9 أبريل، 2024 3:08 م
Search
Close this search box.

عندما تعوّقنا الكتابة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الكتابة معوّق حضاري خطير في المجتمعات المتوهمة بالنهوض , والمتورطة بتصورات التقدم والنماء , وهي تنحدر إلى وديان الدمار الشديد.

الكتابة إنحراف سلوكي أصاب مجتمعات الأمة بالإنهيار والإندثار والركض وراء خيط دخان.

فكم من الأقلام تكتب؟

وكم من الأوقات تُستهلك لمجالسة الورق أو الشاشة , في عصر وفّر أدوات الكتابة السهلة , فصار الجميع يكتبون ويسطرونرؤاهم في كلمات لا تنفع.

مَن دق باب الكلمات , وشق صدر العبارات , وإمتطى السطور , وأجهز على اليراع المسكين , وجلده بسوط الغفلة والحسرات , وما فيه من المطمورات السيئة؟

إنها لعبة التخدير , فالكتابة كالدواء الذي يُحقن في الأوردة ليمنع الشخص من الشعور بالألم , فيعبث به المشرط كما يشاء.

وما يحصل في واقعنا المعرفي يشير إلى أن المعاناة القاسية والمكبوتات الشرسة دفعت البشر للبوح والترويح عما فيه , ليشعر بأنه يستطيع الإنتصار على ضعفه وغياب القدرة على الإنجاز المفيد.

ولهذا فالكتابة تحولت إلى إنجاز , فالقول العمل , وخير ما يقوم به الشخص أن يكتب ويكتب , فالدواء كتابة والحياة كآبة , إن إختفت فيها الكتابة!!

ومضينا نكتب لنهرب من واقع نعجز عن مواجهته والتأثير الإيجابي فيه , فالكراسي متأسدة على الحياة وتفعل بالأوطان ما تريد , والمجتمعات تختصرها الأفراد والفئات , والدين طوائف , والديار تشظت , وتورطت بتدنيس الساميات , والتهليل للفساد والعاديات.

فهل لنا أن نكتب بأفعالنا لا بأقلامنا؟!!

” ومن طلب العلوم بغير درس…سيدركها إذا شاب الغراب”!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب