23 ديسمبر، 2024 5:39 ص

عندما تفقد مالك يضيع حالك؟!!

عندما تفقد مالك يضيع حالك؟!!

لعبة إستنزاف الثروات والقدرات العربية تجري على قدم وساق , وما تعلّم منها الحكام العرب بمسمياتهم وتوصيفاتهم المتنوعة.
وقد بدأت هذه اللعبة مع العراق في نهايات السبعينيات من القرن العشرين , ومضت عجلاتها تدور فيه وعليه حتى إنتهى إلى ما هو عليه اليوم بعد أن كان “فوق المنارة”.
وتكررت اللعبة في ليبيا فآلت إلى مصارها الفتاك العاصف بأرجائها , التي تستنزف كل شيئ فيها.
وذهبت إلى سوريا فأنهكتها ومزقتها , وأتلفت ثرواتها وقدراتها ومَن معها من المساندين من القوى الإقليمية والمجاورة لها.
وها هي تدور بعجلاتها العُظمى في دول الخليج التي صارت الهدف الأول للحلب المروع لكل ما فيها وعندها , حتى غدت معظمها ذات وسوسة مرعبة بشراء السلاح الذي تدمر بواسطته القدرات العربية الأخرى , كما يحصل في اليمن وما يجري بشأن قطر.
ولن تنجو أية دولة أو قوة عربية أخرى من نواعير الإستنزاف الخلاق الفاعلة في البدن العربي من أقصاه إلى أقصاه , وبتقنيات وآليات معقدة ومُهندسة بحذق وإنضبادية عالية , تجعلك تذهب نحو سوح الإنتحار المطلق بإرادتك وشدة عزيمتك وإندفاعك الأعمى.
فاليوم تحولت دول الخليج إلى ترسانات للأسلحة التي يُراد التخلص منها , لأنها ما عادت ذات صلاحية للمواجهات المعاصرة , فصارت صفقاتها بمئات المليارات وسوحها مستعرة ولن تتوقف لأنها أسواق مطلوبة لإدامة التدمير والخراب.
ولهذا فأن الحروب العربية العربية ستتواصل حتى ” تبرك” الدول العربية , ويتم “تقصيبها” بساطور الذين حلبوها بمكائن الحلب الفتاكة , القاضية بشفط ما في عروق العرب من مداد حياة ونبضة روح وأمل , وسيكون التقطيع بلا دم , وستؤكل لحومها مجففة في شمس الضياع والخسران العربي الشديدة الحرارة والإحتراق.
ومن العجيب أن الدول العربية لا تتعظ وتعيد الكرة ألف مرة , فهي لم تتعلم من تجربة العراق وليبيا وسوريا وما قبلها ومابعدها , وإنما تبدي خنوعا وخضوعا وإستسلاما لإرادة المفترسين المتأهبين لتمزيقها والفتك بوجودها.
وذلك دليل فقدان سيادة ومنهاج إبادة , وموت إرادة!!
فهل للأمة أن تكون ذات قيادة وريادة؟!!