة ألآسلامية الذي دخل الى السلطة بعد 2003 وهو مريض تنظيميا مما جعله لايمتلك رؤية قيادية لتنظيم ألآدارة الحكومية سياسيا وأقتصاديا وأمنيا وتعليميا وصحيا , فأنفرط عقد ألآنضباط الحزبي الذي لم يكن موجودا , فأصبح الوزير والنائب والمدير العام والمسؤول العسكري وألآمني فاسدا , وأنتشر الفساد في كل مفاصل الدولة مما جعل الناس تغير نظرتها الى حزب الدعوة ألآسلامية , وهكذا تحولت المحبة الى كراهية , وتحولت الثقة الى شكوك وريبة عززتها فضائح لايمكن السكوت عليها , وهكذا أسقطت مرحلة لم يكن حزب الدعوة ألآسلامية مولودا من أجلها وتحمل تبعات ذلك السقوط بأستحقاقات لايمكن تبريرها أو الدفاع عنها .

وحزب الدعوة تنظيم العراق هو تسمية مضللة لنوايا ومشاريع غير صادقة يقف ورائها النفس ألآجنبي بأسماء عراقية هي ألآخرى لاتمتلك جدارة تنظيمية ولا سياسية بمقدار ما تمتلك تبعية للآجنبي , والتبعية دائما لاتحتاج الى عقل مفكر ولا الى رأي مدبر بمقدار ماتحتاج الى الصورة ألآعلامية وزخرف الكلام مما يجعل القاعدة الشعبية غير قادرة على فرز الحقائق ألآ بعد وقوع الفشل , وهذا ما يحدث اليوم في العراق , فوزراء العراق يمثلون فشلا مريعا في كل الميادين , ومنهم وزيرة الصحة الدكتورة عديلة حمود التي عائلتها المكونة من زوجها عبد الله  وشقيقيها حازم وعلي ومن أختها وبقية أقاربها هم خلية ألآدارة المكتبية في وزارتها وعمل من هذا المستوى لايعبر عن وعي تنظيمي ولا فهم سياسي , ومما يزيد ألآمر غرابة أن الوزيرة في معرض حديثها عن مرض الكوليرا تقول أن شحة مياه نهر الفرات هي السبب في أنتشار مرض الكوليرا ؟ ولآن الوزيرة ليست متخصصة في ألآمراض المتوطنة ولا الوبائية مما يجعلها غير ملمة بطبيعة مرض الكوليرا ولكن كان بأمكانها ألآستعانة بألآختصاصيين بهذا المرض حتى يأتي حديثها متناسب مع عنوانها كوزيرة للصحة , ثم أن وزيرة الصحة تقول : أن مرض الكوليرا أول ماظهر في منطقة أبي غريب التي باتت تعتمد على مياه ألآبار , والسيدة الوزيرة نسيت أن مياه ألآبار ولا المياه الجوفية يمكن أن تكون سببا للآصابة بمرض الكوليرا , وأنما تلوث المياه هو الذي يؤدي الى ألآصابة بمرض الكوليرا , وكان بأمكان وزيرة الصحة الدكتورة عديلة حمود أن تقول : أن المياه الجوفية ومياه ألآبار ملوثة ولكن هذا يحتاج الى أدلة علمية وأثباتات مختبرية والسيدة الوزيرة لم تكن قد حضرت مثل تلك ألآثباتات وأكتفت بظهور بعض النائبات معها ؟

ثم أن شحة مياه الفرات في المنطقة الوسطى والجنوبية لم يجرؤ أحد من الحكومة أن يقول أن سببها ماتقوم به عصابات داعش في ألآنبار من السيطرة على بعض السدود والتلاعب بها , وهذه قضية أمنية عسكرية يتحمل مسؤوليتها الجانب العسكري وألآستخباراتي الذي ترك السدود على نهر الفرات في محافظة ألآنبار دون حماية عسكرية والحماية العسكرية وألآمنية للسدود على نهر الفرات تأتي في مقدمة كل عمل أمني عسكري أستخباراتي وهذا ما لم يحدث , ولازال الجهد ألآستخباراتي ضعيفا والتنظيم العسكري لايخلو هو ألآخر من ضعف ملحوظ , لذلك فأن مركز المعلومات الحربية ألآستخبارية ضد داعش الذي أفتتح في بغداد وتشارك به كل من روسيا وأيران وسورية والعراق يجب ألآستفادة منه لسد الخلل ألآستخباري الذي يعاني منه العراق منذ 2003 والى اليوم , وليكن معلوما أن تصريحات بعض العراقيين في مجلس النواب وفي مجالس محافظات ألآنبار وصلاح الدين ونينوى حول عدم جواز أشراك سورية في مركز المعلومات في بغداد بحجة أن أمريكا والدول التي تدور في محورها لايريدون أن يبقى بشار ألآسد في الحكم ؟ وهؤلاء أنما يرددون ماتقوله السعودية التي لحكامها عداء شخصيا مع بشار ألآسد , والعراق غير معني بهذا العداء الذي لايمتلك رؤية قانونية ولا أخلاقية , فبقاء بشار ألآسد وعدم بقائه مسألة يقررها الشعب السوري , ثم أن دولا مثل أمريكا وفرنسا وتركيا والسعودية لايحق لها التدخل في الشأن الداخلي السوري مثلما هي أي هذه الدول لاتسمح لآحد أن يتدخل في وضعها الداخلي ؟

مرة أخرى نحن أمام منتجات ومخرجات ضارة للمحاصصة التي شوهت هوية الدولة وأضعفت الحكم ووزارة الصحة هي من تلك الوزارات التي أصبحت مختطفة بالمحاصصة المرفوضة من قبل الشعب العراقي .

أحدث المقالات

أحدث المقالات