السيرة النبوية بين كماشة المحرفين وكماشة الجهلة وكماشة اعداء الاسلام وكل له طريقته في النيل منها ، وبين هذه الكماشات والمناوشات لابد للعقلاء والاعلام الدفاع والتوضيح لمفاهيم الاسلام .
المشكلة عندما يستخدم العلمانيون المدسوس في السيرة النبوية هذا من جهة ومن جهة اخرى يقحمون انفسهم في علوم ليست من تخصصهم ودائما يكون هجومهم على المجتمعات المغلقة كليا والتي لا تقرا الا ابن تيمية والبخاري وابن كثير واذا ارادت ان تطلع على كتب الحديث الشيعية فانها تاخذ ما يروق لها دون الرجوع الى معايير اعتماد الحديث عند الشيعة فبمجرد يكون مصدر الحديث البحار والمجلسي يعتبرونه صحيح لان الشيعة تقدس المجلسي وبالتبعية يعتقدون نقدس كل الاحاديث التي يرويها المجلسي وهنا يحصل الخلط .
التصدي لهكذا موجة تشويهية لسيرة النبي محمد صلى الله عليه واله غايتهم خلق اجواء من التشكيك بالعقائد ونزع النظرة المقدسة للمقدسات من قبل الشباب الذي لم يكن محل اهتمام بالشكل المطلوب من الجهات الاسلامية المثقفة الواعية المعتدلة .
بداوا بافتتاح منظمات وتاسيس جمعيات وبمختلف العناوين وعلى غرار جمعيات ونوادي الماسونية مع الدعم المالي غير المحدود من جهات مجهولة تمكنت من ايجاد ثقافة الالحاد والعناد بين العباد وبشكل مدروس .
حقيقة الرد على هذه الجمعيات متعب لان الرد لا يكون على مبادئ ثابتة لديهم بل على حديث ضعيف ينتقدون الاسلام من خلاله وكم من حديث مدسوس في كتب التراث الاسلامي فهذا يطلب كتب بعدد الاحاديث الضعيفة .
ومن جهة اخرى هو التفسير والتاويل لهذا الحديث او تلك الاية والغريب في الامر ان من يتصدى لهذا التفسير هو ليس من اصحاب الاختصاص نعم هو دكتوراه في اللغة وهذا لا يمنحه الحديث عن التاريخ، او دكتوراه في الفلسفة ويتحدث عن تفسير القران.
مثلا من بين غريب تاويلاتهم ان الاسلام لا يساعد على رعاية اليتيم ، كيف توصلوا لهذه الفكرة ؟ من خلال الاية الكريمة (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) فيدعون ان الاسلام يرفض رعاية اليتيم بينما الاية صريحة بان من يتبنى طفل يتيم يجب ان ينسبه لابيه ولا يحق له ان ينسبه لنفسه ، وهذا حفاظا على النسب ورسول الله يقول انا وكافل اليتيم كهاتين ( اشار باصبعيه السبابة والوسطى ) في الجنة
الامر الاخر العجيب هو اختلاق مصطلحات ومفاهيم لا يلتزم بها كمعيار عند نقده للاسلام مثلا ما كتبه علماني تونسي منح لنفسه صفة باحث في التاريخ واختصاصه لغة عربية انه د بسام الجمل كتب بحثا عن الزهراء عليها السلام بعنوان “فاطمة من التاريخ إلى المتخيّل” ، فيتحدث مثلا عن مصطلح سنن الاجتماع الانساني من غير ان يعرف مصطلحه هذا ويكون الرد عليه عسير وليس يسير وهذه المغالطات دائما يستخدمها العلمانيون وفي خضم هذه المصطلحات يكون زوغانه سهل يسير عن الحقائق ، وهو القائل هنالك تداخل بين الخطابين: التاريخي والمتخيل ويصعب التمييز بينهما “، وهنا نسال جناب الكاتب ان كان يصعب فكيف منحت نفسك حق التمييز وماهي معايرك للتمييز بينهما ومن منحك التاييد ؟
وضمن نقده لبعض محطات حياة الزهراء عليها السلام ان الشباب عزفوا عن الزواج من فاطمة لانه لربما ليست بمستوى عال من الجمال ، لاحظوا هذا التاويل والاحتمال الذي استنبطه هذا المفكر الذي لا يعبر الا عن غايات موجودة في عقله باتجاه سيرة الزهراء قبل ان يقرا سيرتها .
ثم يعرج جناب الكاتب الى اختلاقات غريبة وهي ان الزهراء والامام علي قضوا حياتهما خلافات ومعارك ونكد وتدخل الرسول اكثر من مرة لكي يصالحهما . حقيقة لا يستحق رد والذي يستحق رد هو لماذا الاستهداف ؟
نحن لا ننكر هنالك خرافات وتخيلات في السيرة النبوية ودراستها حسب اهميتها ، فهنالك محطات تاريخية ليست لها اهمية ان كانت كذا او كذا على اقل اعتبار في هذا الظرف ، المهم في التاريخ هي الروايات التي يستنبط منها الحكم الشرعي واما التاريخ ان قتل خالد بن وليد خمسة او عشرة لا تعنينا ، وان كان هذا الدعاء صحيح ام لا فلا يؤثر على مفاهيم الاسلام .
هذه الموجة ستبقى هائجة وافضل ساحل لها هو ساحل شمال افريقيا حيث من السهولة اختراق مفاهيمهم لانهم لا يعرفون عن السيرة الا ما كتبه ابن تيمية والبخاري