يعيش الانسان كل حياته وفق حسابات دقيقة في السنين والشهور والايام وحتى اللحظات.. يفرح في قسم منها ويحزن في قسم اخر ولكن الاحزان عادة ما تكون سريعة النسيان مهما كانت قوتها وتاثيرها في لحظات وقوعها لان الله قد اعطى مع كل مصيبة صفة الصبر ومنح للانسان نعمة فضيلة هي نعمة النسيان…..
اما الافراح فحتى واذا تم نسيانها فانها سوف تبقى معلقة تعيش معنا في زاوية الذكريات على طوال السنين التي يعيشها البشر في عمره المحدود…
نجلس يومياً في الصباح لنحدد ماذا نريد ولكن اغلبنا لا يعرف ماذا يريد. تشرق الشمس ويولد نهار جديد وتبدأ الحياة ببداية جديدة مختلفة الالوان والاطوار من انسان الى آخر فطالب المدرسة يتهيا منذ الصباح لطلب العلم والجلوس على الرحلة المدرسية وهو يستمع لمعلمه ليتلقى محاضرة جديدة والموظف يذهب الى دائرته ليؤدي عمله الروتيني اليومي اما المتقاعد فانه يبقى في فراشه احيانا الى ساعات طويلة في سباته وخاصه اذا لم يكن لديه عمل اخر ومع بداية كل يوم جديد تولد حياة جديدة لاننا نرى فيها اشياء ومناظر مختلفة عن الامس والا فالشمس هي نفس الشمس الموجودة قبل سنوات والنهار ايضاً هو نفس النهار مع اختلاف ساعاته ما بين فصل واخر..
وتختلف الفصول ايضا سنوياً وحسب التغييرات المناخية والظروف الجوية المتغيرة بين الحين والآخر فتجد احيانا شتاء ممطر وتتساقط فيه الثلوج او ربيعاً لبست فيه الارض الثوب الاخضر او صيفاً معتدل الاجواء وربما خريفاً يشبه في اجواءه فصل الربيع او ربما نعيش احيانا مع هذه الفصول عكس ماقلناه اعلاه….
وبين هذا وذاك يتأقلم الإنسان على حياته ويعيش مع الطبيعة بصورة اعتيادية رغم أحاسيسه التي تتأثر بهذه التقلبات الجوية وخاصة عندما نعيش مع البرد القارص الذي يرافق فصل الشتاء او ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف والتي تصل الى معدلات مرتفعة جدا وخاصة في بعض دولنا العربية التي تستخرج الثروات الطبيعية من باطن الارض وبصورة مستمرة طيلة ايام السنة…
ولكن الحياة تستمر وعجلاتها لن يوقفها شيء لان استمراريتها هو تحديد اعمار لكل المخلوقات الموجودة على سطح الأرض فلكل بداية نهاية…
ان الانسان العاقل في وقتنا الحاضر هو الشخص الذي يستطيع العيش بسلام ولا يعطي اهتماماً لما يدور حوله من التقلبات الجوية او التقلبات البشرية والتي تختلف من شخص لآخر وحسب الصفات التي يحملها هذا الانسان فهناك من يحمل برودةً في الاعصاب وهذا اشبه بفصل الشتاء وهناك من ينفعل وبصورة عصبية ويكون مزاجه دوماً متعكر وهذا هو الاقرب إلى فصل الصيف وهنالك الانسان المعتدل بكل اوقاته وهذا ما نشبهه بفصلي الربيع والخريف.. وكل هذه التقلبات لاتستطيع أن توقف عجلة الزمن لاننا نعيش يومياً مع شروق الشمس وولادة نهار جديد ولحظات غروبها وولادة الليل وموت النهار…….